بدون إبداء لباقة لا مبرر لها، فالكتابة عن فلسطين وهي تنجز البطولات المعجزة بالدم النازف من شعب يخوض معركة حرية وكرامة فلسطين والفلسطينيين، وإلحاق الهزيمة الفاضحة لكيان متبجح بقوة مدعاة منتحلة على حساب أمة عريقة تمّ تمزيقها وزرع كيان هجين في قلبها لينشر الرعب بقوة لم تُجرّب يوما في حرب حقيقية، ولكن في حروب مسرحية عاجزة عربيّا، يصفق لها غرب عنصري معاد منذ الحروب الصليبيّة، مرورا بحروب احتلالية مزّقت وطن الأمة، وتصاعدت مصلحيا منذ تفجرت ثروات النفط ..والغاز بخبرات بريطانية، استثمرتها بريطانيا ثم ورثت مُلكيتها وأرباحها الولايات المتحدة الأمريكية وبخاصة بعد تكرّسها إمبراطورية عظمى مع نهاية الحرب العالمية الثانية..وحتى أيامنا التي يتزعزع فيها مجدها، وتفتضح عدوانيتها السافرة بأطنان الأسلحة التي تضخها للكيان الصهيوني الخائب في قطاع غزة _ولا ننسى الضفة الفلسطينية_ وما تلحقه من إبادة تبّث بالصوت والصورة لكل العالم دون أن تشعر الإمبراطورية بالذنب والخزي والعار الذي يجللها!.
لا لباقة مبررة لأي كاتب عربي بعامة، وفلسطيني بخاصة، في الحديث عمّا يقترفه نظام كامب ديفد بتآمره على فلسطين وشعبها ومقاومتها، ومعاونة حرب الكيان الصهيوني على شعب فلسطين ومقاومته التي أبهرت العالم وما تزال، والتي تفجرت في انتفاضة طوفانية هي في جوهرها حرب تحرير إرادة الأمة الممزقة من عربدة الكيان الصهيوني، والتحكّم الأمريكي، والتي هي في الجوهر حرب يخوضها (عرب فلسطين) ومعهم عرب المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله الذي طالما تصدى للكيان الصهيوني وكنس احتلاله من بيروت حتى بوابة فاطمة ..ثم أذله في حرب تموز 2006، وتمدد هذه الحرب لتشمل اليمن بقيادته الشجاعة وشعبه المنسجم مع قيادته بانتماء مشرّف جسور..فاليمن يواجه الإمبراطورية الأمريكية ويلحق بها ضربات تدحر أساطيلها بعيدا عن البحر الأحمر وبحر العرب وبعيدا بحاملة الطائرات لتنجو بنفسها وبما تحمله بعيدا حتى المحيطات..ولا يغيب عن المشهد ذراع المقاومة الإسلامية في العراق وهو يلطم العدو بصفعاته القوية في إيلات وحيفا.
يوجد عرب يقاتلون مع مثاتلي فلسطين، وقضيتهم فلسطين، ويُشعرون عرب فلسطين جديا أنهم ليسوا وحدهم، وأن لهم ظهرا وسندا وأخوّة في الميادين، فالمعركة واحدة، وتنفتح على أهداف واحدة...
المعركة ومنذ بدايتها، وساعاتها الأولى اتضحت، ولا مجال أن يغطي حكام (عرب) وجوههم لأنها مفضوحة السمات والملامح بالتطبيع، وعقد الاتفاقيات العسكرية للحماية للكيانات الهزيلة المنبتة عربيا، والتي لا مصلحة لها في رؤية المقاومة العربية وعنوانها فلسطين تحقق انتصارات مبهرة تعيد فلسطين قضية قومية عربية أولى ، وتنهي فترة تغييبها التي امتدت حتى فجر 7تشرين أول 2023 بعنوانها المُلهم(طوفان الأقصى)..وما هي صدفة أن حزب الله قد انضم لها عسكريا يوم 7تشرين أوّل وما زالت تحرق أصابع العدوان والعدو، ناهيك عن حرق قلبه من هول الضربات ومن رعبه مما يبديه أبطال المقاومة من إبداع في إدارة المعركة التي تتجلّى مع كل يوم بجديد تسليحا و..خفق أجنحة هدهد تلتقط عيناه تفاصيل كل ما يمتلكه العدو من أسلحة تتبدّى وتتجلّى ولا تعود خافية على نظر المقاومة وأسلحتها القادرة على تدمير تفوّق للعدو طالما استخدمه للتخويف..فإذا به في زمن المقاومة العربية الواحدة المنتمية يكشف عري العدو..وأن تصريحات جنرالاته وقادته التائهين جنوبا وشمالاً بأنهم سيعيدون لبنان إلى العصر الحجري..لن تحمي كيانهم من الحكم عليه فعلاً بمصير محتوم بأنه سيلاقي مصيره بالعصر الحجري، وهو ما يعني اندثاره في حين أن كل ما سيُدمّر في بلاد المقاومة العربية سيعاد إعماره وفي المقدمة فلسطين العربية لتي سيتم تطهيرها من كيان غُرس فيها، ولن تحميه الأسلحة الأمريكية والانحياز الأمريكي ونفاق الغرب ممثلا ببريطانيا المجرمة مؤسسة الكيان وفرنسا مسلحته بالمفاعل النووي في ديمونه.
في هذه الحرب المصيرية بين مقاومة الأمة ورايتها قطاع غزة..والكيان الصهيوني وراعيته أمريكا إمبراطورية الشّر، يجب أن تسمى الأمور بأسمائها، فالدول العربية، وهي غير منتمية للهوية العربية، لم تقدم شربة ماء ولا حبة دواء للشعب المضحي في قطاع غزّة، ولم تمتلك هذه الدول المحكومة بتابعين أمريكيا متلطين صهيونيا نخوة عربية فتسيّر قوافل الغذاء لعرب فلسطين النازفين دمهم النبيل الطاهر بالأسلحة الأمريكية لإنقاذ عرب فلسطين من الموت جوعا..ولن يفعلوا فهم تنطبق عليهم كلمة واحدة: خونة...
ومن يُحكمون إغلاق الحدود مع القطاع حكّام مصر، وهم تركوا جيش الاحتلال يتقدم ويحكم الحصار على قطاع غزة من جهة مصر، ويستقوي هذا الجيش المهزوم أمام بطولات مقاومة قطاع غزة بأن يضع ظهره على حدود مصر مع القطاع ..فهل هناك تآمر أبشع من هكذا تآمر، وانحياز لمخططات الكيان الصهيوني، وتقديم دعم لجيش الاحتلال ليحكم حصاره على غزة !!.
الانحياز للعدو مفضوح منذ بدأت حرب الكيان الصهيوني المدعوم أمريكيا، وحدود فلسطين ممثلة بقطاع غزة هي مع مصر، وواضح أن هناك خشية من استيقاظ شعب مصر العربي العريق ونفضه للتبعية وإسقاطه لكامب ديفد، والتخلّص من التبعية بعد افتضاح وعود السلام الكامب ديفيدية الخُلبيّة التي تحرم المواطن المصري حتى من الخبز الحاف ومن ضوء الكهرباء و..تكرّس مصر دولة تابعة تستجدي من عدو بخيل وإمبراطوية شّر لا ترحم ..ولكن مصر العريقة لن تصمت طويلاً على هذا الوضع المخزي المهين لعراقتها وانتمائها ودورها .
ما هو تفسير احتلال جيش الاحتلال لمعبر رفح؟!
بقلم : رشاد أبوشاور ... 09.07.2024