أحدث الأخبار
الأربعاء 04 كانون أول/ديسمبر 2024
رد لبيد على أبو مازن ونتنياهو!!
بقلم : سهيل كيوان ... 29.09.2022

هجمات الاحتلال الدموية ليست جديدة، لم تتوقف منذ بداية الصراع إلا استعداداً لهجمات أخرى، لا يوجد برنامج سلام مع الفلسطينيين لدى أي حزب إسرائيلي من أحزاب السُّلطة، الكلُّ يعمل في إدارة الصراع وليس على حلّه، يئير لبيد رئيس حكومة الاحتلال الحالي، والمنافس القوي أمام نتنياهو، الذي يمثّل ما يسمى أحزاب الوسط واليسار وبعض المنشقين عن كتلة اليمين، أعلن أنّ حلَّ الصراع مع الشعب الفلسطيني لن يكون في زمانه، وربما يكون لاحقاً من حظ الأجيال القادمة.وما دام أنه لا يوجد سلام ولا حتى فتحة أمل، فلم يبق سوى مواصلة السيطرة بالقوة على الشعب الفلسطيني، وهذا يحتاج إلى قتل كل شكل من أشكال الإرادة للمقاومة، إلى أن يصل أحفاد الأحفاد لصنع السلام، الله أعلم في أية ظروف، قد تكون الكوارث البيئية المستقبلية هي الحافز لصنع السلام بين أبناء البشر جميعاً، وقد يكون هذا نتيجة انفلات كوكيب من حقلٍ ما في هذا الكون وارتطامه في كوكب الأرض ليجعل جميع الناس سواسية كـأسنان المشط، بمن فيهم العرب واليهود، والرّوس والأوكرانيون الذين يتظاهرون بأنهم يهود.
طبيعي جدا أن تتصاعد هذه الهجمات وأن تأخذ طابعاً أشد حدة ودمويّة قبيل الانتخابات البرلمانية، لأن القائد والمرشَّح يجب أن يُظهرَ جبروته للشّعب، وأن يذكّرهم دائما بقدرته على قتل الفلسطينيين، وحتى بصورة أكثر إتقانا من غيره، ويجب أن يُبعدَ عن نفسه أية شبهة بأنه قد يقيم سلاما مع الأعداء، وإنما يسعى لتركيعهم بلا شروط. رسالة الهجمات يوم أمس الأربعاء في جنين ومخيمها للشعب الإسرائيلي، الذي سيقف أمام صناديق الاقتراع بعد حوالي الشهر، هذه تذكرة قد تتبعها عمليات أخرى، كي لا ينسى الناخبون أنه لا يقلّ عسكرية ولا تشدّداً عن أولئك الذين يسمونّهم اليمين المتطرف، وسوف يندم أولئك الذين يتهمونه بالاعتدال. ثانيا، هي رسالة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي دعا من منبر الأمم المتحدة إلى التقدم على الأرض، وإثبات نية استئناف المفاوضات على أسس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية! أي أن الحديث عن الشرعية الدولية ممنوع، والحديث عن مبادرة السلام العربية جريمة لا تغتفر، أما أن تطلب الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة وعضو في هذه الهيئة الدولية فهذا تجاوز لا يتحمله عقل البشر. المسموح لك فقط، هو أن تَعتقل وأن تقتل وتكافح «الإرهابيين» وإذا لم تفعل، فنحن قادرون على فعل هذا ولا نريد جميلا منك، ولكن هذا سوف يؤدي إلى تهميشك جانباً ونهائياً، ليبقى الصراع وجها لوجه بيننا وبين هذا الشعب. كذلك فإنه يرد بهذا على دعاية نتنياهو الانتخابية التي يتهمه فيها بالتقرب من الأحزاب العّربية، وبأنه سيتنازل عن مبادئ أساسية ذات إجماع قومي لأجل الوصول إلى السلطة، رسالته هي أنه لن يكون للعرب الذين قد يوصون عليه لرئاسة الحكومة، أي تأثير في السياسة المرسومة.
.لا سياسة ولا مشاريع في فلسطين سوى القتل والترهيب. لا بد من التخويف كذلك لأنصاره، لبيد يخوّفهم من نشوء دولة ثنائية القومية يهودية – عربية إذا ما وصل اليمين السُّلطة، لأنه سيضمُّ الضفة الغربية، وبهذا تفقد الدولة طابعها اليهودي، وستضطر لأن تصبح دولة أبرتهايد فينبذها المجتمع الدولي أو المساواة للعرب! ولكن ما هو البديل للدولة ثنائية القومية الذي يطرحه اليسار والوسط الإسرائيلي! البديل هو اللاحل، ويا شعب إسرائيل إن قصة الدولتين هذه رسالة إلى للعالم، هذه للمناورة فقط، كي نستعيد ما فقدناه من تعاطف. حلّ الدولتين هو للاستهلاك الدولي والعربي (الإبراهيمي)، ولكن لا تنازل عن شيء مقابل هذا السلام. أما برنامجه للعرب مواطني دولة إسرائيل من أصحاب حق الاقتراع في الكنيست، فهو تخويفهم من وصول نتنياهو مع شريكه الأكبر الفاشي بن غبير وريث الراب كهانا إلى سدة الحكم، يعني عليكم يا عرب أن تتقبلوا سياسة لبيد العدوانية الرافضة لأي تحرّك باتجاه السلام، وإلا فنتنياهو وبن غبير سوف يصلان الحكم وسيعملان ما هو أسوأ من هذا الذي ترونه! أما رسالة الشهداء إلى العالم وإلى الاحتلال وإلى المتواطئين معه، فهي أن هذا الشعب رفض وسيواصل رفضه للذل، وبأن أبناءه مستعدون للدفاع عن أنفسهم وعن شعبهم وممتلكاتهم ومقدساتهم، وبأنَّ المقاومة لن تتوقف ما دام الاحتلال قائماً.

1