لا شئ يوحي باننا تقدمنا خطوة وعززنا مواقعنا نحو الانعتاق والحرية من الاحتلال منذ " ولادة" اوسلو عام 1993 وحتى يومنا هذا والعكس هو الحاصل وهو ان الحال الفلسطيني في تراجع من اسوأ الى اسوأ في ظل وجود ثلة من اصول فلسطينية تختطف كل شئ وتضيق الخناق على كل ماهو مقاوم فلسطيني وتحتكر القرار الفلسطيني وتختطف منظمة التحرير اللتي تحولت الى دكان بيع وشراء وملئ " شواغر" على طريقة شيخ القبيلة الذي ينتدب من يشاء ويبعد من يشاء والحقيقة الصادمة انه ومنذ وجود اوسلو تدهورت الحالة الفلسطينية جغرافيا وديموغرافيا وسياسيا ووطنيا ووصلت الى درك غير مسبوق اصبح فيه الاحتلال سيد كل شئ ويسيطر على مقاليد جغرافيا وديموغرافيا فلسطين ويشيد الاسوار ويحتل الارض والمساجد ويخلي الفلسطينيون من بيوتهم ويهدم بيوت اخرون ويحرث الزرع ويقتلع الاشجار ويعتقل يوميا عشرات الفلسطينيون ويقتل البشر ويبيد الشجر ويجرف البيوت وكامل معالم الوطن الفلسطيني..
لا يقتل البشر ويقتلع الشجر فقط لابل يستبيح كل شئ ويرابط داخل باحات الاقصى ويعيث خرابا وارهابا في حي الشيخ جراح في القدس وفي الجليل وفي النقب ويحاصر قطاع غزة ويصدر قرارات بهدم بيوت حارات كاملة واجلاء قرى و تخريب ممتلكات على طول وعرض فلسطين المحتلة التي تأن تحت وطأة احتلالَّين احدهما صهيوني والثاني فلسطيني " اوسلوي" يقوم بدعم الاول على اساس تبادل المصالح بين الطرفين فيما القضية الفلسطينية اصبحت ملقاة على الرف وخارج اطار خطاب قوى الاحتلال والقوى الاوسلوية وما يسمى بالدول الراعية للسلام واكذوبة " حل الدولتين"ّ التي لم تسفر عن شئ سوا زيادة عدد المستوطنات والمستوطنين في مناطق الضفة والقدس وكامل فلسطين وبالتالي ما هو حاصل ان كل شئ في فلسطين صار مستباحا تارة من الاحتلال واخرى من قبل قبيلة اوسلو التي تتعاون مع مؤسسات واطر الاحتلال الى حد التنسيق المخابراتي والعسكري في عملية ملاحقة المقاومين وقتلهم وماجرى مؤخرا في نابلس واستشهاد ثلاثة مقاومين هو غيض من فيض الجرائم المشتركة بين جماعة اوسلو والاحتلال الاسرائيلي..!!
ما جرى مؤخرا في رام الله من لغط حول انعقاد " المجلس المركزي" يشير الى انحراف خطير في العمل الفلسطيني ويشير الى ان حركة فتح الجناح المرتبط بالاحتلال ويرأسه محمود عباس, قد دخلت الى مرحلة العربدة على المؤسسات الفلسطينية وعلى راسها منظمة التحرير والمجلس الوطني والمركزي مع الاشارة الى ان المجلس الوطني يمثل كامل الشعب الفلسطيني وطنا ومهجرا مع الاخذ بالحسبان "دستوريا " ضرورة انتخاب المجلس الوطني اولا ومن ثم ينبثق المجلس المركزي "تركيبة مصغرة" عن الوطني وبالتالي بما يتعلق بالمجلس الوطني الفلسطيني فقد توفي اكثر اعضاءه المنتخبون منذ عقود ولم تتم الدعوة لانتخابات جديده لانتخاب مجلس جديد وماجرى مؤخرا في رام الله وملئ ما يسمى ب" الشواغر"باطل من الاساس لان انعقاد المجلس المركزي ووجودة ايضا غير شرعي ناهيك عن ان جماعة " اوسلو" لا تمثل سوا نفسها والنتيجة ان تعيينات وترقيات" الشواغر" في ما سمي ب جلسة المجلس المركزي الاخيره, باطلة ومردودة على فاسدي سلطة اوسلو الذين عبثوا ويعبثوا بالقضية الفلسطينية دون ان يكون لمشروعهم " الاوسلوي" الخياني والاستسلامي اي صلة بالمشروع الوطني الفلسطيني!!
ما يعيشه ويعايشة الشعب الفلسطيني منذ ما يقارب الثلاثة عقود هو حالة تيه وطني مبرمجة طرفيها الاساسييَّن هما الاحتلالَّين الصهيوني والاوسلوي اللذان يشكلان فكي الكماشة والطوق المضروب على الشعب الفلسطيني في فلسطين وخارجها والمفارقة ان سلطات الاحتلال لا تخفي دعمها لوجود سلطة اطلق عليها زورا " فلسطينية" وهي لا تمت في الواقع لا لفلسطين ولا للمشروع الوطني الفلسطيني باي صله لانها ببساطة جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال الاسرائيلي الذي يحتل جغرافيا وديموغرافيا كامل اراضي فلسطين من النهر الى البحر.. لا يوجد لمشروع اوسلو اي مقومات تاريخية ووطنية يمكن ربطها بالحقوق الاساسية للشعب الفلسطيني وحتى اكذوبة " الدولة" على حدود 1967 غير قابلة للتطبيق لان الاحتلال يرفضها فيما تعتبرها امريكا الى حد بعيد " اراضي متنازع عليها" وبالتالي ما هو حاصل هو تواصل واستمرار مشروع الاحتلال الاستيطاني الصهيوني دون هوادة في ظل غياب مشروع وطني فلسطيني مقاوم لمشروع الاحتلال والاحلال المدعوم من قبل مشروع اوسلو التابع للاحتلال وليس مقاوم له؟!
الشعب الفلسطيني افرادا وجماعات وعائلات هو الذي يواجه بشكل عام مخططات الاحتلال مدعوما احيانا من هذا الفصيل الفلسطيني او ذاك لكن في المحصلة يبقى هذا الشعب في هذة الاوان دون قيادة وطنية وبرنامج وطني نضالي ليس في مناطق الضفة "والقطاع" فقط لابل في مناطق فلسطين الداخل التي تعيش ايضا حالة من التية السياسي وتتجلى بوضوح في مشاركة الحركة الاسلامية"الجنوبية" الصهيونية في الحكومة الاسرائيلية الفاشية ناهيك عن حالة الجمود السياسي في مخيمات المهجر الفلسطيني التي تعرضت للتهميش والتحييد منذ اوسلو1993 بعد ان كانت لفترة طويلة مركز النضال والكفاح الفلسطيني.. مشروع اوسلو كان مسؤولا عن " التنازل"عن مناطق فلسطين الداخل واعتبارها مناطق تابعة للكيان الاسرائيلي ناهيك عن ان هذا المشروع كان وما زال مسؤولا ايضا عن تقسيم المناطق المحتلة لعام 1967 الى كيانات وكانتونات وتحديدا بعد عام حين 2007 انقسمت" انفصلت" الضفة عن القطاع بعد القتال بين حركتي حماس وفتح في قطاع غزة" لتصبح الضفة تابعة لحركة " فتح" وقطاع غزة منطقة نفوذ تابعة لحركة "حماس" ..!!
لم تبقي جماعة انصار "اوسلو" حجرا على حجرا في القضية الفلسطينية ولم تساهم ببناء اي شكل من اشكال المقاومة في وجه الاحتلال لابل ساهمت وما زال تساهم في ترسيخ وتوسيع رقعة الاحتلال الاستيطاني الاحلالي ودَّعم هذا الاحتلال مخابراتيا وعسكريا من جهة وعبر تزييف الوعي الفلسطيني الذي وصل الى حد تغيير مناهج التعليم" الفلسطيني" بهدف ترسيخ اكذوبة " اوسلو" وحل الدولتين والاعتراف بالكيان الاسرائيلي واعتبار ان فلسطين هي مناطق الضفة والقطاع فقط من جهه ثانيه وبالتالي ماجرى هو ان مشروع اوسلو قد اسس عى اساس هدم مقومات القضية الفلسطينية جغرافيا وديموغرافيا ووطنيا وسياسيا وحصول الاحتلال على شرعية لوجوده على الأرض دوزن اعترافة بالوجود الفلسطيني والحقوق الفلسطيني حتى يومنا هذا الذي ترفض فيه الحكومات الاسرائيلية اي وجود لكيان فلسطيني حتى لو كان من نوع سلطة اوسلو الفاسدة والخانعة..الكيان الاسرائيلي حصد حصاد وغلة اوسلو دون ان يتحق للفلسطينيين اي شئ على الارض والعكس هو الصحيح وهو تَغول الاحتلال الاستيطاني وزيادة مساحتة الجغرافية وعددة الديموغرافي الذي تجلى بزيادةعدد المستوطنين في الضفة والقدس وكامل فلسطين الى اضعاف الاضعاف مقارنة بوقت ما قبل او سلو عام "1993"..!!
مشروع اوسلو عبارة عن مشروع مصالح متبادلة بين " ثلة" فلسطينية مسلحة بجيش دايتون وبين الاحتلال المسلح على اساس ضرب مقومات القضية الفلسطينية وشرعنة وجود الاحتلال منذ عام 1948 على الارض الفلسطينية وبالتالي لا يوجد شئ اسمة سلطة" وطنية" فلسطينية او رئيس فلسطيني او اي مُكون يشير الى مشروع وطني فلسطيني تحرري والموجود هو شركة " دكان" اوسلويه مردودها مالي وامتيازي على عصابة اوسلو ولا يوجد لها اي مردود او فائدة تصب في مصلحة المشروع الوطني الفلسطيني .. اختباء الاوسلويون وراء " الوطنية" الفلسطينية امر في غاية الانتهازية والخطورة لانه يشكل خطرا داهما ودائما على حقوق الشعب الفلسطيني اللتي ينتهكها الاحتلال يوميا بدعم مباشر وغير مباشر من قبل جماعة " اوسلو"..!!
لقد حولت اوسلو الشعب الفلسطيني الى حالات وكيانات وكانتونات وحاولت تدمير قطاعات ومكونات هذا الشعب ولولا مقاومة هذا الاخير شعبيا وحضاريا ووطنيا وثقافيا لما ابقت عصابة اوسلو شئ من مكونات الشعب الفلسطيني لدمرته وعبثت به!....فصلت اوسلو "سياسيا وجغرافيا وديموغرافيا" مناطق ال48 عن الضفة وفصلت المخيمات واهملت حق العودة وفصلت القدس عن محيطها الفلسطيني ومن ثم فصلت الضفة عن القطاع ليصبحا كيانين منفصلين لكن الانكى من كل هذا هو استفراد الاحتلال بالضفة في ظل وجود جماعة اوسلو ليعزز الاستيطان ومصادرة الاراضي الفلسطينية وهدم البيوت وحصار القدس جغرافيا وديموغرافيا والهجوم على وجود فلسطينيي الداخل من جهة و حصار قطاع غزة والقفز نهائيا عن فكرة"الممر الامن" بين الضفة والقطاع من جهة ثانية ..**مسار الدمار الاوسلوي هو الابشع في التاريخ الفلسطيني واصحاب مشروع اوسلو فضَّلوا وقدَّموا مصالحهم على مصالح الشعب الفلسطيني وقضاياه الجوهرية لابل ان هؤلاء المارقون قد تنازلوا عن فكرة دولة ناقصة ومنقوصة وهذا التنازل شمل القدس ومناطق فلسطينية كثيرة في الضفة المحتلة...
مسار الدمار بدأ عام1993 وتخلله تدمير الميثاق الوطني الفلسطيني عام 1996 ومن ثم احداث وفاة عرفات 2004 واستيلاء محمود عباس على " السلطة" دون اي قاعدة شعبية او انتخابية او قانونية ومن ثم احداث غزة 2007 وحتى يومنا هذا الذي ما زال فيه الاوسلويون ينسقون مخابراتيا مع الاحتلال ويقتلون المقاومون الفلسطينيون.. جنين والشيخ جراح ونابلس والقدس والخليل والجليل والنقب وقطاع غزة وكامل فلسطين تقاتل على الوجود الفلسطيني فيما سلطة اوسلو تقاتل على الراتب والامتيازات الشخصية لمنتسبيها..مسار الدمار الى متى؟.. دون وقف هذا المسار وكنس سلطة اوسلو لن يتوقف النزيف الوطني الفلسطيني ولن يتمكن الشعب الفلسطيني لا من مقارعة الاحتلال ولا نيل حقوقة الكاملة في فلسطين..** مسار الدمار : هل يوجد علاقة بين مشروع " اوسلو" والقضية الفلسطينية؟!...الجواب : لا..المشروع شئ والقضية الفلسطينية في هذة الجزئية هامشية ودورها شكلي وتمويهي على كون اوسلو مشروع عمالة وخيانة وطنية وليست سيادة وطنية...تحية لشعبنا وامتنا العربية اينما كانت وتواجدت وما ضاع حق ووراءه مطالب وان الاوان لضرب قواعد واسس اوسلو المعادية للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني!!
مسار الدمار : هل يوجد علاقة بين مشروع " اوسلو" والقضية الفلسطينية؟!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 12.03.2022