أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
هل سيأتي محمد دحلان إلى غزة؟
بقلم : د. فايز أبو شمالة ... 18.03.2021

لا أظن ذلك، فهناك أسبقية، حيث اعترضت حركة حماس على قدوم دحلان لإلقاء كلمة في قاعة رشاد الشوا أثناء انعقاد المؤتمر الوطني الفلسطيني في غزة، بالتزامن مع المؤتمر الوطني الفلسطيني لذي عقد في رام الله سنة 2018، وكانت الحجة أن دحلان يحتاج إلى حراسات وحماية، وتأمين مشدد على حياته، في الوقت الذي لم تعترض فيه حماس على قدوم سمير المشهراوي، أو أي قيادات أخرى من التيار الإصلاحي، وهذا ما تحقق عملياً في هذه الأيام.
ولكن الأيام تغير مواقف الرجال، والتحالفات السياسية تتبدل، والمشهد قد يأخذ بعداً سياسياً مؤثراً على مجمل الساحة الفلسطينية، فقدوم دحلان إلى غزة يحمل معاني التحول الديمقراطي الذي تأمله الساحة الفلسطينية، ويجسد حق العودة، وفي الوقت نفسه يعكس احترام القانون، وهذا ما تخشاه غزة التي لن تجرؤ على تجاهل مجريات القضاء في رام الله، وإدانته دحلان، وأثر ذلك على علاقة حماس مع محمود عباس، ولاسيما في هذه المرحلة الحرجة من تمرير الوقت سريعاً، للوصول إلى صناديق الاقتراع دون مرسوم رئاسي بالتأجيل أو الإلغاء.
وصول بعض قيادات التيار الإصلاحي إلى قطاع غزة خطوة إيجابية لا تحسب لحركة حماس فقط، وإنما تحسب لقادة التيار الإصلاحي الذين أغمضوا العين عن جملة الأحداث التي جرت على أرض غزة، ووجدوا أنفسهم مع حركة حماس في أتون معركة داخلية لا ناقة لهذا الطرف فيها ولا جمل لذاك، وإنما كان قتالاً بلا معنى، وبلا مضمون، وبلا منتصر، وبلا مهزوم، فالمعارك الداخلية لا ينتصر فيها إلا أعداء الوطن، وتلك الحفنة من المارقين على التاريخ الوطني، والراغبين بالتشفي بالطرفين، ومن ثم الاستئناس بالمقولة الكاذبة عن الانقسام الذي دمر القضية الفلسطينية، والانقسام الذي أعاق تحرر الأوطان، وهزيمة العدوان.
الأبواب الوطنية التي فتحت في غزة لقادة التيار الإصلاحي لا تعني فتح بوابة المناكفة بين حركة حماس وحركة فتح، ولا تعني ضرب أحمد حلس بمحمد دحلان، ولا تعني إعادة إشعال وإشغال الساحة الفلسطينية بالمواجهات والتكتلات، على العكس، انفتاح قلب الوطن للعائدين يعني القدرة الفلسطينية على التعايش، والرغبة الفلسطينية بتجاوز الماضي، والاستعداد الفلسطيني للانتقال من مرحلة الردح المتبادل إلى مرحلة المدح المتوازن، مع الإعلان الصريح عن معاداة الصهاينة، ورفض التنسيق الأمني، ورفض الاتفاقيات المهينة، والعمل سوياً ضمن توافق وطني على برنامج سياسي يعتمد المقامة طريقاً إلى تحرير فلسطين، وفي ذلك رسالة إلى قيادات رام الله تقول: طالما تعايش أنصار دحلان وأنصار حماس على أرض غزة بعد كل تلك المعارك، فما المانع أن يتعايش أنصار حماس وأنصار فتح على أرض الضفة الغربية؟
لقد أثبتت غزة عبر تاريخها أنها نقطة انطلاق الثورة والانتفاضة، وأنها حضن الوطن، وأنها حصن كل الفلسطينيين، وأزعم أن غزة التي فتحت صدرها لقادة التيار الإصلاحي، لقادرة على احتضان كل القيادات الفلسطينية بعيداً عن تهديد الاحتلال الإسرائيلي، لتغدو غزة في قادم الأيام معقل القرار الفلسطيني، ومنطلق الفعل السياسي، وخزان الفعل المقاوم الذي لا ينضب!!

1