أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
لدي أسئلة لو سمحتم!!
بقلم : رشاد أبوشاور ... 26.02.2021

كعربي فلسطيني، وكعضو مجلس وطني فلسطيني منذ دورة الجزائر 1983 ، وككاتب وصحفي منذ أكثر من خمسين عاما، وكإعلامي في ( الثورة الفلسطينية) في أبرز الصحف الفلسطينية، أرى أنه يحق لي أن أطرح أسئلة دون توجيهها لجهة بعينها، وإن كنت لا أخفي أنني أطرحها على ما تيسر من شعبنا العربي الفلسطيني، مع إن الوصول لقطاعات واسعة من شعبنا داخل ( كل) فلسطين، وفي الشتات القريب والبعيد..أمر مستحيل، فأنا أكتب على وسائل التواصل الإجتماعي، ولم يعد متاحا لي أن أكتب على صفحات صحيفة عربية ما منذ سنوات..وباختياري تماما.
حاليا، في الأيام القليلة الماضية، وبعد اجتماع القاهرة للفصائل ممثلة بامنائها العامين وبعض قادتها- مع تغييب بعض الفصائل التي وقعت انشقاقات في صفوفها- ارتفعت تصريحات تبشّر بالاقتراب من تحقيق المصالحة بفضل الاتفاق على ( عملية) الانتخابات التي ستجري في شهر أيار.
سؤالي الأول: هل ستتحقق المصالحة، وبين من ومن، وعلى أي أسس؟
كيف سيصدق شعبنا أن ( المصالحة) ستتحقق، خاصة وأن لقاءات سابقة بشرتنا..ثم غاض الحماس لها، وتجددت الخلافات بحدة وشراسة؟!
سؤالي الثاني: شعبنا الفلسطيني لم يحقق استقلاله، فهو شعب تحت الاحتلال، فهل هناك جهة دولية سترعى انتخاباته لتقرير مصيره وسيادته مع انتهاء الاحتلال؟!
هذا السؤال أطرحه مع معرفتي بأن هناك جهات دولية ،وعربية، تحض قيادات فلسطينية على إجراء هذه الانتخابات، مع إنها لا تعترف بدولة فلسطينية حتى على ما تبقى من ال22%، والأطراف العربية الرسمية المهتمة بالانتخابات مطبعة مع الكيان الصهيوني، وبعضها منحازة لهذا الطرف الفلسطيني..أو ذاك، بل وأسهمت في تأجيج الخلافات وتسعيرها.( قطر مثال سافر).
سؤالي الثالث: هل القياات المنتخبة ستبايع بانها ممثل للشعب الفلسطيني؟ وأي قسم من شعبنا الفلسطيني؟ الذي انتخب في الضفة واقطاع، و..من أدلوا باصواتهم ( من) القدس؟ ماذا عمّن هم في الشتات، وتعدادهم لا يقل عن نصف شعبنا الفلسطيني، مع عدم تناسيي أهلنا في فلسطين المحتلة عام 1948، أم أنه لا رأي لهم لوقوعهم تحت الاحتلال؟!
سؤالي الرابع: هل من سيتم انتخابهم سينتخبون لقيادة مقاومة الاحتلال الذي يهوّد القدس وما حولها يوميا، ويصادر مزيدا من لأرض الفلسطينية، ويدمر حياة الفلسطينيين بإطلاق سعار المستوطنين القتلة المجتاحين لما تبقّى من أرض الضفة، والذين تجاسروا على التمدد لاجتياح الأغوار؟
هذا يعني الإطباق على المدن والقى في الضفة الفلسطينية وخنقها..وإنهاء إمكانية تحقق دولة فلسطينية نهائيا!
هذا يدعوني لطرح السؤال الخامس: هل ستخاض الانتخابات ببرنامج حمساوي فتحاوي واحد، أم ببرامج مختلفة لفتح وحماس وغيرهما، بحيث ينتخب شعبنا في الضفة والقطاع على أساس برامج..يحاسب عليها من انتخبهم؟
سؤالي السادس: ماذا لو فازت حماس ومن يتحالف معها؟ وسؤال مشتق من هذا السؤال: أليست حماس بالمشاركة في هذه الانتخابات في الضفة والقطاع تكرس التحاقها ب( أوسلو) التي أنهاها الكيان الصهيوني الذي اقتلع جرافاته خيام أهلنا بدو الأغوار بحيث لا تبقي للفلسطينيين حدود سيادية على ضفة نهر الأردن الغربية؟ وهذا يعني أنه لا دولة مسقلة ذات سيادة حدودية..وأن الدولة المطروحة المتبقية هي دولة ( كنغرية)، يعني تجمعات فلسطينية في ( بطن) الاحتلال، مع فارق الكنغر يضع أبناءه في جيب بطنه، والاحتلال سيواصل عصر الفلسطينين لخنقهم ولمواصلة سياسة التطهير العرقي ( الترانسفير)!
سؤالي السابع: هل تحتاج القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني لانتخابات( برلمانية) أم لوحدة وطنية، وقيادة تقود مقاومة الشعب الفلسطيني، ولا تذهب من جديد للمفاوضات التي لن تبقي وتذر أرضا للفلسطينيين، وستعمق المأزق، وتحمّل الشعب الفلسطيني و(قياداته) المنتخبة مسؤولية تضيع قضيتهم..وفلسطينيهم..وبهذا تغسل أيدي حكام عرب بائعين لفلسطين ومتنازلين عن عروبة فلسطين بمقدساتها الإسلامية والمسيحية؟
سؤالي الثامن: أين ستجري انتخاات أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني؟! لن تتم في الأردن لأن هذا الأم سيخلق خلافات لا ضرورة لها، ولذا سيتفق من اختاروا سبيل (التوافق) بينهم – فتح وحماس- على صفقة بخاصة بين فتح وحماس..وهذا أسلوب تمت ممارسته كثيرا في دورات المجالس الوطنية السابقة.
سؤالي التاسع: هل ستتنازل حركة حماس عن تحكمها بقطاع غزة بعد الانتخابات التشريعية، وتتوافق مع فتح على تشكيل وزارة بصلاحيات؟
سؤالي العاشر: ألن تؤثر هذه الانتخابات على تماسك حركة فتح، بسبب الصراع على من سيتم تبني ترشيحهم في قوائم الحركة، وتنحية بعض من يرون في نفسهم جدارة أكثر؟ و: ألا يوحي هذا بأن الانتخابات هي في جانب كبير منها تنافس على الوجاهة والامتيازات واللتحكم، وليس على القيادة الميدانية المقاومة المكلفة؟
هذه بعض الأسئلة أوجهها إلى من يمكن أن تصل إليهم، ومن يهمهم أن يصغوا لها، ومن يمكن أن يجيبوا عليها، ومن سيضيفون لها أسئلة وإجابات خدمة لقضيتنا، وإغناء للحوار الجاد حول مصيرنا قضية ومستقبل شعبا...

1