أحدث الأخبار
الأحد 24 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
في الأفواه ألسنة..لا ماء!!
بقلم : رشاد أبوشاور ... 31.12.2020

قلة قليلة تعكّر مياه النبع، وتنغّص على من يتلهفون على لحظة فرح، والفرح يتحقق أحيانا، بل غالبا، من المشاركة..والمشاركة وحدة وطنية تضم الجميع في وطنهم، وفي معركة تحريره.
وفي فلسطين، من قبل..ومن بعد: مشاركة لها أسس وأصول، فهي لم تأت صدفة، ولم تفتعل، ولا فرضت فرضا، ولا يؤرخ لها منذ اندفع جموع العرب المسلمين في هجرة جديدة..بعد انتشار الإسلام في شبه جزيرة العرب.
من قبل اندفعوا وأسسوا وبنوا،
من قبل زرعوا، وأبدعوا اللغة، وأبحروا، وتمازجوا مع أقوام جارة..وحملوا اسم( الكنعانيين).
من رفعوا آذان: الله أكبر..دخلوا القدس بإذن من مسيحيي القدس، وبطريرك القدس، أو إيلياء، وعندما تفاهم القادمون مع المقيمين في القدس تفاهموا باللغة العربية، وهذا تم مع الغساسنة والمناذرة..ومعا حاربوا ( الرومان) ..فالإنتماء للأصل الواحد جمعهم في مقاومة من يحتلون بلادهم، ويظلمونهم..رغم المسيحية التي يفترض أنها تجمع بعضهم مع الإمبراطورية الرومانية!
التسامح!
الأخوّة،
الوطن الواحد...
هناك من يريدها أن تختفي من هذه البلاد، وكأن الجذور الضاربة في العمق يمكن اقتلاعها..وفرض جهل الجهلاء، ونشر الكراهية، وتدمير المجتمع الواحد..وأقصد: في فلسطين..وفلسطين للتذكير محتلة تنهب خيراتها، وتطوى أرضها من تحت أقدام الفلسطينيين جميعا، مسلمين ومسيحيين..ومن شردوا عام النكبة 1948 كانوا مسلمين ومسيحيين، لم يفرق الصهاينة بينهم...
أنحن بحاجة للتذكير؟!
ما مناسبة هذا الكلام؟!
ما سمعته عن تحركات في قطاع غزة تعمل على منع الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، يعني ميلاد السيد المسيح، الذي ثار على ( كهنوت) اليهودية المغلقة، المتعصبة، والذي دعا حوارييه للذهاب وتبشير الأمم، والذي دعا للتآخي والسلام والعدل..والذي حرض المتعصبون الحاقدون على صلبه، فكان الفادي..وهنا أتوقف فليست مهمتي أن أدخل في جدل فقهي.. أو في سرد تاريخ ظهور المسيحيّة في فلسطينن وانتشارها من بعد في العالم.
من يُحرّمون ( التعييد) على المسيحيين، أهلهم..جيرانهم، أخوتهم، و..يُكّفرون من يشاركون في عيد الميلاد المجيد بالحضور في الاحتفلات في ساحة كنيسة المهد ببيت لحم، وفي الناصرة، وفي قطاع غزة ..بجهل، أو بهدف التجهيل..يدفعون بشعبنا العربي الفلسطيني إلى ما لم يعرفه في تاريخه: الطائفية!
فهل هذه الدعوات بريئة؟ ومن تخدم؟ وإلى أين ستأخذنا إذا لم نضع لها حدا واضحا، يضع مروجيها في ( موقعهم) تماما، كدعاة لتمزيق الصفوف، وخدمة الكيان الصهيوني والإحتلال.
هل أعدد القادة الفلسطينيين المسيحيين الذين قادوا وحملوا السلاح، ونوّروا العقول بالغزو الصهيوني، ونبهوا إلى علاقة الانتداب البريطاني الاحتلالي الإجرامية بالتسلل الصهيوني؟!
في أفواهنا ألسنة..لا ماء، ولذا نقول بكل أفواهنا، وبأصوات عالية: سنعيّد على أهلنا المسيحيين، وسنحتفل معهم، وسنأكل من كعكهم، ونشرب شايهم..ونتمنى لهم..ولكل شعبنا الفلسطيني داخل كل فلسطين، وفي الشتات عاما جديدا سعيدا.
يا أهلنا في كل فلسطينن وفي الشتات: معا سنواصل المقاومة بوعي ومحبة وثقافة ووعي بكل ما يستهدف شعبنا، وسنردد دائما: وحدة شعبنا هي أساس انتصارنا على أعدائنا.
أيها الفلسطينيون جميعا، في كل مدن، وقرى، ومخيمات فلسطين، وفي بلاد الشتات البعيد والقريب:عام ميلاد مجيد..العام القادم وفلسطين حُرّة.

1