هل أذكركم بغاندي وشعب الهند ومقاومته السلمية؟
انتظروا، ولا تستعجلوا، فأنا مع المقاومة بكافة أشكالها، وفي مقدمتها المقاومة المسلحة.
التوقف عن أكل لحم العجول هو واحد من أساليب المقاومة الممكنة التي تلحق خسائر كبيرة باقتصاد العدو المُحتل.
ستدهشكم الأرقام، وأنا استقيتها من أخ اسمه طارق وهو مسؤول في وزارعة زراعة السلطة الفلسطينية، وقد أجرت معه فضائية فلسطين لقاء في برنامجها الصباحي الذي أتابعه باستمرار، وأعرف مقدماته ومقدمه ومراسليه ومراسلاته في كل المدن الفلسطينية، في الضفة وفي قطاع غزة.. يوم 30 الأربعاء تشرين أول الجاري.
صرّح طارق – يؤسفني أنني لم أنتبه لكنيته – بأن السلطة تستورد 130ألف عجلاً سنويا لزوم استهلاك الفلسطينيين في الضفة، وأن ثمنها يبلغ 200 مليون دولار..مائتا مليون دولار عدا ونقدا !
السلطة تحاول أن تفك الارتباط ، يعني التبعية لاقتصاد الاحتلال، وهي تبحث عن بدائل للعجول اليهودية.
مسؤولون صهاينة أوحوا للمعنيين في السلطة بأنهم لن يسمحوا بإدخال العجول المستوردة البديلة لمناطق السلطة، وليس ذلك فقط، بل إنهم سيعرقلون تصدير المنتجات الزراعية الفلسطينية...
ما أعرفه أن العدو المُحتل يربح من احتلاله للضفة والقطاع حوالي ثلاثة مليارات دولار سنويا! هذا فضلا عن أنه لم يعد يتكلف من احتلاله شيئا، فالسلطة هي التي تنفق على التعليم، والصحة، والأمن، والكهرباء، وصيانة الطرق..الخ!
يعني هم يكسبون من التصدير للضفة والقطاع، وهم يكسبون من تحمل السلطة كل الأعباء التي يفترض أن يتحملها الاحتلال!
هناك مقاومة ممكنة جدا، وبمستطاع شعبنا وجماهيرنا ممارستها، ولا يستطيع الاحتلال مواجهتها وكسرها: المقاومة السلمية لبضائع الاحتلال..في الضفة والقطاع معا.
إذا كانوا يهددون في منع استيراد العجول فليعلن الفلسطينيون الكف عن أكل لحم العجول. ألا تستطيعون الاستغناء عن التهام واستهلاك لحم130 ألف عجلاً سنويا؟! المفترض أن نأكل لحم المحتل، ألم يقل الشاعر توفيق زياد:
إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي
وهو يحذر المغتصب من أنه عندما يغضب سيأكل لحمه، وليس لحم العجول!!
أنتم تكافئون الاحتلال على احتلاله، وتمنحونه المليارات ليواصل احتلاله، وزج أبنائنا وبناتنا وأطفالنا في سجونه...
لماذا لا تظهر مجموعات ناشطة مدنية تنبه الجماهير إلى ما تمتلكه من قدرة على المقاومة – المقاطعة المجدية التي تخسّر الاحتلال ملايين ملايين الدولارات؟!
ارفعوا شعار: نحن لن نأكل لحم العجول، وبعدها: لن نستهلك خضار الاحتلال وعصائره ومنتجاته...
ماذا تنتظرون؟!
غاندي والهنود بمسيرات الملح، وبنسج الأثواب البسيطة على الأنوال تسبب في إغلاق مصانع يوركشاير في بريطانيا، وأوجع الاقتصاد الإنكليزي وخسّره خسائر فادحة...
شعبنا يقاوم بالسلاح، بالحجارة، بالخناجر، فليقاوم هيمنة الاقتصاد الاحتلالي بكبرياء معدته..وتذكروا أن الأسرى يضربون عن كل أنواع الطعام، وأنتم ستأكلون ما تشتهون، ولكن ليس ما يرميه الاحتلال في أسواق الضفة والقطاع.
لدينا بدائل: الدجاج، والأرانب، والحمام. ألم نعش على هذه الطيور بعد النكبة، في المخيمات؟
لا تأكلوا لحم العجول يا أهلنا!!
بقلم : رشاد أبوشاور ... 30.10.2019