أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
فلسطين : الأسير كريم يونس يدخل عامه الـ37 في السجون الإسرائيلية!!
بقلم : الديار ... 06.01.2019

دخل عميد الأسرى الفلسطينيين، كريم يونس، من سكان قرية عارة بالمثلث، اليوم الأحد، عامه الـ37 في السجون الإسرائيلية، وهو أقدم أسير فلسطيني في سجون الاحتلال وفي العالم.ووفق تقرير أصدره نادي الأسير الفلسطيني اليوم، الأحد، "اعتقل كريم يونس في 6.1.1983 وحكم عليه بالسجن المؤبد الذي حدد فيما بعد بـ40 عاما، وقد كان يفترض أن يتم الإفراج عنه خلال الدفعة الرابعة وفق التفاهمات التي أبرمها الرئيس الفلسطيني مع حكومة إسرائيل والتي تقضي بالإفراج عن كافة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو، ولكن حكومة الاحتلال تنصلت من الإفراج عن الدفعة الرابعة والتي كانت تتضمن 30 أسيرا منهم 14 أسيرا من الداخل الفلسطيني وهم الأقدم في السجون".
وقال نادي الأسير إن "حكومة إسرائيل حاولت الابتزاز والمساومة بما يتعلق بالإفراج عن أسرى الداخل، وإنها على كافة المراحل السابقة وخلال المفاوضات أو صفقات التبادل كانت ترفض الإفراج عن أسرى من الداخل أو تضع شروطا معقدة حول ذلك".
وأضاف أن "كريم يونس يعتبر رمزا لنضال الحركة الأسيرة في السجون والذي رفض أي ابتزاز أو مساومة أو أي عملية تمييز وفصل بين الأسرى من الداخل أو بقية الأسرى في الضفة وغزة والقدس، مؤكدا أنهم مناضلون فلسطينيون ناضلوا وضحوا من أجل فلسطين وحريتها. ومن أبرز مواقفه خلال محاولة إسرائيل فرض الضغوطات السياسية والابتزاز على القيادة الفلسطينية في فترة تعليق الإفراج عن الدفعة الرابعة ومطالبة إسرائيل من القيادة الفلسطينية الاعتراف بيهودية دولة إسرائيل وبشرعية المستوطنات وغيرها من المواقف المرفوضة فلسطينيا، قال كريم يونس إنه مستعد لقضاء مائة عام أخرى في السجون، ويرفض استخدامه كوسيلة ضغط سياسي على القيادة الفلسطينية على حساب الحقوق الأساسية والثابتة والمشروعة للشعب الفلسطيني".
صفحات من حياته
ووفق تقرير نادي الأسير، "في بلدة عارة ولد كريم في 24.12.1956 لأسرة فلسطينية تنتمي للوطن وتعشق الأرض والقضية، ودرس المرحلة الابتدائية والإعدادية ثم انتقل للناصرة ليحقق النجاح في الثانوية العامة، وخلال دراسته في جامعة „بن غوريون“ كان اعتقاله في التاريخ الذي لم تنساه والدته أم كريم في مثل هذا اليوم من عام 1983، وتقول „لا يمكن للحظة أن ننسى تلك اللحظات التي حولت مسار حياتنا، خاصة وأنه في الليلة التي سبقها كانوا اقتحموا منزل ابن عمومتنا سامي يونس واعتقلوه“، وتضيف أنه „بعد منتصف الليل استيقظنا على صوت طرق شديد على بوابة المنزل، وما كاد زوجي يفتح الباب حتى فوجيء بالعشرات من الجنود المدججين بالسلاح كمن حضر لساحة معركة، وقبل أن نسأل طلبوا منا إحضار كريم، فأبلغناهم أنه غير موجود لأنه يدرس في جامعة „بن غوريون“ في بئر السبع، فغادروا وهم يتوعدونا باعتقاله وهذا ما حدث، ففي اليوم الثاني اعتقلوه من جامعته وبعدها بأيام اعتقلوا قريبنا ماهر يونس وثلاثتهم اقتادوهم للتحقيق دون إبلاغنا بأي معلومة حول اعتقالهم".
الحكم القاسي
في مرحلة الاعتقال الأولى، قالت أم كريم، حسبما جاء في نادي الأسير، "عانينا كثيرا ونحن نبحث عن مصيره وهم يحتجزونه مع رفاقه رهن التحقيق، وكانت الصدمة عندما بدأت جلسات المحاكم المريرة، وبعد 27 جلسة محكمة على مدار سنة كاملة، أصدرت المحكمة قرارا بإعدام كريم وماهر شنقا بالحبل. كانت صدمتنا كبيرة، ولكن القرار كان سياسيا ومبرمجا ويستهدف تدمير معنوياتنا والتضييق علينا خاصة أنه لدى صدوره كنا نعرف جيدا أنه لا يوجد في القانون الإسرائيلي إعدام، لكن الاحتلال أراد أن يستغل القضية لفرض حالة من الرعب والخوف والحرب النفسية لأننا نعيش في الداخل، وبلغة أخرى أرادوا أن يعاقبوننا على كوننا مواطني إسرائيل الذين خنا المواطنة، ونقل رسالة لكل فلسطينيي الداخل الذين يفكرون بانتهاج المقاومة ضد الاحتلال. وتضيف أنه رفضنا أن نسلم بقرار المحكمة وبدأنا السعي لإفشال وإلغاء القرار وبعد متابعة وجهد كبير استأنفنا الحكم وقررت المحكمة إصدار حكم بالسجن المؤبد المفتوح، لحظتها ورغم قساوة الحكم حمدنا الله كثيرا، فالسجن أهون من القبر والإعدام، ولم نتوقف عن الدعاء لحريته ونهاية هذا العذاب المستمر حتى اليوم".
مناضل من طراز آخر
وأكد نادي الأسير أن "كريم تنقل بين السجون مكرسا شخصيته النضالية والوطنية، فرفض الخضوع لابتزاز ومساومات إدارة السجون والمخابرات لعزله عن الحركة الوطنية الأسيرة في السجون. ويعتبر كريم من أبرز قيادات الحركة الأسيرة ورموزها وقد كان ممثل الأسرى في أكثر من معتقل، وعبر عن انتمائه وحبه لقضيته في كل المواقف، وكان مناضلا من الطراز الأول يرفض الاستكانة والاستسلام رغم أنه هادئ الطبع وفي الصراع مع إدارة السجن يتفانى في النضال والجهد والعمل من أجل حقوق الأسرى، ويمتلك الكثير من الوعي والخبرة والثقافة التي كرسها في خدمة الحركة الأسيرة وتطوير أوضاعها وقدراتها الوطنية والنضالية والتنظيمية والاعتقالية".
وذكر نادي الأسير أن "الأسير كان في الموقع القيادي الأول في جميع المعارك التي سطرتها الحركة الأسيرة في كافة المراحل في صراعها المرير مع إدارة السجون، ورغم تعرضه للعقاب والعزل والنفي من سجن لآخر لم يكن يتأخر عن المشاركة في إدارة دفة الصراع دفاعا عن الحركة الأسيرة ومكتسباتها. وأنه كان يفخر بهويته الفلسطينية ولم تنل منه سنوات الاعتقال ولم تؤثر على معنوياته ومبادئه محطات المعاناة بعدما شطب اسمه من كل عمليات التبادل".
وأضاف: "يسجل لكريم أنه ناضل بقوة ضد محاولات إدارة السجون بث الفتنة والفرقة والتجزئة بين أبناء الحركة الأسيرة وفصل العلاقة بين أسرى الداخل عن باقي الحركة الأسيرة، التي تفخر ببطولات كريم وتصر على أن يكون دوما مع كل أسرى الداخل على رأس الأولويات في أي صفقات تبادل قادمة".
إرادة وعطاء
وفي محطات العطاء والصمود التي لا تتردد الوالدة عن الحديث عنها، تقول بحسب نادي الأسير، إن "كريم لم يستسلم للأمر الواقع ويتحدى ظروف الاعتقال ويحافظ على صحته حتى لا تؤثر أوضاع السجون على صحته، إضافة إلى أنه تحدى الحكم الجائر وسنوات الاعتقال المريرة من خلال إصراره على مواصلة دراسته الجامعية فهو يدرس علوم سياسية وصحافة، ويدرس ويشجع الأسرى على كسر أحد أهداف الاعتقال لأن الاحتلال يريد طمس روح الوعي والثقافة لدى الأسير ويتمنى أن يتخرج من الجامعة وهو أكبر انتصار على السجن والسجان."
بين صوره التي تزين واجهة منزلها في قرية عارة في المثلث الشمالي في الداخل، تعيش وترسم الوالدة صبحية وهبة يونس الكثير من الأمنيات في انتظار لحظة الإفراج عن الأسير كريم يوسف فضل يونس الذي يحتل المرتبة الأولى في قائمة قدماء وعمداء الأسرى والذي يدخل اليوم عامه الـ37 في الأسر. ورغم اللحظات العصيبة التي أمضتها في انتظار اللحظة الأجمل في حياتها، فإن الوالدة تتأمل في كل لحظة أن يتحقق حلمها، وتقول إنها تعيش في عذاب وحزن، لكنها في كل زيارة تلتقي ابنها يؤكد لها أنه سيعود، ولطالما قال لها أن لا تحزن ولا تستسلم للأمر الواقع، وأن تعد الساعات لتراه عائدا لأحضانها على غيرِ موعد.
عالم من القمع
وأوضح نادي الأسير أنه "منذ 36 عاما يعيش كريم عالم القمع في السجون، فقد مر عنه آلاف الأسرى ومن كل الفئات، وعايش كل حالات القمع والممارسات التعسفية بحقهم، وسقط الشهداء والجرحى، وأبعد أسرى، وأصيب آخرون بأمراض كثيرة، وهو الشاهد على سياسة التطرف الإسرائيلي وتصاعد الفاشية والعنصرية ضد الأسرى، حيث تزداد ظروفهم قسوة ومعاناة، وتزداد إجراءات التشديد والانقضاض على حقوقهم.
ويقبع الأسير كريم الآن في سجن „هداريم“ بعد عزله من سجن النقب ولا زال يتطلع إلى السماء وإلى فجر الحرية مشحونا بالأمل والإرادة التي لم تكسرها السنوات القاسيات ولا ممارسات القمع الوحشيةََ!!

1