يبدو ان بداية نهاية مقامرة " سلام الشجعان" قد بدأت تلوح في الافق وهو السلام الذي بدأ بالقمار قبل ان يُحَّصل حق واحد من حقوق الشعب الفلسطيني, حيث جاء" الغزاة" الجدد عام 1993 من تونس الى فلسطين فاتحين لتاريخ المفسدين والفاسدين اللذي لم يمضي على انشاء منظومتهم الادارية سوى عدة سنوات حتى تَّبين ان اكثرية القادمون الجدد جاءوا لينهّبوا ويعودوا لاوكارهُم في الخارج واخرون جاءوا لبينهبوا ويبقوا من اجل تأسيس سلطة "لافلسطينية" فاسدة وعاجزة تاجرت وما زالت تتاجر بحقوق الشعب الفلسطيني مقابل الرواتب والاموال التي يحصلون عليها من ما سمي بالدول المانحة او الداعمة, وهي في الحقيقة دول غربية وعربية معادية سعت لخلق ودعم شريحة فلسطينية خائنة مهمتها ترسيخ ثقافة الفساد والعجز والتفريط بكل ما هو فلسطيني بحجة " السلام" مع دولة صهيونية استيطانية مارست وتُمارس الاحتلال والاحلال منذ عام 1948 ومرورا بخديعة اوسلو عام 1993 وحتى يومنا هذا وبالتالي والى من خانتهم الذاكرة نقول ان اول عمل قامت بة جماعات الفساد الفلسطيني بعد عام 1993 هو انشاء كازينو اريحا عام 1998 ومن ثم اختلف القوم فيما بينهم واختلسوا ما اختلسوة واقاموا الدعاوي القضائية ضد بعضهم البعض لتبقى الكازينو مغلقة منذ اكثر من عقد حسب اخر معلوماتنا ونحن عندما نُذكر بحالة كازينو اريحا هدفنا هو الولوج الى الكازينو الاكبر والاضخم والذي كان وما زال راس مالها فلسطين و حقوق الشعب الفلسطيني وهي كازينو مقاطعة رام الله النسخة الموضوعية المكملة لفكرة كازينو اريحا...!!
لم يخفي كاتب هذة المقالة يوما من الايام ومنذ عقود معارضتة لاتفاقية " اوسلو" ولم يكل ولم يمل من التحذير من ان سلطة اوسلو لن تبقي من فلسطين ولا من حقوق الشعب الفلسطيني شيئا ولا حجر على حجر, لانها ببساطة سلطة جاءت ونشأت تحت حراب الاحتلال وحراب شروطة وهي في المحصلة تأتمر باوامرة وتخضع لواقعة المفروض والمشروط باستمرار الاستيطان واستمرار الاحتلال دون قيد او شرط مقابل حصول اعضاء عصابة اوسلو على منافع مالية واقتصادية وامتيازات خاصة وبالتالي ماجرى منذ عام 1993 ليس ترويض جماعة اوسلو وجعلهم جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال فحسب لابل ايضا تأطير هذه الجماعة ودعمها بميليشيات مسلحة اشرف على تاسيسها وتدريبها وتسليحها الجنرال دايتون بعد عام 2005 حين كان يشغل منصب ماسمي بالمنسق الامني بين السلطة الاوسلوية ودولة الاحتلال وهو الجنرال الذي تفاخر في محاضرة القاها في واشنطن عام 2009 بانة بنا وانشأ قوات "امن فلسطينية" مهمتها حفظ الامن وليس قتال " اسرائيل" لا بل قال ايضا "نحن لا نقدم شيئا للفلسطينيين ما لم يتم التنسيق بشأنه مع دولة إسرائيل وبموافقة إسرائيلية"., لكن الاكثر وضوحا عن دور قوات دايتون الفلسطينية عبر عنة ضابط فلسطيني في حفل تخريج احد افواج مقاتلي دايتون حين قال "إنكم لم تأتوا هنا لتتعلموا كيف تقاتلون إسرائيل ، بل جئتم لتتعلموا كيف تحفظون النظام وتصونون القانون من أجل أن نتمكن من العيش بأمن وسلام مع إسرائيل" وبالتالي ما قالة هذا الضابط الفلسطيني عام 2009 هو الحاصل والواقع منذ عقدين من الزمن عبر التنسيق الامني الذي يؤمن بقاء سلطة اوسلو وبقاء الاحتلال في ان واحد وما بقي راسخا منذ ذلك الحين هو ان دايتون صنع"فلسطيني جديد " تحت مسمى شرطة فلسطينية لحماية سلطة اوسلو وحماية ظهر الاحتلال.. الفلسطيني الجديد كان نتاج تدريب دايتون من جهه وتنظير سياسي واعلامي مكثف قام بة قادة وكوادر سلطة اوسلو!!
منذعام 1993 تضاعف الاستيطان الصهيوني في مناطق الضفة والقدس اضعاف الاضعاف ولم تقم سلطة اوسلو باي عمل سياسي او وطني لوقف النهب المبرمج لما تبقى من فلسطين لابل العكس هو الصحيح وهو ان محمودعباس صرح بانة" لا مقاومة ولا انتفاضة ما حييت" و قامت قواتة بالتنسيق مع الاحتلال بقمع اي محاولة لمقاومة الاحتلال والانكى من هذا وذاك ان سلطة اوسلو رَّسخت ثقاقة الخنوع والتفريط والفساد الى ان اصبحت الخيانة الوطنية مجرد"وجهة نظر" وقد لعبت وسائل الاعلام الفلسطينية الاوسلوية دورا مركزيا في تضليل الراي العام الفلسطيني وتزييف الوعي حول الحاصل من فساد وعجز سلطة لا وطنية اصبحت مع الوقت جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال والاستيطان الصهيوني في مناطق الضفة والقدس.. المشاهد لتلفزيون فلسطين يظن خاطئا عند سماعة الاغاني الوطنية والحماسية وشعار " القدس لنا" ان " الجماعة" يريدون تحرير فلسطين في حين ان الحقيقة الصادمة تقول : ان الجماعة يلهبون الناس حماسا حتى يمتصون النقمة الجماهيرية وبعد مرور العاصفة ضاعت القدس كما ضاعت الضفة وكامل فلسطين والمخزي في هذه الحالة ان الناس ترى وتشاهد تمجيد "السيد الرئيس" يوميا على شاشة تلفزيون فلسطين الذي لايذكر ان هذا " السيد" نفسة لم يقطع ولو لدقيقة واحدة التنسيق الامني مع الاحتلال احتجاجا على اعلان ترامب القدس عاصمة للكيان ولا حتى احتجاجا على اعلان حزب الليكود ضم مناطق الضفة لنفوذ الدولة الاسرائيلية... لاحظوا معنا : راعي السلام المزعوم يُهدي القدس للكيان وشريك "السلام" يضم القدس والضفة لمناطق سيادة "دولتة" وجماعة اوسلو يبثون الاغاني الوطنية والتضليل على شاشات التلفزة... بالمناسبة : اللذين ينامون ليلا مُخَّدَّرون على سمفونية قرارات هيئة الامم الامبريالية وخطابات وانجازات محمود عباس سيصبحون على مزيد من الاستيطان والاحتلال.. سبعون عاما ونحن تحت سوط كذب قرارات هيئة الامم ومنذ عقدين اكاذيب سلام قَّماري كا زينو رام الله..!!
بالمناسبة ايضا لعبة " سلام" السيد الرئيس وكبير" المفاوضين" الفلسطينيين...لعبة سمجة وخائنة ويستحق لاعبيها المحاكمة بتهمة الخيانة الوطنية العظمى... هذة التهمة حكمها في معظم دول العالم دائما كان وما زال عبر التاريخ:الاعدام....نعم المطلوب تقديم جماعة اوسلو وعلى راسهم محمود عباس للمحاكمة على جرائم خيانة وطنية ثقيلة الوزن اولها التفريط بفلسطين واخرها الصمت على مصير القدس؟!!
في خضم صخب الاحداث وخاصة اعلان ترامب القدس عاصمة للكيان واعلان حزب الليكود ضمة مناطق الضفة, لفت انتباهي تصريح لاسماعيل هنية رئيس حركة حماس يطالب فية "السلطة الفلسطينية الإعلان عن انهيار التسوية رداً على قرار الليكود", لكن اللافت للنظر ان اسماعيل هنية ممثل بحركة حماس لم يعلن يوما انسحاب الحركة من "اوسلو" و هي ما زالت جزء لا يتجزأ من منظومة هذه السلطة منذ ما قبل عام 2007 وحتى يومنا هذا 2018 وعلية ترتب القول ان التضليل الفصائلي الفلسطيني داخل "حيز" اوسلو ما زال مستمرا ولم يعلن اي فصيل فلسطيني سواء اسلامي او يساري مغادرتة مربع "كا زينو" رام اللة واعلانة نهاية اوسلو ونهاية سلطة العار اللافلسطينية...مفارقة الفوضى العارمة التي تعصف بالوضع الفلسطيني من جهه وبقاء السلطة بعد حدَثَّين قاصمَّين لظَّهر اكذوبة " السلام" وهما اعلان ترامب واعلان حزب الليكود من جهه ثانية وبالتالي ماهو واضح هو ان المسرح انهار على رؤوس المُقامرين بفلسطين على طاولة قمار قمَّاري كازينو رام الله, لكن القمَّارين ما زالوا يمارسون القمار عبرالاعلان عن بحثهم عن رعاة قمار جُدد كبديل لامريكا... نبيل شعث مستشار محمود عباس يعلن لوسائل الاعلان مؤخرا ان عباس يبحث عن "راعي سلام" جديد بدلا من امريكا..اخر صرعات قمَّاري كا زينو رام الله!!...إطحن يا طحان واشهد يا عالم علينا وعلى فلسطين باننا قلنا يوما ونعيد القول مرة اخرى وهو:ان بزوغ شمس فلسطين مرتبط بإقتلاع قماري كا زينو رام اللة من جذورهم والرمي بهم في اسفل مزابل التاريخ.. يوما ما لنا حديثا اخر عن انتهازية "اوسليوو" غزة وشراكتهم في كازينو رام الله... تحية للشعب الفلسطيني وتحية لكم امة وشعوبا عربية واسلامية وكل عام وانتم بالف خير شاكرين لكم وقوفكم البطولي مع القدس وفلسطين..معا سنقصم ظهر الباطل ونعلي راية الحق..!!
كازينو رام الله : المسرح ينهار على رؤوس المُقامرين بفلسطين؟!
بقلم : د.شكري الهزَّيل ... 13.01.2018