أحدث الأخبار
الثلاثاء 07 أيار/مايو 2024
إشتر عمرك بفلوسك!!
بقلم : سهيل كيوان ... 16.07.2015

قال علماء إنهم سيتمكنون خلال العقود المقبلة من إزالة مسببات شيخوخة خلايا جسم الإنسان، ونظريا سيصبح بإمكان الإنسان أن يعيش حتى خمسمئة عام، إذا لم يصب بحادث مروّع يودي بحياته.
هذا يعني أنه سيكون بالإمكان، اقتناء حبوب من (بنك الأَعمار) بالساعات والأيام والأشهر والسنين.
فإذا كان مقدرا لخلاياك العيش سبعين عاما مثلا! دخلت البنك واقتنيت حبوبا تمنحك ستة أشهر أخرى وهكذا، وسترتفع إمكانية استمرارك في الحياة، حسب رصيدك في (بنك الأَعمار) حتى خمسة قرون كسقف أعلى . ويصل ثمن العام الأول إلى حوالي عشرة آلاف دولار فقط لا غير، ولكن ترتفع أسعار الأعمار مع التقدم في السن، وذلك بتضاعف تركيز الحبوب المضادة للشيخوخة، ليصل ثمن القرن الأول حوالي نصف مليار دولار، ولكنك ستضمن لجسدك شبابا مثل ابن ثلاثين سنة.
هنالك أغنياء كثيرون في العالم ممن يملكون أكثر من عشرة مليارات دولار سيضمنون الخمسمئة عام ما لم يتعرضوا لحوادث مؤسفة، وسيتبرع بيل غيتس من فائض ماله لمليون أفريقي بحبوب لستة أشهر من الحياة لكل واحد منهم.
سيكون الناس أكثر حرصا على أموالهم، وسيمتنعون عن اقتناء الكماليات، وستقول لخطيبتك «عزيزتي بدلا من زجاجة عطر قررت أن أهديك حبّة لعشر ساعات! وسنرى عبارات أسف كثيرة عن صداقة مخيبة للآمال. «رجوته أن يقرضني ثلاثة أيام حتى أرتب أموري فرفض رغم أن رصيده البنكي أكثر من تسعين عاما، كدت أموت لولا شقيقتي لحقتني بآخر ساعة وقسمت شهرها الأخير بيني وبينها».
سيكون النقوط في الأعراس محدودا جدا بالدقائق والثواني، لأن الأعراس كثيرة ولن تبذّر عمرك في التنقيط.
سوف نسمع قصصا مثل «مدير عمل اعتاد أن يخصم ساعة واحدة من رواتب موظفيه وعماله كل شهر، وخلال عشرين عاما أضاف لنفسه ثلاثين عاما من العمر على حسابهم!
سيقف موظف لم يتلق راتبه منذ شهرين أمام محاسب الشركة، ولم يبق في رصيده سوى ساعتين، يروح ويغدو ويتساءل بقلق»ماذا مع الراتب! ستقتلني ببرودك أنت..»! يستأذن المحاسب ويقول له:» أمهلني ربع ساعة فقط، أذهب إلى المصرف وأعود»…ثم يختفى ويعطيكم الموظف المسكين عمره بسبب الإهمال، ويتضح أن المحاسب قليل الذوق جلس لتدخين أرجيلة مع أصدقائه، وسيرفع ذوو الموظف قضية إهمال ضد المحاسب.
«مسكين فلان معه من المال ما يكفي لشراء ستة أشهر، ولكن الحارس العنصري أمام (بنك الأَعمار) تلكأ وفتّشه وعرقل دخوله وظل يماطل حتى سقط شهيدا وأعطاكم عمره!»
ستدور سيارات البلديات مساء كل يوم لجمع جثث الذين لم ينجحوا في الحصول على قروض من أمام (البنوك)!
سيقاس مهر العروس بالساعات والأيام.
وسنرى في زاوية الأخبار الخفيفة:
«عريس يمني في السبعين يدفع شهرين من عمره مهرا لوالد العروس ابنة الثالثة عشرة». «ملياردير عربي يمنح كيم كاردشيان ست سنوات من العمر مقابل قضاء ليلة واحدة برفقتها»، مجهول يشتري لوحة «نساء الجزائر»لبيكاسو بعشرين عاما من عمر إنسان عادي. هيفا وهبي ضمنت دخول المئوية الثالثة وترد على الحاسدين قائلة «من تعبي وعرق جبيني». «رحيل الفنان الفقير إيمان البحر درويش عن تسعة وستين عاما».
وثائق ويكيليكس تكشف أن رصيد حسن روحاني يبلغ مئة وثمانين عاما، وفقراء إيران يسألونه من أين لك هذا؟»
أبو بكر البغدادي: «لست بأفضلكم وإذا عشت فوق السبعين عاما حاسبوني! «وفاة الرئيس الإيراني الذي عاش متقشفا محمود أحمدي نجاد عن عمر يناهز الرابعة والسبعين عاما»!
«نساء من قطاع غزة يبدعن بإضافة ستة وثلاثين ساعة لأعمارهن رغم الحصار الخانق»! «الأردن يرفض إعطاء معلومات حول السن الحقيقية لياسر عبد ربه»!
حماس:»عدم تحويل الرواتب يشكل خطرا على حياة آلاف الموظفين وأسرهم».
«السيسي: حماس هرّبت ثلاثة مليارات من السنين من حياة المصريين إلى قطاع غزة».
عاجل..»نظرا للظروف الحرجة التي يمر بها الوطن، مجلس الشعب السوري يقر إضافة 390 عاما لعمر السيد الرئيس».
«خلاف بين جمال وعلاء مبارك على 340 عاما في بنك الأَعمار في سويسرا».
مجلس الشعب التونسي يطالب بإعادة تسعة قرون من رصيد بن علي إلى خزينة الدولة».
الإيرانيون يتظاهرون احتفالا برفع الحصار الاقتصادي ويتفاءلون برفع سقف أعمارهم.
حسن نصر الله «مستعد أن آخذ من عمري وأعطي لآية الله خامنئي، لكنه ليس بحاجة فقد ضمن خمسة قرون من تبرعات الحوزة المقدسة في قم لوحدها! المخابرات الإسرائيلية: «حسن نصر سيعمّر كثيرا بأموال إيران، وأبو مازن لن يموت موتا طبيعيا في القرن الحالي».
التحقيق مع وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق فؤاد بن اليعيزر بشبهة الحصول على رشوة تصل إلى تسع سنوات في بنك الأعمار». «أمريكي ربح في اليانصيب قرنا كاملا من العمر ومات من فرحته»، إطلاق نار من أردني يقتل والدته بالخطأ خلال حفل زفاف ما زال في رصيدها تسعة عشر عاما من العمر والمحكمة ترفض تحويل الرصيد لأبنائها».
ستختفي زحمة السيارات من الشوارع، وسيزداد استعمال الدراجات الهوائية». سيحار بعض المسنين بين ستة أشهر إضافية من العمر أم زرع أسنان!
سيقل عدد الفيلات، تكفيك غرفة متواضعة تسترك! وسيزداد أعداد المتهربين من دفع أجرة الشقة والضرائب والمخالفات على أنواعها.
والد ينصح ابنه: يا بني، يوجعني قلبي عندما أراك تدخن! ألا يكفي أنه مضر بالصحة ويقصّر العمر..إعمل حساب ثمن علبة تبغ واحدة يوميا لمدة عشر سنوات»!. أما المتسولون فسيقولون «لله يا محسنين.. ثانية واحدة لله» فإذا أعطيته دقيقتين نظر إلى سخائك بذهول!
بالتأكيد أن إنسانا اقتربت نهايتة سيثير هلع من يقترب منهم خشية السرقة من أعمارهم! وسنسمع في الأخبار «سيدة محترمة سطت على متجر لتزيد في عمرها اثنتين وسبعين ساعة، والشرطة حبستها حتى نفحت روحها في السجن! وسينشأ تساؤل أخلاقي إذا ما كان مسموحا حبس إنسان كان ممكن له أن «يدبر حاله» بإضافة لعمره إذا ما أطلق سراحه!
سنرى إعلانات البنوك «خذ قرضا وأضف لعمرك ثلاثة أشهر بفائدة مخفضة». «رحم الله عمر الشريف كان بإمكانه أن يقتني أعواما كثيرة من العمر لو كان هذا الكشف العلمي موجودا في زمانه، فقد ربح من فيلم دكتور جيفاكو لوحده ما يقدر بثلاثين عاما أخرى أنفقها على القمار». ستسمع امرأة تقول: «رميت فلوسه بوجهه.. لن أهين نفسي لأجل أسبوع إضافي من العمر».
أسوأ ما في هذا الاكتشاف العلمي المثير أن عبارات رقيقة كثيرة ستختفي من حياة العشاق مثل» لو بيدي لأعطيتك من عمري» أو عشية العيد..» أي شيء في العيد أهدي إليك يا ملاكي»…لأنها ستقول له: «إيدك على جيبتك يا روحي.

1