أوباما ينتظر تفويض هيبة ومباديء وقيّم أمريكا، هكذا قال كيري و شدّد هيغل، وليس مجاراة، لخُطّة رئيس ـ يجول أوربا لحشد الدعم دفاعا عن حياة الشعب السوري، بعد أن فشل في إقناع أكثر من نصف شعبه بذلك ـ ، في إخضاع محاور الشر من سوريا وإيران وحزب الله وحتى كوريا الشمالية!
فعلى مضض، يحاول" العم سام" استرضاء عالم أخلاق" افتراضي"، لا تُلزمه ضوابط شرعية القانون، والمواثيق الدولية في شيء، فيركب لأجله الصعب منفردا، بثقة كلّ الكونغرس، لا كبار أعضائه من الديمقراطيين، وحتى الجمهوريين، ولا على أثر مسودة قرار تفويض لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بضربة عسكرية، وِفق سقف زمني لا يتجاوز 90 يوما، فحسب!
رهان الحماية وردع المخالفين، لقواعد نزاهة الحروب، بنفير عسكري "تأديبي" للأسد، يكون موجعا لكنه غير مدمّر، استرعاءً لمجابهة"الخط الأحمر"، "السلاح الكيماوي"، الذي أتعس العالم المتحضّر، بعد أن خنق مئات الأحداث والرضّع!
ورغم الخذلان البريطاني لإمام دعاة الإنسانية، المفاجيء، وغير المسبوق، وعلى مدار أكثر من 5 عقود، خرجت ثغور عربية، لم تشكّل يوما ثقلا استراتيجيا بديلا، لتعبّر عن استعدادها ومساندتها ، لمسعى الأمريكان النبيل، وتغطية تلافي قطاع مهم من أوربا الموحدة، زجر الأسد، وحبس غازاته السامة!
شجاعة مشهود لها، لجوار عربي، لم يتردّد أو يرتبك، في وقف مهلكة الشعب السوري، ومجد حضارته" الآفلة"!
الدب الروسي، القطعة المفصلية في صراع حرب الشام، لم يُخف من جهته، امتعاضه من قوافل" بشار الكيماوي"، في نقلة اعتُبرت عند البعض، سابقة، وتجاوبا مثيرا، يستبعد "خلاف" واشنطن، قبيل قمة العشرين بسان بطرسبرج الروسية.
"بوتين"، وإن علّق صفقة أسلحة" اس 300"، فإن ذلك يأتي في سياق رقابة آنية للوضع، واستعجال صريح، لإثبات التهمة، بالحجة الدامغة، ما يجعله لا يمانع في عقاب "دمشق" عن طريق مجلس الأمن!
سمّ دسم، أجبر أوربا القوية، بخلفية تجارب العراق وأفغانستان المريرة، على التنصّل من تبعات سياسية ومالية، والنأي بالنفس، عن تقديم" قرابين بشرية مجانية"، يعقبها النفض، والحساب العسير، لتبقى أمريكا بلا وفاق"جامع"، و أحلاف تُعزّز مواقف هزء تاريخي بالدماء العربية!
المعارضة السورية بائتلافها ومجلسها، تسابق الريح، للتّمكين لطموح "رؤيتها"، في إسقاط النظام، لا استهداف مواقع " الترسانة الكيمياوية" المزعومة، غضبٌ واستياء وهياج، من نكث عهود، تُطبق حصارا، وتُبيد شعبا على مهل!
ترويجٌ ، باستجداء غوث يقلب موازين القوة، بهجوم نوعي متنوّع، يتيح لها( أي المعارضة ) المستحيل على ميادين المعارك، بِتوق نشر قوات على الأرض، وهو ما يرفضه الجميع، بمن فيهم الأمريكان، ففي ذلك نسف مسؤولية حماية السوريين برمّتها!
شغف قد يكسر الخواطر، ويُعكر السرائر، إذا سار نواب أمريكا على خطى عموم بريطانيا، وميليباند الرافض لكرّ عسكري، يسبق دليلا، تؤزّره شرعية دولية، لا جدولا زمنيا، أو إذا اقتصر "المخاض "، على زخّات صاروخية، بعناوين محددة ومحدودة.
انتكاسة عُمر، تستنفذ المعارضة أملها "التاريخي"، بلقاءات حضن "هولاند" الدافيء، ـ والمستعد حتى لتحمل غياب أمريكي محتمل ـ ، فهو ما تبقى من وجه العالم الحرّ بلا نهاية، المحبّ لسلام، بدون "كيماوي"، ولا تصويت برلماني مُلزم، خاصة في ظلّ تأكيد المتحمّس كثيرا، لصون حمى العرب وحياتهم وكرامتهم، لوران فابيوس، و بلغة وثوق"منفردة"، أن بحوزة بلاده كل الوثائق والبراهين، المُدينة للنظام السوري!
سيرة الغوطة لم تخمد أسرارها بعد، والجدل سيبقى قائما إلى أجل مسمّى، وعند "السراريّ" الخبر اليقين؟!
سرّ "الغوطة"....و"كيماوي" سراريّ أمريكا!!
بقلم : حاج محلي ... 04.09.2013
كاتب جزائري