أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
لا درّ درّكم يا عسكر..دماء" المصريين" خط أحمر!!
بقلم : حاج محلي ... 18.08.2013

خطف الفريق أول عبد الفتاح السيسي ـ معبود الجماهير القومية الناصرية كما يشاع ـ قلوب ملايين، و أنظار كثير من الهائمين، وعضّد ترسانة حشد "التّلحيد" متأنّقا، متألّقا، ومتلفّقا ، لكن لأي قضية انتصر هذا القائد، وسيرة "الموت" تدمدم هاذرة، وتتدفق سيولا..!
خطابة تفويض الشرف والأمانة" الوديعة"، لم تكن في الحقيقة، غيرإيذان غطرسة، بلجاجة ، قادت للصدّ المرير، عن جادّة الكرامة ، والتحرير المعلن في 30 يونيو"المجيد"؟!
صور وسور، لطعن "عسكرٍ"، موغل بِغلّ، ينحو ديكتاتورية أغلال مبارك، ودوامس مواليه، في سعة سيناريوهات إعادة ترتيب البيت، " العقلانية" الهادئة!
لقد زجّت القوات المسلحة، نظيفة اليد، طاهرة "العقيدة"، بطلاوة عُهد شعبية حيوية مؤزرة، ـ أو هكذا كان الوسم والرسم ـ ، بنفسها في عراك، لم يُخمد استقطابا، بقدر ما أسّس لأصول حرب جمر وقهر..
فِراسة نصر مصر على القوى الظلامية الرّجعية، سطع كنور الشمس في كبد السماء، بصفاقة شمولية "موت" شنيع، غريب، مفاجيء، أفسد حرمة "دم" أخوي على مدار عقود.
"طنطنة" غرّة يوليو، أرّخت لسجال فوضى، بتتويج عدالة شنق بلا رفق، وحرق بخرق ، لا غبار عليه، في حضرة" دم" شماتة سكيب عجيب، نالت منه حراب مخططات هيمنة الصهاينة وأمريكا، مرورا بأشقاء، استرسلوا في التشفّي، والمديح، ببيان أفيون محاربة الإرهاب الأعمى، مشجب خطايا تكاليف تميّز الاستلاب!
بضاعة مسمومة، وقروض متّعت عافية قوارض، اندست، ووشمت البطون بالبقر والأطراف بالبتر!
شطط" نخوة"، يقولون أنها خالصة أصيلة، لا تخضع لإيديولوجيا، أو رؤية فكرية حاقدة منكرة.
وفد السيسي بعصبة وطنية، تغذّي المصالحة والإجماع، فاستحالت عصابات تطرّف مسخٍ، يبعث بالعار والدمار المخزي!
وهكذا تناغم مصحّحو نهج الثورة، علنا، وتجاوبوا، قناعة ، مع سواعد مأجورة، فتورّطوا بسلاح فتّاك، ـ وقد لا يكون تقليديا ـ ، وسبل مخرج آمن، لكل من عزم بالخسّة، والتآمر، على إعادة مجد" إثم "آفل، وثأر لا يسقط بالتقادم!
معادلة عبثية، بعرض تعريض دمويّ، مثير وغير مسبوق، طرحت" بأطروحاتها" "المدفوعة"، مصر أرضا، وعفست أفق كل حلّ تفاوضي بفن الممكن.
إن ما رصده المصريون، يعدّ انزلاقا قانونيا ودستوريا وإنسانيا، يتربّص بأي مدنية حداثية ، وذلك بتكميم الأفواه، وعناية"صحية" متجددة، من مراكز أمن الدولة، بكل من يحاول التغريد خارج السلطة الإنتقائية، الإنتقامية!
مبارك وحزبه الوطني، عادوا بقوة هذا الأسبوع، والميليشيات المتفرّعة المتعدّدة، المحشوّة بالأوزار، تحاول وبكل السبل، وبعد أن أُجبر الإخوان على القضاء والكفّارة، تمهيد ما يناغي، ويدلّل من طال غيابهم، وسخاء تدبيرهم!
برَّ السيسي بالديمقراطية التي يفهمها، وسوطه وصوته وصيته، يملأ الساحات والباحات، الميادين والنجوع.
سنديان أرض الكنانة ومغوارها ، وكما توعّد، ووعد ولاة نعمته، سيُطبّع مسيرة الإسفاف والانكفاء، لتكتمل رعايته " كرنفال" استنفار كل الأجندات، التي تهدر الحريّات ، والمشاركة السياسية، ولو أُبيد "الفراعنة" عن بكرة جدّهم!
هو الإرهاب الإستباقي، الذي لمّح له سابقا، وتحرّى بدائله لاحقا، فهل يعتصم بحبل استقرار حاضر ومستقبل مصر، أم يتركه على الغارب، اقتداء بنواميس العدى؟!

كاتب جزائري
1