هدمت جرافات وآليات سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بحماية قوات كبيرة من الشرطة مساكن تعود لأهال في قرية بئر هدّاج بمنطقة النقب، جنوبي البلاد، صباح اليوم الأربعاء.وقال الناشط سلامة أبو عديسان من بير هداج إن "السلطات جاءت في اليوم العاصف والأكثر برودة لتداهم القرية، بعد محاصرتها، وبذلك هي تضمن عدم التصدي للجرافات ومقاومة عملية الهدم".وأضاف أبو عديسان أن "الجرافات أقدمت على هدم شق"مضافة" وحوش،.وأكد أن "السلطات أصدرت إخطارا بأنه سيتم هدم الشق والحوش، ولكنها اختارت هذا اليوم العاصف وأحضرت قوات كبيرة جدا ومدججة، يستطيعون احتلال دولة فيها.
أنا وصلت إلى هناك وتحدثت معهم كناشط وممثل للقرية، لكن دون جدوى".وانتقد أبو عديسان الممارسات الإسرائيلية في النقب/ مشيرا إلى أنها "تظهر للعالم إنسانيتها من خلال إرسال طواقم مساعدة لتركيا وإنقاذ الضحايا من تحت الإنقاض، لكنها هنا تهدم بيوتا فوق رؤوس أصحابها ولا تساعد في عملية إنقاذهم".واعتبر أن "ما تقوم به إسرائيل هو سياسة ممنهجة ضد العرب البدو على أراضيهم".وختم أبو عديسان بالقول إن "العرب البدو هم مواطنون في الدولة وليسوا أعداء، وعلى الرغم من ذلك السلطات لا تكف عن السعي لملاحقتهم وتهجيرهم وترحيلهم. يريدون البلاد بدون عباد".وفي سياق متصل، واصلت السلطات الإسرائيلية ممارساتها في النقب، إذ اقتحمت آليات وجرافات صباح أمس، الثلاثاء، مئات الدونمات المزروعة بالقمح والتابعة لعائلتي الهزيل وأبو اللطيّف في مدينة رهط وجرّفتها وأبادت المزروعات فيها.
وتواصل السلطات في الآونة الأخيرة التضييق على المواطنين الفلسطينيون في البلاد، وخصوصا في منطقة النقب، وذلك من خلال حملات مداهمة بشكل شبه يومي تستهدف مصادرة الأراضي وتجريف المحاصيل الزراعية وهدم المنازل.ويعيش في صحراء النقب نحو 330 ألف عربي، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف السلطات الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، وتحاول بكل الطرق والأساليب دفع العرب إلى اليأس والإحباط من أجل الاقتلاع والتهجير مثلما يحدث في قرية العراقيب وغيرها.وشهدت بلدات عربية تصعيدا في هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية بذريعة عدم الترخيص كما حصل في عين ماهل ويافا وشفاعمرو وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة وأم الفحم واللد ويافا وسخنين وحرفيش وبلدات عربية بالنقب كالعراقيب وغيره!!