اضطر تيسير عربش أبو سكوت (54 عاما) من سكان مدينة رهط، أمس الأحد، لهدم منزله الذي ورثه عن والده، بعد تلقيه إنذارات لتنفيذ الهدم وتحميله التكاليف، وذلك إثر قرار قضائي بعد دعوى قدمتها بلدية رهط ضده، على خلفية البناء في أرض عامة.
وقال تيسير أبو سكوت لـ"عرب 48" إنه "تلقيت إخطارا من البلدية بإيعاز من „سلطة تطوير النقب“ منذ 3 سنوات لهدم المنزل، علما أن البناء ورثته عن والدي الذي هجر من منطقة سكنه الأولى في هراب الرزوق عام 1979، ومنذ ذلك الحين سكنا هنا في حي 28 في ثلاث أو أربعة بيوت وليس كما هو الحال اليوم. منذ سنوات أحاول الحصول على قسيمة بناء لبناء بيت، لكن دون جدوى. الضائقة خانقة جدا ونحن نعيش هنا أشبه بحالة مخيم للاجئين".
وأضاف أنه "عندما عمدت السلطات لتهجيرنا من منطقة هراب الرزوق لم تعوضنا بأرض بديلة في مدينة رهط أو غيرها. سكن والدي في هذه المنطقة ولم يعترضه أحد، وبنى البيت دون اعتراض، وانا أجريت بعض الترميم على البيت، وعمدت بلدية رهط على ملاحقتي منذ ثلاث سنوات من أجل هدم بيتي، على الرغم من أن الحي يشمل العديد من البيوت التي بنيت على أراض عامة".
وختم أبو سكوت بالقول إنه "لا أتحدث عن البلدية أو الإدارة الحالية فحسب، أرى أن البلدية مجرد أداة تنفيذ بيد „سلطة تطوير النقب“ فكل شيء هنا بيد السلطة، وبلدية رهط مع الأسف أشبه بشق (الشق مكان لاستقبال الضيوف) تقدم فيه القهوة للمشايخ وتوّظف الأقارب، وهذا دون استثناء فجميع الإدارات في هذا الشق".
تعقيب بلدية رهط
وقال رئيس بلدية رهط، عطا أبو مديغم، لـ"عرب 48" إنه "لا علم لي بملف المواطن المحترم تيسير أبو سكوت الذي تربطني به علاقة صداقة. لم يتوجه لي بهذا الخصوص، وبلدية رهط تعمل جاهدة لمنع هدم المعرشات الواقعة في الأماكن العامة بسبب ضائقة السكن، مع التنويه أننا نريد إخلاء هذه المناطق مع إيجاد حل دائم ومنظم لهذه العائلات كي يتسنى لنا بناء مؤسسات أو حدائق عامة في الأرض العامة".
وأضاف أن "سياستي منذ اليوم الأول لتسلمي الرئاسة رفضت أن تعودنا سلطة ما تسمى „سلطة تطوير النقب“ ونشرت بيانا رسميا بذلك، وهذا يدل أن للرئيس الجديد أجندة واضحة وهي الدفاع عن حقوق المواطن الرهطاوي، وبالأخص في قضايا المسكن وحل قضايا النزاع على ملكية الأرض ومنها أرض عائلة المواطن المذكور، وطلبت من „سلطة أراضي إسرائيل“ الأسبوع الماضي إنهاء المفاوضات على أكمل وجه مع المالكين للأرض في جميع أحياء رهط وسنلمس تقدما ملموسا في هذا الجانب".
وختم رئيس بلدية رهط بالقول إن "العبارات التي تلفظ بها المواطن حول تقاعس البلدية وإدارتها للأمور فهي تفوهات في حالة غضب ولا نكترث لها، ونحن في غنى عنها. رهط موحدة بقيادتها وشعبها بالنضال في القضايا الجوهرية التي أسلفت بالحديث عنها، وستكون فترة رئاستي لبلدية رهط سنة يلمس خلالها المواطن الرهطاوي التحول الإيجابي في الخدمات".
*المصدر : عرب 48