رغم مخططات المؤسسة الإسرائيلية الرامية إلى تهويد النقب وانخراط الجيل الشاب في سلك الشرطة والجيش، غير أن الجيل الشاب في النقب ما زال صامدا ومتمسكا بأرضه في صحراء النقب والبلدات مسلوبة الاعتراف، في ظل الصعوبات التي يواجهها الأهالي والشبان.
وبرز في الذكرى الـ46 ليوم الأرض الخالد بالنقب وتحديدا قرية سعوة، مشاركة جماهيرية غفيرة غالبيتها من الجيل الشاب.
وفي كانون الثاني/يناير 2022، أقدمت السلطات الإسرائيلية على تحريش وتجريف أراضي النقب، واعتقلت أكثر من 150 شخصا في النقب، غالبيتهم من القاصرين والفتيات، وذلك بسبب احتجاجهم على تجريف أراضيهم وتحريشها.
وبهذا الصدد، قالت الشابة والناشطة عدن الحجوج من عوجان اللقية، لـ"عرب 48" إن "المواطنين العرب في النقب مضطهدين ونعاني بشكل كبير من السياسات المتبعة ضدنا، إذ أنه منذ العام 1948 والسلطات الاسرائيلية تحاول السيطرة على أراضينا المتشبثين بها، كما أنها حاولت بكل الطرق مصادرة أراضينا عن طريق التشجير وهدم البيوت، ولكن رغم كل هذه المحاولات نحن صامدون، لأن النقب هو تاريخ فلسطين والعرب البدو في فلسطين".
وأضافت أن "يوم الأرض مهم لنا كعرب فلسطينيين وبدو، إذ أن يوم الأرض ليس فقط لتذكير العالم والفلسطينيين بمصادرة الأراضي، إنما أيضًا لتذكير الدولة الاسرائيلية أننا هنا ولن نتحرك من أرضنا وبيوتنا وقرانا".
ولفتت الحجوج إلى أن "زراعة الاشجار مهمة جدًا، إذ إنهم يزرعون شجرة ونحن في المقابل نزرع عشرات الأشجار، وليس أي شجر إنما شجر زيتون النقب، وليس الشجر الأوروبي الذين يريدون هم زراعته هنا، ومن المهم أن نبين أننا عرب فلسطينيين وتراثنا وهويتنا العربية، لذلك إجراء هذه الفعاليات واجب".
وأكدت "نحن هنا وسنبقى هنا رغم كل المحاولات لاقتلاعنا من أراضينا التي ترعرعنا بها، ومن المستحيل على أحد أن يقتلعنا من هنا لأننا هنا قبل أن تسمى إسرائيل بإسرائيل".
سجى الأطرش
وذكرت سجى الأطرش من قرية سعوة، لـ"عرب 48"، أن "تواجد الفلسطينيين مهم جدا في النقب خصوصًا في يوم الأرض، والأهم صمودنا على أرضنا خصوصًا في ظل سياسات ومحاولات الاحتلال اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم في النقب، وتحديدا في قرية الأطرش الصامدة، وهذه أرضنا التي ورثناها منذ عقود وقبل العام 1948، ونحن نرى كل السياسات الشرسة التي تهدف إلى تهجيرنا لذلك من المهم لنا كمواطنين البقاء هنا والصمود".
وتابعت أن "الفعاليات في النقب وزيارة النقب هامة وضرورية خصوصا فعاليات يوم الأرض، التي تعزز صمونا في ظل سياسات الاحتلال لاقتلاعنا من أراضينا التي كنا وما زلنا صامدين بها من قبل عام النكبة، حيث ورثنا هذه الأراضي من أجدادنا ولذلك واجب علينا الصمود والثبات على أراضينا كفلسطينيين في ظل الهجمة الشرسة من قبل الاحتلال".
وشددت على أن "تواجد الأهالي والنشاطات من قبل أهلنا من مختلف أنحاء البلاد كان رائعا، خصوصًا مشاركة الأهالي من مختلف أنحاء فلسطين في الفعاليات، هذا التواجد أثلج صدورنا ونشكل كل من تواجد رغم المسافات الطويلة".
زايد الأطرش
ومن ناحيته، قال زايد الأطرش ابن قرية الأطرش، لـ"عرب 48"، إن "السلطات الإسرائيلية ومن خلال مخطط تحريش الأراضي قامت بزرع شجر ’سرو’، ونحن في إحياء ذكرى يوم الأرض زرعنا أشجارنا وتراثنا أشجار الزيتون التي تمثلنا وتمثل العرب في البلاد".
وأكد أن "زراعة أرض النقب بأشجار الزيتون هي دلالة وإثبات على أن هذه الأرض كانت وستبقى لنا، وأننا متشبثين بها كما تتشبث أشجار الزيتون في الأراضي وتحافظ عليها".
وأوضح أن "خيار الابتعاد عن الأرض وخصوصًا أرضنا في النقب غير وارد أبدا، فهذه الأراضي لنا ولن نتنازل عنها، ومن يتنازل عن هذه الأراضي يكون قد باع نفسه وكل شيء يملكه".
وبيّن أنه "من الأشخاص الذين جرى اعتقالهم قبل نحو شهرين هنا في الأطرش، حيث قاموا بتكسير يدي وساقي، وأبقوني رهن الاعتقال مدة 10 أيام، ورغم كل هذا لن يرهبنا وسنبقى صامدين هنا دون تنازل، إذ أن أرواحنا معلقة هذه الأرض وكل التهديد والوعيد لن يرهبنا لأن الأرض لنا وحقنا".
نائل الأطرش
ودعا الشاب نائل الأطرش خلال حديثه لـ"عرب 48"، المواطنين العرب في البلاد إلى زيارة النقب وخصوصًا البلدات غير المعترف بها، من أجل التعرف على البلدات النقباوية العربية الصامدة، فمثل هذه الزيارات مهمة وضرورية وتحديدًا إجراء الفعاليات المختلفة في البلدات البدوية".
وأضاف "في السابق قامت وحدات التحريش بزراعة الأراضي بشجر ما يسمى بالـ’السرو’ وذلك لتهجير المواطنين العرب من النقب، إذ يقومون بزراعة الأشجار بهدف اقتلاع المواطنين، ونحن بدورنا اقتلعنا كل الأشجار التي زرعوها وقمنا بزراعة أشجار الزيتون بدلا منها".
وختم الأطرش حديثه بالقول إنه "واجب على كل الشباب في النقب البقاء في أراضيهم وعدم مغادرتها، والصمود بها لأنها هي التي لنا منذ مئات السنين".
*المصدر : عرب48
الجيل الناشئ.. حارس الأرض في النقب!!
بقلم : أمير علي بويرات ... 02.04.2022