أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
حذر منها متخصصون.. ما أصل ظاهرة "ترقيم القبائل" في السعودية؟
بقلم : كامل جميل  ... 13.03.2021

- ماذا يعني ترقيم القبائل؟
تحديد رقم معين لكل قبيلة من القبائل يميزها عن القبيلة الأخرى.
- من ابتدع هذه الظاهرة؟
بدأت من قِبل الشباب بمنطقة الخفجي، ثم انتشرت في بقية أنحاء المملكة.
- من أين استمد الشباب هذه الأرقام؟
من ترقيم القبائل لإبلها.
ظاهرة جديدة لم تألفها السعودية من قبلُ، أخذت تنتشر في معظم مناطق المملكة، تتمثل بإطلاق أرقام على القبائل، اهتم بها الشباب بشكل أكبر من بقية الفئات.
ولا يوجد لهذه الظاهرة سند يؤكد أنها من العادات التي تلتزم بها القبائل، لكنها بدأت توضع في أماكن عديدة مثل المحال التجارية وعلى واجهات المنازل وزجاج السيارات.
وأخذ الشباب يعرّفون أنفسهم برقم قبيلتهم، وبه يتفاخرون أيضاً؛ وهو ما اعتبره مختصون يزيد من النزعة القبلية والتفاخر المؤدي إلى نزاعات ونتائج غير محمودة.
*القبائل السعودية
والسعودية بحكم موقعها وامتدادها تسكنها عديد من القبائل العربية التي تعود جذورها في هذه المنطقة إلى آلاف السنين.
وبعض هذه القبائل تنتشر ليس فقط بالسعودية بل في مختلف دول الخليج والعراق والأردن وسوريا وفلسطين واليمن، ومنها قبائل تمتد جذورها لتصل إلى أفريقيا.
ومن أبرز هذه القبائل؛ قبيلة عتيبة التي تنتشر في نجد والحجاز؛ وقبيلة قحطان وتنتشر في السعودية والكويت وقطر؛ وقبيلة عِنزة التي تنتشر إضافة إلى السعودية، في الكويت والعراق وقطر والإمارات؛ وقبيلة حرب؛ وقبيلة زهران التي تنتشر أيضاً في سلطنة عمان والإمارات ولبنان وفلسطين والعراق؛ وقبيلة مطير التي تنتشر أيضاً في الكويت.
ومن أبرز القبائل أيضاً قبيلة غامد؛ وقبيلة شمر التي تنتشر في عديد من الدول العربية؛ وقبيلة بنو شهر؛ وقبيلة الدواسر التي تنتشر في دول الخليج والعراق، وقبيلة شهران التي تنتشر أيضاً في قطر والإمارات والكويت واليمن، وقبيلة جهينة التي تنتشر أيضاً في مصر والسودان وفلسطين والأردن والعراق وقطر.
وأيضاً من القبائل البارزة في السعودية قبيلة بني مالك؛ وقبيلة بلي التي تنتشر أيضاً في مصر والأردن وفلسطين وسوريا؛ وقبيلة بنو خالد، التي تنتشر في دول الخليج والعراق والأردن وفلسطين ومصر.
*أرقام القبائل
واليوم بات لكل قبيلة من القبائل هذه في السعودية رقم تُعرف به، منها على سبيل المثال قبيلة عتيبة برقم 512، وقبيلة عنزة 601، وقبيلة شمر 555، وقبيلة قحطان 506، وغيرها من القبائل حيث لكل قبيلة رقم خاص بها.
لكن السؤال الذي يُطرح هنا، مفاده: من أين جيء بهذه الأرقام؟ والجواب أصبح معروفاً لدى جميع السعوديين اليوم وهو: أنها مأخوذة من وسوم الإبل.
فليس بجديدٍ القول إن المجتمع السعودي بشكل خاص والخليجي بشكل عام، مولع بتربية الإبل، التي لها أهمية خاصة؛ لكونها تمثل علاقة مترابطة مع تاريخ شعب المنطقة الذي اعتمد عليها منذ آلاف السنين في معيشته وحياته اليومية.
وتنتشر تربية الإبل بشكل كبير في السعودية، وهناك مسابقات دورية للإبل تقام بعضها برعاية حكومية.
ولكي تميزها عن غيرها اختارت القبائل السعودية أرقاماً خاصة توسم بها الإبل.
وقيل أيضاً، ربما أطلقت القبائل رقماً خاصاً على الإبل في المسابقات السنوية، ومع تكرار استعمال الرقم نفسه تم اعتماده رقماً يمثل القبيلة.
وبداية انطلاقة هذه الأرقام كانت في الخفجي، ثم انتشرت في بقية أنحاء المملكة.
*ظاهرة طارئة
وفقاً لما ذكرته صحيفة "الوطن" المحلية في تقرير لها، نفى المؤرخ عبد الله التنومي، أن تكون لهذه الرموز أو الأرقام أي جذور أو أساس في التاريخ.
وأضاف: "هي في طبيعتها لا تعدو أن تكون نتاج عصر جديد، وفكر بعض الشباب الذين يخترعون مفردات خاصة يرون أنها لازمة للتعريف بانتماءاتهم".
يؤكد التنومي أن "تحديد أرقام القبائل ووضع رموز لها هو عصر جديد من العنصرية وتفكيك لُحمة الوحدة الوطنية، بدأ في فكر بعض الشباب المنتسبين للقبائل العربية، وذلك من خلال وضع أرقام دالة على كل قبيلة".
ويرى أن "انتشار هذه الثقافة الذي يشبه انتشار النار في الهشيم، والتفاعل مع ترقيم القبائل وتصنيفها وكتابتها على المركبات يقود إلى ثقافة عنصرية غير مرغوبة".
ولفت التنومي إلى أن "هذه مشكلة تؤرق المفكرين منذ عدة سنوات، ولا يوجد إطار تربوي أو ديني أو اجتماعي موضوع يتعامل مع هذه الظاهرة لمحاولة قمع انتشارها".
وزاد: "لو وجدنا أسلوباً للتوعية مدروساً بعناية ويتناسب مع أفكار الشباب ويلامس مشاعرهم فقد نلمس نتائجه، وقد يجدي نفعاً في الحد من هذه الظاهرة ويقمع انتشارها"، مشدداً على ضرورة "التعامل مع هذه الظاهرة، وقمع تفشيها، ومنع آثارها السلبية، وتجنب استغلالها من قِبل المغرضين".
*زيادة النعرات القبلية
ولم تتوقف أرقام القبائل على المراهقين، بل امتدت إلى بعض كبار السن، الذين يبررون وجودها على سياراتهم، بسبب أبنائهم، ولا يستطيعون إغضابهم بإزالتها، إضافة إلى بعض الموظفين الذين استخدموا هذه الرموز كمعرّفات لهم في تقنية "البلوتوث"، بحسب تقرير سابق لصحيفة "الحياة".
ووفق اختصاصي علم النفس الإكلينيكي طلال الثقفي، فإنَّ وضع مثل هذه الأرقام ومسميات القبائل سيزيد من ظهور النعرات القبلية، وإحيائها في نفوس كثيرين، مضيفاً: "تعد هذه الظواهر عودة إلى الوراء، ومخالفة لتعاليم الدين الإسلامي، الذي دائماً ما يحارب البغضاء بين الناس، ويدعو إلى المحبة بين الجميع".
ولفت إلى "ضرورة التخلص من هذه المظاهر قبل انتشارها، من خلال التصدي لها في وسائل الإعلام المختلفة، وعن طريق التربويين في المدارس، والدعاة؛ حتى لا تكون خطراً على المجتمع في المستقبل"

*المصدر : الخليج أونلاين
1