رفضت مصلحة السجون الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، طلب تحرير الأسير صياح الطوري (68 عاما)، إلى أرضه في قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف، علما بأن محامي الأسير الطوري كانوا قد قدموا طلبًا بإطلاق سراحه في لجنة الثلث.ورفض الشيخ الطوري شروط مصلحة السجون، وآثر البقاء في السجن على الابتعاد قسرا عن العراقيب، لذلك تم تأجيل تحرير الشيخ صياح لمدة 60 يومًا، بحسب ما أكد محامي الشيخ الطوري.وقوبل طلب المحامين والأهل من طرف إدارة سجن الرملة، الذي يحتجز به الأسير الطوري شيخ قرية العراقيب التي هدمتها السلطات الإسرائيلية 144 مرة على التوالي آخرها بـ14 أيار/ مايو الجاري، بشروط وصفت بـ"التعجيزية و الانتقامية" من الطوري لصموده في أرضه وتتلخص في محاولة إبعاده عن العراقيب لأطول فترة ممكنة.وفي ردها الأخير، على محامي الشيخ الطوري، قالت مصلحة السجون الإسرائيلية إن قرار إطلاق سراح الطوري متوقف على موافقته بتغيير مكان سكناه من مقبرة قرية العراقيب إلى مدينة رهط في حارة رقم 25، بطلب من الشرطة الإسرائيلية . بالإضافة إلى ذلك يُمنع الطوري من تغيير عنوان سكنه إلا بموافقة وحدة الشرطة الإسرائيلية المسؤولة، كما ويُتوجب على الطوري الحضور إلى محطة الشرطة بعد 48 ساعة من الإفراج عنه ومرة كل أسبوعين على نحو ثابت.
وشددت مصلحة السجون الإسرائيلية على أن إطلاق سراح الطوري لن يتم إلا بموافقته وتوقيعه على كل هذه الشروط التعجيزية، بالإضافة إلى شروط أخرى .بدوره، قال المحامي الموكل بالدفاع عن أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف بالنقب، شحدة بن بري، في بيان صدر عنه حول المفاوضات مع مصلحة السجون الإسرائيلية، "أعلم أن الجميع بانتظار خروج الشيخ صياح الطوري يوم غد. وأعلم أيضا مدى الاستعدادات لاستقباله. إلا أن إدارة السجن أصرت على وضع شروط مقيدة لم ولن يقبلها".وأوضح أنه "بعد ساعات في سجن الرملة، إلى جانب رفيقي المحامي سالم أبو مديغم، مع إدارة السجن والشيخ صياح الطوري، لم نلمس نية جدية لإطلاق سراحه من السجن".وأشار إلى أنه "في البداية قدمت الإدارة قرارا موقعا بشروط إطلاق سراح الشيخ صياح ها هي أمامكم. ونحن نناقش ونتشاور حول هذه الشروط وأبعادها، وإذ، وبشكل مستهجن، تأتي إلينا بشروط إضافية، تقدمت بها الشرطة".وأكد "أنا أعرف مدى إصرار الشيخ على مواقفه المبدئية. أستطيع أن أجزم بأنه لن يقايض حريته بإذلاله. وهو جاهز لدفع ثمن صموده مهما كلف ذلك".يذكر أن آليات وجرافات السلطات الإسرائيلية، هدمت صباح أمس، الثلاثاء، مساكن قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في النقب، جنوبي البلاد، وشردت سكانها للمرة الـ144 على التوالي.وقال عدد من أهالي العراقيب، إن الشرطة اقتحمت القرية، صباح اليوم، بقوات معززة وقامت بحماية الجرافات والآليات التي هدمت الخيام والمساكن المصنوعة من الصفيح وبعض الأخشاب والنايلون، وشردت الكبار والصغار وتركتهم دون مأوى.ويصر أهالي العراقيب على البقاء في قريتهم وإعادة بناء الخيام والمساكن والتصدي لمخططات تهجيرهم من قريتهم، علما أنه تم هدم القرية قبل ذلك في تاريخ 17-4-2019، إذ اعتقلت الشرطة قبل مسنة وقاصر من القرية، وجرى تحويلهما للتحقيق في مقر شرطة بئر السبع.وتلاحق السلطات الإسرائيلية سكان القرية الذين يرفضون المساومة على الأرض، عدا هدم منازلهم وحرث وتدمير المحاصيل الزراعية يتم فرض عقوبات وغرامات مالية عليهم بحجة البناء دون تراخيص.ويقضي الأسير صياح الطوري (68 عاما) شيخ قرية العراقيب، عقوبة السجن لعدة أشهر لدوره بالتصدي وإفشال مخططات هدم القرية، وأتت عملية الهدم للقرية اليوم عقب السماح له بالأسبوع الماضي بالخروج من السجن لمدة 48 ساعة والعودة لقريته.ودخل الشيخ الطوري سجن الرملة لقضاء محكوميته بالحبس الفعلي 10 أشهر، في نهاية كانون الأول/ ديسمبر من العام الماضي، بعدما فرضت محكمة الصلح في بئر السبع، قرارا بسجنه بعد أعوام عديدة من النضال الذي يخوضه أهالي العراقيب في المسار القضائي بالمحاكم الإسرائيلية.ووجهت للطوري ما يقارب 40 تهمة قضائية نسبت إليه، 19 تهمة منها متعلقة بـ"الاعتداء على أراضي الدولة"، و19 تهمة متعلقة بـ"اقتحام أرض عامة خلافا للقانون الإسرائيلي"، بالإضافة إلى تهمة واحدة متعلقة بـ"خرق أمر قضائي".!!
بئر السبع..النقب : شروط تعجيزية تشمل الإبعاد عن العراقيب لإطلاق سراح الأسير الطوري!!
بقلم : الديار ... 16.05.2019