تمضي السنين ويأتي عام جديد ونحن جاهدات في محاولات لإيجاد السبل لصنع حياة أفضل لامرأة تستصرخ ضميرنا على أعتاب مراكزنا "هل من نصير" , تبكي وتندب حظها البائس في مجتمع لا يأبه لمعاناتها وأمام مؤسسات لا مبالية لمأساتها!
ما زلنا نشهد حالات قتل النساء فقط لكونهن خلقن نساء في مجتمع ذكوري يعيش ويموت على الشكوك والظنون من أفواه فاسدة مركبة على أجساد واهية وعقول مريضة ترى المرأة جسدا يحمل في طياته شرف الذكور !!
نستنكر ونقف في وجه الظلم !! ندق أبواب المؤسسات المختلفة ونطالب المدارس أن تغرس المساواة واحترام المرأة في نفوس الأطفال. وفي النهاية المرأة هي المسئولة الوحيدة! يسدل الستار على تفاصيل الجريمة وتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي وكأن شيء لم يكن!!!
ما زلنا نشهد تعدد الزوجات الذي يفتك بمجتمعنا: رجال وأطفال ونساء في ظل صمت مطب وتواطؤ قاتل حيث يتفاخر البعض الجاهل بهذه العادة المشؤومة , لا بل ويهدد زوجته بأنه لا محال سوف يتزوج المرأة الثانية وبعضهم الثالثة وبعضهم الرابعة وبعضهم الخامسة والسادسة متشدقا ملئ الفم بالشريعة وهو لا يستطيع أن يؤمن نفقات الزوجة الأولى وأطفالها!
لماذا ؟ ماذا يمنحك الزواج من امرأة أخرى ؟ يا ترى ما هي طاقاتك الخاصة الفائقة ؟ ماذا دهاكم؟ ما هي قناعاتك يا أخي؟ وبماذا اختلفنا عن البهائم في غرائزنا هذه؟ حتى متى ستتكرر المأساة والى متى؟
الأفظع من ذلك هو عندما يتهم مدير مكتب شؤون اجتماعية "مختص بشؤون المرأة البدوية" النساء المستضعفات بالتقاعس عن الثورة وتحطيم القيود ويقوم كليا بتجريد الرجل من أي مسؤولية... يا للهول وعجبي لعقل ذكوري يرى المرأة "مجرمة" ويبرأ ساحة الرجل المتجبر القاهر!! نعم هي ثورتنا ولن تصير إلا إذا ثرنا على الظلم والظلام وحطمنا قيود العبودية!!
قالتها إحداهن ببكاء من دم "ذهب وأخذ كل شيء, كل شيء... كل شيء يهون إلا جرح النفس", الجرح الأكبر الذي لا يداوى وهو بمثابة فقدان كل شيء وكل معاني الأمن والأمان!!
يا له من اعوجاج !! عندما تجلد الضحايا بعد أن استنفذ جلادها جميع قواها ! تجلد لأنها لا تملك القليل من القوة للمقاومة والخروج من الحياة البائسة إلى حياة أفضل! ألا تخجلون؟ ألا تحاسبوا أنفسكم؟ أما من ضمير حي لا يرضى بهذه المعادلة الظالمة! ونكرر ونقول أن التغيير بحاجة إلى نفس طويل يمتد على مدار أعوام وانه أيضا بحاجة إلى قرابين تقدم في سبيل نيل الحرية وتحقيق الكرامة المفقودتين في مجتمعي!
عجبي لهم ! يقولون المرأة ليست نصف المجتمع, بل هي المجتمع كله ولكنهم لا ينصفوها ابدآ !فقط شعارات رنانة تصلح لأبحاث من أجل نيل الشهادات والرقي في سلم الاكاديمة ولا غير ذلك. د
على ارض الواقع تعاني المرأه من ويلات مجتمع ماتت فيه الإنسانية وانعدمت فيه الرحمة ... أيها المختص في شؤون المرأة إن هؤلاء النساء مقموعات لأنك أنت وأمثالك صامتون وأقول لكم كفاكم تجاهلا أيها الجبناء!
ألا يحق للنساء أن تهنئ بحياة كريمة وان تنال حقوقها الأساسيه والى متى ستبقى النساء مُقصيَّات ومحرومات؟ متى ستتبدل الأحوال؟ ومتى سترسم هؤلاء النساء مساحات الحياة المشرقة بدل تلك السوداء التي رسمتها أياديكم الظالمة؟
..بطالة, فقر وعوز شديد يفتك بالنفوس في ظل انعدام فرص العمل وقلة الحيلة,..هذا كله ا ليس منزل من السماء في ليلة سوداء حالكة... إنه صنيعة يد المؤسسات سواء تلك الذكورية أو الحكومية... كلها جميعا تآمرت من اجل سلب حقوق المرأة العربيه في النقب وفي ومن اجل تهميش فضايا ومصالح النساء إلى الهوامش وإلى المساحات الغير مرئية وكأنها غير قائمة... عدم !! لكن هيهات لكم!
الكثير منكم يعتقد أن السفينة لن تبحر إذا لم يكن ربانها من صنف الذكور وأقول لكم سوف تبحر وتصل إلى بر الأمان يوما ما لأننا لسنا بحاجة إلى من يسيطر علينا ويتربع على العرش ويأمر وينهى, لأننا قادرات على صناعة صرح لحريه تحمل مزايا هوية حضاريه ووطنيه ...حريه تحترم حقوقنا وتحترم هويتنا الحضاريه والوطنيه وتعطينا الحق الكامل للتصدي لرموز وادوات الطغيان والظلم والاضطهاد والتمييز..على المتراس باقون حتى نيل كامل حقوقنا..
حال المرأه : وكأن شيئا لم يكن ولم يحدث!؟
بقلم : انصاف أبو شارب* ... 06.03.2016
*إنصاف أبو شارب محامية ومديرة مركز حقوق النساء العربيات في النقب- منظمة معك