ذهبت لمقابله الحاج فى بيته فى مدينه غزه فى شارع الجلاء,لاجلس معه و اساله عن طفولته فى قضاء بئر السبع..ومعا نغوص فى ذاكره الوطن السليب فى قضاء بئر السبع...
ولد الحاج محمد عيد ابوعطايا /ابو ماهر فى اراضى القديرات فى منطقه وادى فطيس و وادى ابو سماره و بالقرب من جسر ابو رقيّق شمال غرب مدينه بئر السبع ب13 كيلومتر,ولد سنه 1938 فى هذه البقعه من قضاء بئر السبع, و عمره الان ناهز 77 سنه ذاق خلالها مراره النكبه و التهجير....
وتابع يحدثنى عن طفولته فيقول:كانت حياتنا بسيطه و كان شغلتنا الرئيسيه و مصدر رزقنا هو تربيه المواشى و الابل ,فكنت اخرج مع اخوتى لنرعى بالمواشى فى الوديان المحيطه بنا و نلعب و نمرح و لا نعرف ما ينتظرنا من مستقبل النكبه و التهجير, ونخرج فى الصباح و ناخذ معنا الزواده و بها طعامنا لكل اليوم, و من ثم فى المساء نرجع بالمواشى الى بيوتنا...
كان الماء مهم للبدو فى هذه المناطق ,فكانوا يشربون هم و مواشيهم من الوديان التى بها ينابع الماء مثل وادى الشريعه و من الابار المحفوره مثل بئر قريه المحرّقه المهجره و من مياه الامطار التى يتم تجميعها فى ..الهرابه..و هو بئر يتم حفره لتجميع مياه الامطار لاستخدامها وقت الحاجه...
اما بالنسبه للزراعه فكانت بسيطه ,فكان الناس يعتمدون على مياه الامطار لزراعه القمح و الشعير و الذره فى اراضيهم الواسعه التى تمتد حول مضاربهم و كانوا يزرعون محاصيل صيفيه مثل الطماطم و الفقوس و الباميه و العدس و البطيخ فى السده.و السده هى ارض تقع بالقرب من الوديان و بها يتجمع مياه الوديان و بها نسبه رطوبه لازمه لنمو هذه المحاصيل..
ويقول الحاج ابو ماهر ابو عطايا...كانت مساكنا من بيوت الشعر التى تحمينا فى الشتاء من البرد و فى الصيف من الحر...و كان بعض البدو يبنون البوايك من الطين الممزوج بالقش ....
انتقل الحاج ابو ماهر ابو عطايا و افراد اسرته و مواشيهم و ابلهم الى الشرق من قريه المحرّقه المهجره فى اراضى قبيله التياها,فيقول الحاج ابو ماهر ابو عطايا..
سنه النكبه كنا نسكن انا و ابى و افراد اسرتى فى الاراضى الواسعه شرق قريه المحرّقه المهجره...و فى سنه 1948 ومع اقتراب الخطر الصهيونى على قضاء بئر السبع, وعلى اراضينا و ممتلكاتنا,فاحس السكان بالخطر يحيط بهم,فاجتمع البدو المقيمين فى المنطقه مع اهالى قريه المحرّقه المهجره....
واذكر من العائلات البدويه التى تتبع قبيله التياها و التى سكنت الى الشرق من قريه المحرّقه و منهم(العقبى..القطاطوه..الرواشده..العرور..ابو عياده..ابو شنار..السعايده) وغيرهم من البدو...و اذكر من سكان قريه المحرّقه و منهم(المشهراوى..عبد العال..ابو وادى..جحا..الميناوى) و غيرهم من سكان المحرّقه..
وشعروا باقتراب الخطر الصهيونى يقترب منهم,فاخذوا يعدون العده للدفاع عن اراضيهم و ممتلكاتهم على الرغم من قله امكنياتهم و تفوق العدو عليهم فى السلاح و العتاد و دعم دول كبري له.
و اخذ سكان قضاء بئر السبع بشراء القليل من السلاح باموالهم الخاصه للدفاع عن اراضيهم و ممتلكاتهم..اخذوا بشراءه من تجار السلاح الذين يجلبونه من و يحصلون عليه من مخلفات الجيش الانجليزى فى سيناء و مصر....
و هاجم الصهاينه المنطقه بمدرعاتهم و سلاحهم الحديث,و احتلوا الاراضى حول قريه المحرّقه و منها قصر العقبى و قاموا بتدميره و من ثم قاموا باحتلال قريه المحرّقه و تدميرها
و فى الاشتباكات التى خاضها البدو مع الصهاينه استشهد الشهيد/ابو رجب المشهراوى و رجل اخر من نفس العائله و هم من سكان المحرّقه.و هاجر البدو و سكان المحرّقه تحت وطأه القصف و القتل و الخوف و التدمير الذى شعروا به, و هاجروا الى قطاع غزه و كان يتبع الاداره المصريه.
و ها هو الحاج ابو ماهر ابو عطايا ينتظر العوده الى وطنه السليب فى قضاء بئر السبع, و لا يفقد الامل فى العوده الى دياره,و يقول اذا لم اعد انا فسيعود ابنى و حفيدى, ولا يضيع حق وراءه مطالب...
على عهد الاجداد رجعين على بئر السبع بأذن الله
نحن باقون على على عهد الجداد والوعد من الاحفار بأذن الله رجعين على بئر السبع
ما فى أجمال من بلادنا وربنا يرجع عليها
لا بديل عن العوده الى قضاء بئر السبع مهما طال الزمن او قصر
لا يمكن ان ننسى اراضينا فى قضاء بئر السبع
اراضى ابائنا و اجدادنا لمئات السنين.....