أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
حصاد عام 2014 :هدم الف بيت في النقب ولم يترك احد من اصحاب البيوت ارضه!!
بقلم : سلمان ابو عبيد ... 18.12.2014

هدم الف بيت في النقب كان حصاد عام 2014 من الظلم والاذى الذي الحقته وزارة الداخلية الاسرائيلية واذرعها بحق اهلنا في النقب وعادة ما تتباهى الشعوب والمؤسسات بسرد انجازاتها وفعالياتها خلال العام غير ان الامر في النقب مختلف تماما اذ تشير الدلائل والمعطيات الى مزيد من الاذى الذي تلحقه المؤسسة الاسرائيلية بحق السكان الفلسطينيين في النقب من خلال اتساع دائرة هدم البيوت واستفحال سياسة التضييق على اهلنا في النقب في محاولة بائسة لثنيهم عن مواصلة صمودهم الاسطوري في بيوتهم وارضهم وقراهم...
وفي كل مرة وخلال الف مرة التي قامت بها الجرافات الاسرائيلية بهدم البيوت تترك اصحابها في العراء يفترشون الارض ويلتحفون السماء وهي لا ترقب في طفل او امرأة او شيخ الا ولا ذمة!!!
وخلال كل عملية هدم يتكبد اهلنا في النقب مرارة ومعاناة لا تكاد تطاق وتتنوع هذه المعاناة من بيت لآخر فهذا عريس مقبل على الزواج يهدم بيته قبل ثلاثة ايام من زواجه !!! وهذه عجوز طاعنة في السن تركت بدون مأوى!! وهذا معاق لم تشفع له اعاقته وحرم من سقف بيت يلجا اليه بعدم ان حولت الجرافات بيته الى اثر بعد عين!!!
ولكل بيت من بين الالف بيت التي هدمت قصة ورواية ومأساة وحكاية اهل تجرعوا مرارة الظلم لا ذنب لهم سوى انهم اصروا على خيار البناء والبقاء في ارض الاباء والاجداد!!
لكن ومع حجم المعاناة وهول الموقف وتبعات الاذى الذي لحق باهلنا ابدى الاهل روعة اسطورية في الصمود والثبات والبقاء والحقيقة تؤكد ان احدا من بين اصحاب الالف بيت التي هدمت لم يترك ارضه ولم يغادر مكان سكناه بل زادهم هذا الهدم اصرارا وثباتا وتمسكا بحقهم التاريخي في ارضهم وقراهم.
وبهذا الصمود والاصرار ورباطة الجأش افشل الاهل في النقب مخططات ترحيلهم ومحاولات تهجيرهم ليقف من راهنوا على ثني عزم الاهل في النقب عاجزين امام هذه الارادة الفولاذية التي يبديها اهل النقب ويتحملها الصامدون من اهلنا في النقب وهم يستمدون هذا الرباط من ايمانهم بالله تعالى اولا ثم من حرصهم الشديد على تحمل امانة الحفاظ على الارض التي ورثوها من الاباء والاجداد وهم يدركون تماما مسؤولياتهم التاريخية في توريث هذه الارض للأبناء والاحفاد دون ان يساوموا على شبر منها.
هكذا يفهم اهلنا في النقب معاني الصمود والثبات ليس مجرد شعار يقال بل حقيقة يعيشونها ليل نهار ويتكبدون من اجلها مرارة الحياة وصعوبة العيش وهم الملاحقات السلطوية يتحملون الاذى اليومي لكنهم لا يقبلون الضيم يحرمون من ابسط مقومات الحياة الاساسية لكنهم يرفضون المساومة على ارضهم وقراهم يتجرعون مرارة الفقر والبطالة ولا يعطون الدنية في دينهم
يتحسرون على ابادة محاصيلهم الزراعية لكنهم يواصلون تشبثهم في الارض وتمسكهم بها كيف لا وهم اهل رباط في ارض الرباط.

1