ايام قليلة مضت بعد انتهاء لعبة الموت التى صنعتها براءة الطفل عبد الرحمن ابوقويدر كبديل عن العاب الاطفال التى توفرها الدولة لكل طفل اينما وجد واينما كان الا في قرانا العربية غير المعترف بها في النقب.
فشاء القدر ان تنسى دولة "اسرائيل" على مدار ستة عقود من الزمن شريحة كبيرة من مواطنيها وتتركهم في معزل عن اي تقدم وحق ومساواة في العيش الكريم بل تحرمهم من ابسط الحقوق التي تليق باي بشر على وجه الارض .
براءة الطفل عبد الرحمن ابو قويدر ابت الا ان تأخذ دورها في ممارسة طفولتها وحقها في اللعب واللهو مثلها كأي طفل على وجه الارض اودع الله سبحانه وتعالى فيه حب اللعب واللهو والترفيه لتأخذ الطفولة مجراها ونصيبها من عمر الانسان . وبحثت هذه البراءة عن ما يشبع غريزتها من الالعاب واللهو فلم تجد الا عامودا جذورة مغروسة بين رمال الصحراء بجوار بيت الطفل عبد الرحمن ويحمي نفسه بسلم يلتف حوله واعلاه اسلاك الموت تنتظر البراءة لتلمسها ثم تلقي بها الى الهاوية وسط تسفيق وضحكات براءة رفاقه واصدقائه الذين كانت براءتهم توحي لهم ان الصعود الى قمة عامود الموت بطولة والسقوط عنه كانت فيه رائحة الموت . مع ذلك كلة لم تنطوي صفحة الطفولة البيضاء بل بقيت ابتسامة الثغر وصفاء الحياة ونقاء القلب وبراءة الروح تشق طريقها من بين شفتي الطفل عبد الرحمن وهو يرقد في قسم العناية المكثفة في مستشفى سوروكا في بئر السبع يتحدى بها منافسه الذي اوشك ان يقضي عليه بضربة قاسية قد يجد ألمها طيلة حياته . وبهذا تكون سياسة التمييز العنصري والظلم والتفرقة قد سطرت صفحة اخرى في تاريخها جسدت فيها ابشع الامثلة في عنصريتها وظلمها للطفولة العربية في النقب , وذنبها الوحيد انها تريد ان تلعب كباقي اطفال العالم.
*ملاحظه : الطفل عبد الرحمن أبو قويدر "12 عاما" من قرية خشم زنه في النقب أصيب بتماس كهربائي يوم الاربعاء الماضي بعد أن تسلّق عامود كهرباء دون معرفة وادراك بالخطر اللذي يحدق به وقد اصيب باصابات خطيره وظهر الحادث المأساوي على شريط فيديو يُظهر كيف اصيب الفتى وسقوطه من علو لكنه بحمد الله وبعد اسبوع من العلاج بدا يتعافى وخرج من دائرة الخطر ووضعه مستقر بعد اجراءه عدة عمليات في يده وتوجه عائلة الفتى ابوقويدر اصابع الاتهام الى الدوله الاسرائيليه التي لاتوفر ملاهي واماكن لعب للاطفال في القرى العربيه في النقب الغير معترف بها من قبل الدوله!!
النقب :لعبة البراءة تنتهي بالضربة القاضية لصالح سياسة الظلم والتمييز العنصري!!
بقلم : ياسر ابو قودير ... 11.12.2014