أحدث الأخبار
الخميس 18 نيسان/أبريل 2024
1 2 3 4 5 6967
صحافة : لوموند: إيران المنشغلة بتطوير مشروعها النووي لن تخاطر بإشراك “حزب الله” في الحرب من أجل “حماس”!!
12.04.2024

تحت عنوان: “إسرائيل- إيران واحتمال الحرب؟”، قال آلان فراشون، كاتب الرأي بصحيفة “لوموند” الفرنسية، رغم أن إيران، وكذلك “حزب الله” والولايات المتحدة، لا يريدون التصعيد بينما تبدو إسرائيل مترددة، إلا أن احتمال أن تثير حرب غزة حرباً أخرى بات مُرتفعاً. فما دامت المأساة في غزة مستمرة، فإن كل يوم يمرّ يزيد من خطر نشوب صراع ثانٍ في الشرق الأوسط، وهو الصراع الذي من شأنه أن يجر لبنان إلى الاضطرابات.
الكاتب: “حزب الله” أكثر تهديداً لإسرائيل من “حماس”، لكنه أيضاً تشكيل راسخ في الواقع اللبناني، ممثلاً في البرلمان وفي الحكومة. هو مسؤول أمام “جمهوره” اللبناني. وهذا يتطلب منه عدم المبالغة في ردّه
طيلة خمسة أشهر تقريباً، أبدت جماعة “حزب الله” تضامنها مع الفلسطينيين في غزة. ومن خلال الصواريخ والقذائف التي تطلق يومياً من جنوب البلاد، يحشد “حزب الله” الجيش الإسرائيلي على جبهته الشمالية. ويرد هذا الأخير، في رقصة مشفرة، حيث يسعى كلٌّ من الطرفين المتحاربين إلى عدم التمادي.. غير أن مخاطر “الانزلاق” تتزايد، يقول الكاتب.
خلف المبارزة بالمدفعية على طول الحدود، يلوح في الأفق ظلُّ إيران. فمن خلال “حزب الله”، تتصادم طهران وإسرائيل. لكن إلى أيّ مدى ستصل مرحلة ما قبل الحرب بين اثنتين من القوى العسكرية الكبرى في المنطقة؟ يتساءل آلان فراشون.
ففي الأول من نيسان/أبريل الجاري، تم تجاوز الخط بغارة جوية على القسم القنصلي في السفارة الإيرانية في دمشق. وبعبارة أخرى؛ ضربة على “الأراضي” الإيرانية. لماذا؟ يتساءل الكاتب.
ويقول آلان فراشون إن “حزب الله” لم يعد هو المستهدف، بل زعيمه الإيراني. نترك المواجهة “بالوكالة”، بواسطة طرف ثالث متدخل لنقترب من المواجهة المباشرة، في ظل توعّد إيران بالرد على استهداف قنصليتها بدمشق.
وتساءل الكاتب إن كان استهداف مبنى القنصلية بمثابة إجراء للدفاع عن النفس ضد مكان كان يتم التخطيط فيه لعمليات ضد الدولة العبرية؟ أم أنها خطوة استفزازية من أجل بدء دوامة تؤدي إلى فتح جبهة شمالية لتحويل الأنظار عن الجبهة الجنوبية؟ تمهيداً لعملية إسرائيلية ضد “حزب الله”، الذي يشكّل تهديداً أكبر بكثير من حركة “حماس”؟
واعتبر آلان فراشون أن الـ16 شخصاً الذين قتلوا في استهداف القنصلية بدمشق يشكّلون هدفاً مهماً، لأنه كان من بينهم الجنرال الإيراني محمد رضا زاهدي وثلاثة من نوابه على الأقل. فقد كانوا رجالاً أساسيين وقادوا شبكة الميليشيات العربية التي تعتمد عليها طهران لفرض مكانتها والحفاظ عليها كقوة إقليمية عظمى: الحوثيون في اليمن، والميليشيات الشيعية من العراق، المنتشرة أيضًا في سوريا، و”حزب الله” اللبناني، وأخيراً حركة “حماس” الفلسطينية. وهم يشكّلون، مع جمهورية الملالي، “محور المقاومة”، رسميًا في خدمة الحرب ضد إسرائيل، وقبل كل شيء في خدمة إيران، يقول الكاتب.
ولا شك في أن الهجوم الذي شنّته حركة “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 (حوالي 1200 قتيل وأكثر من 250 مختطفًا) لم يكن منسقًا داخل “المحور”، يوضّح آلان فراشون، ولكن، كان على “محور المقاومة”، الذي يعدّ أسير خطابه القتالي، كان عليه أن يرد على تدمير المدن وقصف سكان قطاع غزة (أكثر من 33 ألف قتيل حتى الآن، وفقاً للحركة الفلسطينية)، بحسب آلان فراشون دائماً.
وإذا كانت إيران قد ظلت في الخلفية، فإنها تحشد شبكتها، حيث يعطل الحوثيون حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وتطلق الميليشيات العراقية النار على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا، لكن الجزء الأكبر من المقاومة يأتي من “حزب الله”، يتابع الكاتب.
وقال آلان فراشون إنه لفهم تاريخ وأهمية الميليشيا الشيعية اللبنانية التي ظهرت فجر الثمانينات، فإنه ينصح بقراءة كتاب كريستوف عياد عن الجغرافيا السياسية لـ “حزب الله”، والذي يرى فيه أن هذا الجماعة الشيعية اللبنانية، هي إيرانية الصنع، تتألف من ثلاثين ألف رجل مسلح، وآلاف الصواريخ من كافة الفئات، وتشكل جوهرة الميليشيات التي تضمن توسع إيران في الأراضي العربية.
يصف عياد ملحمة مكونة من روابط دينية وسياسية وعائلية توحّد الشيعة من جنوب لبنان إلى إيران، وهي دولة ذات أغلبية شيعية. ومن الناحية العسكرية، يشكّل “حزب الله” قوة أكثر تهديداً لإسرائيل من “حماس” الفلسطينية. لكنه أيضاً تشكيل راسخ في الواقع اللبناني، ممثلاً في البرلمان وفي الحكومة. فهو ليس مجرد أداة في يد القوة الإيرانية، بل هو مسؤول أمام “جمهوره” اللبناني.
وهذا يتطلب منه عدم المبالغة في ردّه على الحملة التي تقودها الدولة العبرية في غزة. فهو يضع حدوداً: قبل كل شيء، عدم إثارة التدخل الإسرائيلي في لبنان. وفي بلد يمزقه انحطاط الطبقة السياسية، فإن الحرب ستتحول إلى كارثة، وستُنسب المسؤولية إلى “حزب الله”، الذي لا يتمتع بشعبية كبيرة بالفعل خارج الطائفة الشيعية، يقول آلان فراشون.
الكاتب: الترسانة الصاروخية التي يمتلكها الحزب، والتي يمكنها ضرب كل المدن الإسرائيلية الكبرى، موجودة لردع الدولة العبرية عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية
والأكثر من ذلك، أن أولوية “حزب الله” في النظام الإيراني ليست الدفاع عن “حماس”، أو حتى عن القضية الفلسطينية بشكل عام. فالترسانة الصاروخية التي يمتلكها الحزب، والتي يمكنها ضرب كل المدن الإسرائيلية الكبرى، موجودة لردع الدولة العبرية، سواء مع الولايات المتحدة أو بدونها، عن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
فطهران، المنشغلة بتطوير مشروعها النووي العسكري، الذي ترى أنه يشكل ضمانة لبقائها الأبدي، لن تخاطر بإشراك “حزب الله” في الحرب من أجل “حماس”، أكثر مما ترغب في الدخول في صراع مباشر مع إسرائيل، وفق الكاتب الفرنسي.
وهذا ما يعيدنا إلى الواقع على الأرض- يتابع آلان فراشون- فمن الأمور التي يجب الحفاظ عليها، أن “حزب الله” سيطلق صواريخه طالما استمرت الحرب في غزة.
واضطر نحو 100 ألف من سكان شمال إسرائيل إلى ترك منازلهم. وترد الدولة العبرية على جبهتين: توجيه الضربات ضد “حزب الله”، حتى في جنوب بيروت، و ضرب المصالح الإيرانية بشكل مباشر، كما حدث في الأول من أبريل الجاري في دمشق. و يتم التحكم في هذا النوع من المواقف، حتى اليوم الذي لم يعد فيه الأمر كذلك، يختتم آلان فراشون مقاله هذا في “لوموند”.