أحدث الأخبار
الجمعة 01 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41050
صحافة : ذا هيل: أوروبا “حديقة” والعالم “غابة”.. حديث عن العنصرية الغربية!!
22.10.2022

أشار منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأسبوع الماضي، في حديثه خلال افتتاح الأكاديمية الدبلوماسية الأوروبية الجديدة في بروج ببلجيكا ، إلى أوروبا باعتبارها حديقة وأن العالم كله غابة. ومضى يقول إن الحديقة تحتاج إلى حماية من الغابة.
مع تصريحات المسؤول البارز في الاتحاد الأوروبي، تتزايد الأدلة على أن وجهات النظر الهامشية قد يكون لها مصادر مؤسسية
وفي حين أن مثل هذه التصريحات البغيضة، التي تحاول إحياء روايات “نحن ضدهم” والاستقطاب، ليست خارجة عن القاعدة في وسائل الإعلام الشعبية في عام 2022، إلا أن هذه الكلمات من رئيس السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي تعتبر ظاهرة مختلفة تمامًا، وفقاً للكاتب أخيل راميش في مقال نشره موقع “ذا هيل”.
وأضاف راميش، وهو باحث في منتدى المحيط الهادئ، أنه لا يمكن أن تؤخذ كلمات بوريل في ظاهرها، أو التعامل معها فقط في سياق الغزو الروسي لأوكرانيا، وقال :” هناك المزيد من تقسيم العالم إلى مناطق آمنة ومناطق خطرة، وعلاوة على ذلك، ، تثير الكلمات العديد من الأسئلة حول تصور أوروبا للعالم – على وجه الخصوص ، جنوب الكرة الأرضية”.
ولاحظ راميش أن فكرة “أوروبا الحديقة” وأن “العالم غابة” هي نظرية متجذرة في القلق الغربي، الذي عبر عنه العديد من مضيفي البرامج الحوارية والكتاب اليمينيين المتطرفين، مثل تاكر كارلسون في العالم الأنجلو ساكسوني وفي الخطاب السياسي الأمريكي، وقال إن هذا النوع من التشويش قد تشابك مع نظريات الاستبدال العرقية وما يسمى بغزو المهاجرين، وهي أفكار عنصرية انتعشت مع صعود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وأشار إلى أن العديد من المحافظين قد أدلوا بتصريحات عنصرية، مثل النائب ستيف كينغ (جمهوري من أيوا) الذي قال إنه “لا يمكن استعادة حضارتنا مع أطفال شخص آخر”، ولاحظ الباحث أن الولايات المتحدة قد شهدت أربع سنوات من المبالغة والاستقطاب والخطابات التي تستهدف الأقليات.
لماذا تجوب البحرية الفرنسية والألمانية والبريطانية المحيطات بعيداً عن أوروبا؟ من هو الذي يغزو الآخر “الحديقة” أم “الغابة”؟
ومع تصريحات المسؤول البارز في الاتحاد الأوروبي ، تتزايد الأدلة على أن وجهات النظر الهامشية قد يكون لها مصادر مؤسسية، وفي مدونته، واصل بوريل تبرير تعليقاته تحت ستار الاعتذار، قائلاً إنه لم يكن يقصد أن تكون تصريحاته عنصرية وأنها “أُخرجت من سياقها”، ومن المثير للاهتمام أنه لم يتطرق إلى جزء “الغزو” من استعارته، وماذا كان يقصد بغزو الغابة للحديقة؟ وفقاً للملاحظات التي سردها الباحث راميش في مقال “ذا هيل”.
ومن المفارقات أن “الحديقة” هي التي غزت “الغابة” أكثر من غزو “الغابة” المزعوم للحديقة، ولاحظ الباحث مزاعم بوريل بأنه لا يشارك المحافظين الأمريكيين الجدد في الفكر السياسي والميل المفاجئ لأوروبا نحو المحيطين الهندي والهادئ، وقال الكاتب إن هذه الادعاءات غير سليمة حتى بالنسبة للمراقب غير الخبير في الشؤون العالمية لأن القوات البحرية الفرنسية والألمانية والبريطانية تجوب في المحيطات لتثير سؤالاً بسيطا هو : ما الذي يفعله الأوروبيون بعيداً عن قارتهم على بعد آلاف الأميال؟ ولماذا فقط يتم طرح هذا السؤال عندما يتعلق الأمر بنشاط البحرية الروسية والصينية.
يبدو أن الحفاظ على النظام الدولي القائم على القواعد يعني ضمنيًا التصرف كشرطي في العالم، وقد أدرك قادة الولايات المتحدة أن ناخبيهم ليس لديهم شهية للحروب والمشاريع المزعومة للترويج للديمقراطية، وتساءل الباحث: هل ستحذو أوروبا حذوها؟ هل تقوم بتوسيع الاستعارة البدائية بشأن ترويض “حيوانات الغابة” كما حاولت في السابق؟.
هذه التعليقات تؤكد صحة حجج قادة الصين وروسيا بشأن تمسك دول الغرب في النظام العالمي القديم، وهو أمر مفيد لهذه الدول فقط فقط لإجبار الجميع على العيش وفقاً لقواعد سيئة السمعة مع القدرة على انتهاك هذه القواعد أو تغييرها بما يناسبها.