أحدث الأخبار
السبت 23 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41058
أوبزيرفر: أوراق بوتين لتقويض الغرب متعددة.. وكلما زاد يأسه من النصر في أوكرانيا أصبح خطيرا!!
29.08.2022

نشرت صحيفة “أوبزيرفر” تعليقا لسايمون تسيدال، قال فيه إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ورطة ويائس، متسائلا إن كان أصدقاؤه في الغرب سيسارعون لإنقاذه؟
وأشار إلى مقولة الكاتب الأمريكي هنري ديفيد ثوريو عام 1854 “معظم الرجال يعيشون اليأس بهدوء” وهذا هو المصير الذي آل إليه بوتين، وهو يحاول الهروب من المصيدة التي وضعها لنفسه في أوكرانيا.
وفي الوقت الذي ظل الرئيس الروسي صامتا حول “العملية العسكرية الخاصة”، إلا أن الجمود المستمر هو ما يجب توقعه، مثلما لم يتوقع تفجير سيارة في موسكو والهجمات المهينة لقواته في شبه جزيرة القرم. ولم يتوقع بوتين قتل أو جرح 80 ألفاً من الجنود الروس، ومات معهم “حلم بطرس الأكبر” لبناء “روسيا العظمى”، واختفى مع هذا كل شيء حيث باتت ترتبط سمعته بالقاتل والمحتال.
لكن ما لا يستطيع بوتين تحمله هو مستنقع حرب دائم في ظل العقوبات الغربية التي بدأت تضرب اقتصاده وتعمل على تآكله في وقت نضبت فيه قواته العسكرية ومصادر السلاح. فما هو فاعل الآن؟
يمكنه الإعلان عن النصر وأنه قام بتحييد خطر الناتو، ويعرض تسوية يتم فيها ضم المناطق التي احتلها. ولكنه يعرف أن كييف لن تقبل بشروطه. وربما صعّد الحرب مستخدما بيلاروسيا لكي تفتح جبهة ثانية في شمال كييف، وهي المنطقة التي فشل في السيطرة عليها بداية الحرب في شباط/ فبراير. لكن لا يعرف إن كان لدى جنرالاته القدرات أو الإرادة لعمل هذا. لكن الشيء الذي لن يفعله هو الانسحاب. ومع زيادة الضغوط عليه لكي يقدم ثمارا للعملية، فقد يحاول بوتين زيادة كلفة الحرب على داعمي أوكرانيا وتقويض مقاومة كييف بهذه الطريقة.
وقد بدأ فعلا هذا السيناريو، وكان من المثير إعلان كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا عن دعم طويل الأمد لأوكرانيا في الأسبوع الماضي، فهي تعرف أن بوتين يراهن على تخلفها عن الدعم. وأثار هذا السياق المخاوف من زيادة أسعار الطاقة وكلفة المعيشة والناجمة في الجزء الأكبر عن الغزو الروسي لأوكرانيا وقطع الكرملين إمدادات الغاز. وقد يكون الشتاء القادم في أوروبا قارصا. ومنذ بدأ بوتين حملته على أوروبا، فلديه الكثير من الوسائل والطرق التي يستطيع من خلالها تقويض وحدة الغرب وقوته.
ففي أوروبا هناك العديد من النقاط الساخنة وخطوط الصدع الجيوسياسية والتي أورثها لها الاتحاد السوفييتي.
ولروسيا عدد من المتعاطفين والداعمين داخل المشهد الأوروبي المتشرذم.
ومن هنا، فهل سيحاول أصدقاء بوتين إنقاذ الوحش من الشرق؟ فرئيس بيلاروسيا في جيب بوتين أصلا. وتأكدت روسيا من نجاة الديكتاتور لوكاشينكو بعد سرقته انتخابات عام 2020 والتي أدت لتظاهرات واسعة في البلاد. وسينفذ لوكاشينكو ما يطلب منه. وفي داخل أوروبا، هناك أيضا فيكتور أوربان، رئيس وزراء هنغاريا الذي نظر إليه بأنه حصان طروادة لبوتين. ومثل البقية داخل اليمين المتطرف في أوروبا، فأوربان معجب بأيديولوجية بوتين الوطنية غير المتطرفة، ويشترك معه في رؤيته العنصرية المعادية للمثلية، ووقف بشكل متكرر أمام العقوبات الأوروبية. ووقّع الشهر الماضي، وبطريقة منفردة، عقد غاز مع الكرملين، ولا يمكن والحالة هذه الثقة بأوربان. وكان انهيار الحكومة الإصلاحية في بلغاريا وإعادة العلاقات مع موسكو محل تكهنات من أن بوتين يبني نفوذه من أجل تقسيم أوروبا.
ولا تخلو إيطاليا من المعجبين ببوتين، فهم كثر. فلدى قادة الحزبين المتطرفيْن المتوقع مشاركتهما في ائتلاف بالانتخابات المقبلة، علاقة قوية مع موسكو منذ سنين. وأقام ماتيو سالفيني، زعيم حزب رابطة الشمال عام 2017، تحالفا مع حزب روسيا الموحدة الذي يقوده بوتين. وفي الوقت الذي اتخذ ماريو دراغي، رئيس الوزراء السابق موقفا متشددا من الحرب في أوكرانيا، إلا أن المشهد قد يتغير. وفي أوروبا، تقدم أحزاب اليمين المتطرف واليسار المتطرف نفسها عبر أيديولوجية بوتين وقيمه الاجتماعية المحافظة. ويرددون صدى معاداته للاتحاد الأوروبي.
وذكرت دراسة شاملة أعدها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية عام 2016، حزب البديل في ألمانيا والتجمع الوطني الفرنسي وحزب الحرية النمساوي وحزب فالامز بيلانج البلجيكي، بأنها أحزاب موالية لروسيا، وكذا حزب الاستقلال في بريطانيا الذي عبّر عن مواقف مؤيدة لروسيا. وجاء في الدراسة: “تساعد هذه الأحزاب على شرعنة سياسات الكرملين وتضخيم حملات التضليل التي يقوم بها. وتقوم في بعض الأحيان بحرف المواقف المحلية الأوروبية لصالح موسكو”. وفي عالم بوتين، فقنوات التأثير هذه تعتبر سلاحا فعالا.
ويمكن لبوتين الاعتماد على أصوات مؤيدة له من خارج الاتحاد الأوروبي، مثل ألكسندر فوتشيتش، الرئيس الصربي. وأطلق عليه معارضوه لقب “بوتين الصغير”. وترتبط صربيا بعلاقات سلافية ودينية قوية مع روسيا إلى جانب تشككها من الناتو. ولم تنس صربيا أو روسيا ضربها من الناتو عام 1999. وتخشى بريطانيا والاتحاد الأوروبي أوضاعا متقلبة في غرب البلقان وضغطا في لحظة ما من أجل حرف بوتين النظر عن أوكرانيا.
وتعتبر كوسوفو، حيث يزداد الضغط الصربي، مثالا. فقد هدد فوتشيتش في الأسبوع الماضي، قوات حفظ السلام “سنحمي شعبنا من الاضطهاد والإبادة لو يفعل الناتو هذا”. وهدد صرب البوسنة المرتبطين بروسيا بكسر الأوضاع في البوسنة والهرسك. ورفض صرب البوسنة مثل صربيا العقوبات “المجنونة” التي فرضتها أوروبا على روسيا. وفي آذار/ مارس رحبت الجماعات الموالية لبوتين في صرب البوسنة “ثعالب الليل” بالغزو.
ويمكن أن تتحول جورجيا ومولدوفا المقسمتين وبالقوات الروسية على أراضيها إلى نقاط ساخنة. وأخرى كاليننغراد التي نشر فيها بوتين هذا الشهر صواريخ عابرة للصوت لتخويف دول الناتو، إستونيا تحديدا التي تعيش فيها أقلية روسية. ويقول الكاتب إن جهود بوتين لنشر الرعب وعدم الاستقرار والتخريب والمعاناة الاقتصادية- بحيث يجعل الدول تفكر مرتين بمعارضة روسيا- تمتد أبعد من أوروبا.
فالفيتو الروسي جمّد مجلس الأمن. ويخطط بوتين مع شي جين بينغ لتحويل قمة العشرين في بالي المقررة بتشرين الثاني/ نوفمبر، إلى ساحة صراع بين الغرب والبقية حول أوكرانيا، مهما كان جدال روسيا وأنه يقوم على كذبة. وتعامل بوتين المتهور في مفاعل زابوريجيا النووي يشير إلى أنه سيستخدم كل الوسائل للانتصار، وكلما زاد يأسه كلما أصبح خطيرا مع مرور الأيام.