نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لمراسلها في القدس أنشيل بيفر، قال فيه إن مصير العائلات المقدسية المهددة بالطرد يعتبر أساسا للهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة. وقال إن واحدا من التهديدات لوقف إطلاق النار بعد حرب دموية استمرت 11 يوما يقع في شارع جانبي أغلقته الشرطة الإسرائيلية على الجميع إلا سكانه. فمصير 13 عائلة فلسطينية المهددة بالطرد من بيوتها، كان المبرر الذي دفع حركة حماس لإطلاق الصواريخ باتجاه القدس وتل أبيب وبلدات إسرائيلية أخرى مما أدى لمقتل 240 فلسطينيا و13 إسرائيليا. ولم تغير الحرب أو وقف إطلاق النار أي شيء على مصير العائلات الـ13.
ولا يزال التوتر في المنطقة عاليا بدرجة شديدة، حيث احتفل آلاف الناشطين الفلسطينيين بانتصار المقاومة وسخروا من الشرطة الإسرائيلية، مما أدى لاعتقال 33 فلسطينيا في نهاية الأسبوع. والطريق مغلق إلى الشيخ جراح في القدس الشرقية، وسبب المواجهة الذي وصل إلى المحكمة العليا في إسرائيل. ويبلغ عدد أفراد العائلات الـ13 عائلة، 300 شخصا ويعيشون في البيوت هذه منذ منتصف القرن الماضي. وتحول الشارع وبيوته إلى نقطة مواجهة ساخنة بين الفلسطينيين الذين يحاولون حماية العائلات، والمستوطنين الذين يحاولون طردها. ويزعم هؤلاء أن البيوت التي أقامتها الأمم المتحدة والأردن بعد عام 1948 هي ملكية عائلات يهودية أجبرت على الرحيل من المنطقة بعد قيام دولة إسرائيل.
ويقول الكاتب إن المستوطنين يحاولون استعادة الملكية اليهودية السابقة بما فيها البيوت في الشيخ جراح. وجرى تأخير الحكم في المسألة بعد طلب الحكومة الإسرائيلية من المحكمة العليا والمدعي العام حتى يخف التوتر. وقال عبد سكافي (72 عاما) صانع الأحذية، إن الإسرائيليين “ينتظرون حتى تهدأ الأوضاع ثم يقوموا بطردنا”. وانتقل هو ووالده إلى البيت عندما كان صغيرا، حيث يعيش فيه مع أولاده الستة وأحفاده السبعة، قائلا: “لا مكان لنا للذهاب إليه”.
وشارك توفيق جاعوني (36 عاما) بنفس الأمر، قائلا: “عائلاتنا دفعت الإيجار الذي حددته البلدية منذ أن جاءت إسرائيل 1967 كغيرنا من السكان العاديين، فلماذا يزعمون الآن أننا سكان غير شرعيين”. وقال جاعوني إن انتقال ثلاث عائلات مستوطنين إلى الشارع في العام الماضي “جعل البلدية تجمع النفايات بشكل دوري” مع أنها كانت تهمل الشارع سابقا.
واتهم الفلسطينيون إسرائيل بعملية “تطهير عرقي” في محاولاتها لتهويد مدينة القدس. فيما يتهم وزير الخارجية الجماعات “الإرهابية بتقديم خلاف عقاري بين طرفين خاصين على أنه قضية وطنية للتحريض على العنف في القدس”.
ومن المتوقع وصول وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكن إلى إسرائيل يوم الثلاثاء، في أول زيارة له إلى المنطقة. وسيلتقي الأطراف جميعها، مع أنه لن يعيد إحياء العملية السلمية، ولن يزور غزة لأن الولايات المتحدة تعتبر حركة حماس التي تسيطر على القطاع جماعة إرهابية.
وعادت المماحكات بين الأحزاب الإسرائيلية التي فشلت في تحقيق غالبية تؤهلها لتشكيل الحكومة إلى الكنيست بعد توقف القتال. وشجب نفتالي بينيت الذي كان سيشكل حكومة ائتلاف جديدة بدون رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو قائلا: “لم أر فترة من الضعف وعدم القدرة والإحراج”. واتهم نتنياهو بالقول: “لم أعرج، عملية صناعة قرار معوجة أملتها الاعتبارات الشخصية والسياسية، كل هذا من أجل خلق الجاذبية للزعيم”.
ولم يبق ليائير لابيد، من المعارضة سوى عشرة أيام لتشكيل الحكومة. وأعلن يوم الأحد أنه سيبدأ المفاوضات لتشكيل الحكومة بهدف استبدال نتنياهو. وهاجم المتحدث باسم نتنياهو قائلا إنه “وجّه ضربة قاصمة لحماس لن تفيق منها إلا بعد عقد”.
صحافة : التايمز: وقف إطلاق النار في غزة لم يحل مشكلة العائلات المقدسية المهددة بالطرد في الشيخ جراح!!
24.05.2021