أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41058
اشنطن بوست: احتفال ماكرون بـ”الطاغية نابليون بونابرت” إهانة لفرنسا وشعبها!!
08.05.2021

قالت الكاتبة الفرنسية بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية رقية ديالو إن قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاحتفال بذكرى مرور مائتي عام على وفاة “الطاغية” نابليون بونابرت إهانة لفرنسا وشعبها.<br />
وأكدت في مقال لها على أنه رغم طغيان بونابرت وقتله الملايين من سكان أفريقيا وجزر الكاريبي، لا يزال يحظى بالاحترام في فرنسا كشخصية بارزة، ويقول عنه ماكرون في خطابه قبل أن يضع إكليلا من الزهور على قبره إنه “جزء منا”.
وشددت على أنه في عالم ما بعد “حياة السود مهمة” ضد العنصرية و”مي تو” حيث يجب التركيز على تخليد ذكرى ضحايا الاستبداد وأولئك الذين وقفوا في وجهه، اختار ماكرون الاحتفال بواحد من أبغض منتهكي حقوق الإنسان، الأمر الذي يشكل إهانة لأي شخص يدعم هذه الحقوق اليوم.
ونوهت إلى أنه للمفارقة ففرنسا تحتفل هذا العام بمرور 20 عاما على قانون توبيرا (وزيرة العدل الفرنسية السابقة السوداء)، الذي أقر بأن تجارة الرقيق والرق تشكل جرائم ضد الإنسانية، ولفتت الانتباه إلى أن نابليون مرتبط بشدة بهذه الجرائم، “فقد أعاد العبودية في عام 1802 بعد إلغائها في عام 1794 وجعل فرنسا الدولة الأولى والوحيدة التي استعادتها”.<br />
وأشارت الكاتبة إلى أن ماكرون كان قد اعتبر ذلك القرار الفظيع “خطأ، خيانة لروح التنوير”، لتقول “لكن العبودية لم تكن فكرة نظرية قرر نابليون معارضتها. فقد كان خادما للاقتصادات الغربية، ولم يكن بطلا، بل قاتلا جماعيا قمع بوحشية من تحدى حكمه”.
لفتت ديالو كذلك الانتباه إلى أن نابليون قال في 1799 “أنا مع البيض لأنني أبيض، وليس لدي سبب آخر وهو سبب جيد”
ولفتت ديالو كذلك الانتباه إلى أن نابليون قال في 1799 “أنا مع البيض لأنني أبيض، وليس لدي سبب آخر وهو سبب جيد. كيف يمكننا منح الحرية للأفارقة، رجال ليس لديهم أي حضارة؟”، كما أنه لم يحظر الزواج بين السود والبيض فحسب، بل حظر أيضا دخول “أي أسود أو ملوّن” إلى البر الرئيسي لفرنسا.<br
وزادت الكاتبة أنه بالإضافة إلى الاستبعاد الواضح للسود، وضع نابليون قانونا أدى لانتهاك حقوق المرأة المتزوجة، بجعلها غير قادرة على الدراسة أو السفر أو التوقيع على عقد. فقد أعطى الأزواج الحق في التحكم في مراسلات زوجاتهم، والأسوأ من ذلك، الإساءة إليهن واغتصابهن دون عواقب قانونية.
كما نظم نابليون انقلابا على مُثل الثورة الفرنسية، ووضع حكمه أوروبا على النار وتحت السيف.
وفسرت الكاتبة قرار ماكرون الاحتفال بنابليون، أنه جاء مع بدء حملة إعادة انتخابه، وهو يريد إعطاء انطباع أنه “المرشح البونابارتي”، والتي بدأت خلال حملته الأولى في عام 2017.
لذلك، عندما يقول “حياة نابليون تمنحنا طعم الممكن” ربما كان يفكر أو يتمثل نابليون أيضا في نفسه بأنه “المرشح الشاب المجهول الذي لم يره أحد قادما”، وعندما قال ماكرون “نحن نحب نابليون”، فإنه يمحو عن قصد حقيقة أن نابليون كان قاتلا وعنصريا ومضطهدا كارها للنساء.