قالت صحيفة “واشنطن بوست” في افتتاحيتها إن السعودية جرت الناشطات المطالبات بحقوق الإنسان إلى المحاكم، فكيف سيرد بايدن؟
وجاء في الافتتاحية: “عندما تعرضت السعودية للضغط كي تفرج عن الناشطات الحقوقيات قبل استضافتها قمة العشرين، ألمحت لإمكانية الإفراج عنهن قريبا”.
وقال سفير المملكة في لندن إن “العفو” عن النساء يناقش “ضمن نظامنا السياسي ووزارتنا”. والآن وقد انتهت القمة يرسل النظام رسالة أخرى، ففي الأسبوع الماضي جرت أربع نساء إلى قاعة المحكمة بالرياض. ووجدت واحدة منهن قضيتها تحول إلى المحكمة الخاصة التي تتعامل مع حالات الإرهاب والأمن القومي”.
وقالت الصحيفة إن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والذي أشرف على اعتقال وتعذيب عدة ناشطات حقوقيات في 2018 يزيد على ما يبدو من اضطهادهن. ويفعل هذا بمعرفة أن هناك سبعة أسابيع باقية للرئيس دونالد ترامب في الحكم، وهو الذي برر له وتجاهل حقوق الإنسان، وأن من سيحل محله رجل أكد على وقف “الصكوك المفتوحة الخطيرة”.
وقال الرئيس المنتخب جوزيف بايدن إنه سيعيد النظر في العلاقات الأمريكية مع السعودية، وسيتأكد من أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن قيمها على الباب من أجل بيع السلاح أو النفط. وربما كان ولي العهد يراهن أن هذه حيلة.
وأشارت إلى لجين الهذلول التي تم تحويل قضيتها إلى المحكمة الجنائية الخاصة. وكانت الهذلول (31 عاما) قد اختطفت من الإمارات واعتقلت لاحقا في سجن سري تعرضت فيه للتعذيب والصدمات الكهربائية والضرب والانتهاك الجنسي، وذلك حسبما قالت عائلتها. وأشرف على الانتهاك مستشار محمد بن سلمان والمقرب منه سعود القحطاني والذي نظم لاحقا عملية قتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي.
ولم تقدم الهذلول ولا زميلاتها إلى المحكمة منذ أيار/ مايو 2019، أي بعد عام من اعتقالهن. وراجعت شبكة “سي أن أن” لائحة الاتهام والتي ضمت مقابلة صحافيين وسفراء والتقدم بطلب للعمل في الأمم المتحدة.
وعلقت محاكمتها بعد البدء فيها بشكل قصير. ولم يتم عقد أي جلسة لها أو لزميلاتها سمر بدوي ونوف عبد العزيز ونسيمة السادة إلا يوم الأربعاء. وبحسب عائلتها فقد كانت لجين التي دخلت إضرابا عن الطعام الشهر الماضي ترتجف بدون توقف وكان صوتها ضعيفا ومرتعشا. وتعلق الصحيفة أن محمد بن سلمان يمكنه إرسال رسالة إيجابية للإدارة المقبلة ويفرج عن الناشطات والمعتقلين السياسيين. لكن جلسات المحاكمة تقترح أنه يسير بالاتجاه المعاكس.
وهذا في وقت يفكر بانفتاح مختلف، فبحسب تقارير واسعة التقى قبل عشرة أيام سرا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي الوقت الذي فشلت فيه إدارة ترامب بترتيب علاقات تطبيع بين السعودية وإسرائيل، تشير تقارير إلى أن ولي العهد قد يستخدم التطبيع مع إسرائيل لتقوية علاقاته مع إدارة بايدن.
وبالتأكيد، سيرحب الرئيس الأمريكي المقبل بتطبيع سعودي مع إسرائيل، لكن يجب ألا يسمح لنفسه نسيان تعهده بمحاسبة النظام على انتهاكات حقوق الإنسان. وعلى الإدارة الجديدة أن تكون واضحة بأن علاقات طبيعية بين البلدين تعتمد على الإفراج عن الناشطات الحقوقيات وبقية السجناء.
صحافة : واشنطن بوست: على بايدن ربط العلاقات مع السعودية بالإفراج عن الناشطات الحقوقيات والمعتقلين السياسيين!!
01.12.2020