أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41060
صحافة :لوموند: عريقات يرحل بعد أن جسّد آمال ونكسات عملية السلام!!
12.11.2020

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن الرجل المقرب من ياسر عرفات ومحمود عباس والأمين العام لمنظمة التحرير الفلسطينية، يعد الرجل الذي قاد تقريبا جميع المفاوضات مع إسرائيل منذ عام 1991. وقد جسّد الدبلوماسي البالغ من العمر 65 عامًا آمال ونكسات عملية السلام.
وأضافت الصحيفة أن صائب عريقات لم يحصل على فرصة لديه لتذوق طعم فوز جو بايدن وعودة الديمقراطيين إلى السلطة في الولايات المتحدة، وهو الذي يعرفهم جيدًا ويعاملهم كأصدقاء. فكبير المفاوضين الفلسطينيين اختفى عن الأنظار في الوقت الذي أوشكت فيه الصورة على أن تصبح واضحة تماما، بعد أن قضت إدارة الرئيس ترامب على أحلامه.
فعلى الرغم من التأبين، وإعلان الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام وكذلك كلمات الرئيس محمود عباس الذي نعي رحيل أخ وصديق، فإن ذلك لا يغير شيئا من شعور محمود بالفشل بعد أن رحل عنه الدكتور صائب عريقات، كما يسميه مستشاروه، تقول لوموند، مشيرة إلى أن عريقات توفي قبل رؤية قيام دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، وذلك بعد أن أمضى أكثر من 27 عامًا من الاجتهادات في أروقة الفنادق والمستشفيات.
وتتابع لوموند القول إن صائب عريقات كان طيلة حياته في الصفوف الأولى كمفاوض حول عملية السلام، وهو الذي جلس مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاريه إلى أن انقطع الحوار، كما أن عريقات يعد شخصية إعلامية في السلطة الفلسطينية تفضل التفاوض على الانتفاضات الشعبية، ومستعدة دائمًا للرد المباشر، متميزا بطلاقته في اللغة الانكليزية بفضل دراسته في الولايات المتحدة وبريطانيا التي جعلت منه مفاوضا من الدرجة الأولى بعد حصوله على الدكتوراه في دراسات السلام.
عريقات المشبع بنظريات حل الصراع، تضيف لوموند، كان يدافع عن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل، على الرغم من أن الرأي العام الفلسطيني يدافع عن تحرير كل فلسطين، من البحر الأبيض المتوسط إلى الأردن. وهذا ما خلق لعريقات العديد من الأعداء. عريقات فهم جيدا أن المشروع دولة واحدة ليس قابلا للتطبيق، حسب تعبير محمد عريقات أستاذ القانون في جامعة القدس.
صائب عريقات عرف أيضا بالشخصية المخلصة للقائد الراحل ياسر عرفات، كما يقدّره الرئيس محمود عباس لأنه من القادة الفلسطينيين النادرين الذين نجوا من الاتهامات المتعلقة بالفساد. هذا الرجل يحترمه نظرائه الغربيون والإسرائيليون لالتزامه الراسخ بحل الدولتين، كان “زعيمًا بارزًا”، بحسب المحلل السياسي هاني المصري الذي يرى بأن عريقات كان منفتحًا جدًا ومستعدًا لتلقي الانتقادات على عكس قادة فلسطينيين آخرين. في السنوات الأخيرة، أصبح صائب عريقات أيضًا في نظر الفلسطينيين والعالم الناطق باسم السلطة الفلسطينية التي تفتقر إلى الأفكار والاستراتيجيات، وتستند إلى مبادئ القانون الدولي غير قادرة على صياغة أفق سياسي.
وخلال الأشهر الأخيرة أصيب صائب عريقات بخيبة أمل كبيرة بعد موجة البلدان العربية التي أعلنت تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، وهو ما استنكره واعتبره خيانة قاسية. وهكذا رأى المفاوض الفلسطيني أنه بلا حول ولا قوة، وأن محو القضية الفلسطينية يعد شرطا ضروريا لدمج إسرائيل في المنطقة. في نهاية شهر أغسطس/ آب، نشر على تويتر إدانة في شكل وصية لتبرير تنازلاته الفاشلة: “السلام ليس كلمة فارغة تستخدم لتطبيع الجريمة والقمع. يجب أن يكون السلام ثمرة العدل.