أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41057
صحافة : ليبراسيون: في جنين… أشباح الانتفاضة!!
15.10.2020

في ربورتاج لها عن مدينة جنين الفلسطينية شمالي الضفة الغربية، قالت صحيفة “ليبراسيون” إن هذه المدينة التي كانت قبل 20 عاما رمزا للانتفاضة الفلسطينية، أضحى الخناق الذي يفرضه الوجود الإسرائيلي أقل مما عليه الحال في المناطق الأخرى، لكن منذ بداية الأزمة الصحية ومخاطر ضم أراضي في الضفة الغربية لإسرائيل، تصاعد التوتر في المدينة.
فجنين- توضح الصحيفة- كانت تمثل بالنسبة إلى الإسرائيليين مصنعا حقيقيا للمتطوعين إلى التفجيرات “الفدائية”، وإنتاج أشرطة فيديو لنشر مطالبهم. أما بالنسبة لبقية العالم، فلا تستحضر عن جنين سوى ذكرى غامضة لمعركة دامت طويلا بين القناصة وضد الجرافات، وجثث وأنقاض هناك وهناك.
وتتابع “ليبراسيون” التوضيح أن هذه البلدة الزراعية الكبيرة في شمال الضفة الغربية، كانت رمزا لبرميل البارود في خضم الانتفاضة العدمية التي أودت حتى أوائل عام 2005 بحياة أكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني وألف إسرائيلي، معظمهم من المدنيين، ما أثار صدمة قوية لدى الجانبين.
وتصف الصحيفة الوضع حالياً قائلة إنه “عند وصولك إلى مثلث الشهداء يلفت نظرك الشارع الرئيسي للبلدة الفلسطينية، وهو عبارة عن سلسلة من المحلات اللامعة: مقاهٍ أوروبية، ومحلات ملابس تركية ومحلات لبيع الهواتف النقالة. فالوجه الجديد لمدينة جنين اليوم يتجسد في موقع مقر محافظة المدينة الواقع بجوار المقر الرئيسي للقوات الفلسطينية التي تقوم بدوريات في سيارات مدرعة، غير بعيد عن مطعم KFC (كنتاكي).
فالأمن والاستهلاك باتا، إذن، الوجه الجديد لجنين، التي يقطنها حوالي 50 ألف شخص، أي أكثر من الضعف قبل عشرين عاما.
وتشير الصحيفة إلى أن أمن جنين والقرى 82 المحيطة بها يتولاه محافظ المدينة اللواء أكرم الرجوب، والذي يتبنى خطابين عند حديثه عن الانتفاضة الثانية. وبحسب هذا الأخير، فإن جنين تظل، من جهة، قلعة الصمود والرجال الأبطال الذين وقفوا في وجه الجيش الإسرائيلي. ومن جهة أخرى، يستحضر الرجوب فترة “الفوضى” التي استغلها “رجال العصابات” والبارونات لتحويل الانتفاضة إلى مجرد تجارة مربحة.
ويعترف الرجوب، الذي قضى 13 عاما في السجون الإسرائيلية قبل اتفاقيات أوسلو، بمعارضته لـ”عسكرة” الانتفاضة، كناية حملة الهجمات الفلسطينية التي نُفذت في ذلك الوقت.
وأشارت ليبراسيون إلى أنه في عام 2007، وتحت رعاية جنرال أمريكي وبدعم مالي أوروبي، قامت مدينة جنين بحل المليشيات ونزعت منها السلاح، وأصدرت عفوا شاملا على قادتها بعد العفو، من بينهم 150 من أعضاء كتائب شهداء الأقصى، المرتبطين بحركتي فتح والجهاد الإسلامي.
كما أن تفكيك المستوطنات الأربع المجاورة للمدينة يعد عاملاً إضافياً حاسماً في استتباب الأمن في جنين. لكن إسرائيل ما تزال تستغل هذه الأراضي التي كان من المقرر أن تتحول إلى محمية طبيعية.
ولجنين وجه آخر يتمثل في مخيم جنين للاجئين، فئة منسية من الفلسطينيين تعيش في حالة من الإحباط والذهول. عالم مواز ومغلق يسكنه الأشباح، تشير الصحيفة.
يحذر محافظ المدينة من مغبة تلويح إسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية، وقطع السلطة الفلسطينية لعلاقاتها مع إسرائيل بما في ذلك التنسيق الأمني والمالي.
منذ ذلك الحين لم تُدفع سوى نصف الأجور وأصبح نطاق تدخل الشرطة محدودا. في الأثناء تقوم العشائر وأهالي القرى بالتسلح من جديد، واستؤنفت عمليات تصفية الحسابات.
لذا يرى محافظ جنين بأن الوضع أسوأ مما كان عليه قبل الانتفاضة الثانية. مع العلم أنه في حال انهار الاقتصاد، لا أحد بإمكانه أن يجزم ضد من ستوجه الثورة؟ إسرائيل أم السلطة الفلسطينية؟، تتساءل ليبراسيون.