أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41057
صحافة : بوليتكو: مرض ترامب يضع الجمهوريين أمام خيارات سيئة.. وتأكيد تهور الرئيس بمثابة نهاية الحزب!!
06.10.2020

بات الجو المخيم على الجمهوريين هو الرهبة وسط دوامة من الأزمات وقبل أقل من شهر على موعد الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي تقرير أعده ريان ليزا ودانيال ليبمان بمجلة “بوليتكو” قالا إن السيناتور ليندزي غراهام كان مثل بقية الجمهوريين في واشنطن يراقب ثلاث أزمات سياسية ساءت بسبب انتشار فيروس كورونا وسط الطبقة العليا في الحزب. فالأزمة الأولى كانت الرئيس نفسه، فحالة دونالد ترامب الصحية ظلت لغزا لغراهام ولغيره.
وقال السيناتور البارز إنه لم يتحدث مع الرئيس منذ يوم الجمعة بعد إعلانه عن نتيجة الفحص الإيجابي بكوفيد- 19. وقال: “كان بروح معنوية عالية” وإنه اتصل مع جارد كوشنر للحصول على معلومات جديدة. ثم هناك أزمة المحكمة العليا حيث أجبر الفيروس 6 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين منهم 3 كانت نتائج فحصهم إيجابية الذهاب إلى الحجر الصحي ولمدة أسبوعين على الأقل. ومن بينهم اثنان في اللجنة القضائية التي يترأسها غراهام وهما توم تيليس ومايك لي. والخطط من أجل المصادقة على تعيين القاضية آمي كوني باريت باتت غير مؤكدة. وقال زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل: “عدونا الأكبر” للمصادقة على باريت قبل الانتخابات وتأكيد الغالبية المحافظة في المحكمة العليا 6-3 هو “فيروس كورونا، والحفاظ على الجميع بصحة جيدة للقيام بالمهمة”.
واعترف ترامب بـ “العدو” وأنه قد يفشل الخطط وسأل غراهام يوم الجمعة عن باريت وأكد له “إنهم يتحركون”.
أما الأزمة الثالثة فهي خطط غراهام لإعادة انتخابه في ولاية ساوث كارولينا وقال في عام 2015 إن ترامب هو “أحمق كبير”، وحسن علاقاته مع ترامب خلال العامين الماضيين لأنه يريد الدفاع عن مركزه في الولاية. ونجحت خطته حيث استطاع تأمين ترشيح الحزب له لكنه يواجه منافسا ديمقراطيا ممولا بشكل جيد وموهوبا وهو جيمي هاريسون. وقابل غراهام منافسه يوم السبت ويحاول السيناتور الجمهوري معرفة ما حدث. وقال غراهام: “جيمي رجل ذكي” و”ثبت على موقفه وسنرى ما يحدث”. ولا تزال حظوظ غراهام عالية للفوز لكن حقيقة اقتراب الديمقراطيين من النصر في ساوث كارولينا تعني أن وضع الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ سيكون هشا.
وكان غراهام يتحدث في الوقت الذي خرج فيه ترامب لمقابلة أنصاره من مركز ولتر ميد الطبي. وعلق قائلا إن ترامب حصل على 5 رئاسات ذكر منها أربع: التحقيق في التدخل الروسي ومحاكمته وانتشار فيروس كورونا وإصابة ترامب بالفيروس وفي كل مرة تم إعادة تشكيل رئاسته لكن لا يعرف كيف ستكون الأزمة الأخيرة. فنقاد ترامب داخل الحزب الجمهوري يقولون إنه الفيروس الذي نخر في داخل الحزب وسيدمره. ولكن الشاكين به تحولوا إلى موالين له وهو ما ينسحب على كل الجمهوريين في واشنطن. ولو تم احتواء أسوأ ما في ترامب فيمكن للجمهوريين إبعاد الديمقراطيين عن البيت الأبيض وسيحققون الغالبية في المحكمة العليا وتأمين وضعهم في الكونغرس. وحتى بعد إصابته بالفيروس كان ثمن التعامل مع ترامب باهظا. ولكن ثمن تعيين باريت والحفاظ على مجلس الشيوخ وحتى البيت الأبيض لا يمكن التغلب عليه. فحقيقة إصابة الرئيس بالفيروس وزوجته ومدير حملته ورئيس اللجنة القومية للحزب الجمهوري وعدد من مستشاريه و3 من أعضاء مجلس الشيوخ معظمهم رحب بترشيح باريت، وضعت أهداف حملة 2020 في حالة من الفوضى وهي حبكة لا يمكن لأي كاتب القبول بها لكونها مبالغة.
وقال مسؤول سابق في البيت الأبيض: “فعل ترامب الكثير لإفشال ترشيح باريت أكثر من الديمقراطيين” و”هم يخربون على أنفسهم وهذا مؤكد”. لكل هذا يحاول الجمهوريون في واشنطن البحث عن طرق حول كيفية الاستفادة من مرض ترامب. وقال غراهام: “لا أعرف بالضبط كيف سيتكشف الأمر” و”آمل أن يتعافى الرئيس بشكل كامل وسريعا”. وأشار إلى أن عددا من قادة العالم تعافوا من الفيروس بدون مشاكل وأن وودرو ويلسون أصيب بالحمى الإسبانية ولكن بعد إعادة انتخابه. وهناك عدد من السيناريوهات التي يفكر فيها قادة الحزب تتراوح بين أن مرض الرئيس سيساعده وأن الحزب يقف على حافة الكارثة. ويقف غراهام المتفائل مع المعسكر الأول. وقال: “هذه فرصة له، بصراحة ولكي يتحدث عن الجانب الإنساني لهذا ويقول: هذا صعب وقاس ونمر بها” و”لو استطاع الخروج منها وظهر بمظهر المتواضع وركز على تسريع اللقاح وفتح البلد ولكن بطريقة آمنة، أعتقد أن هذا سيكون جيدا”.
وفي شريط فيديو بث نهاية الأسبوع حاول ترامب تقديم نفسه بناء على النصائح التي اقترحها غراهام: “سنهزم فيروس كورونا، أو مهما أطلقتم عليه وسنهزمه بطريقة حازمة”. وأشار إلى أن الأدوية التي يتلقاها وستخرج قريبا “مثل المعجزات”. وهناك من الجمهوريين من يعوم فكرة استفادة ترامب من المرض وزيادة التعاطف معه. وقال جمهوري مقرب من الرئيس: “لو خرج وعاد إلى البيت الأبيض وقد تعافى بشكل كامل خلال 10 أيام من الآن وعاد للمناظرة فسيكون هذا شيئا إيجابيا”. و”أعتقد أن هذا سيكون إنسانيا ويمكن أن يتعاطف مع 7 ملايين أصيبوا به”. كما أن فكرة أخرى لهزيمة الفيروس مرتبطة برجولته. وقال رودي كريستوفر، صديق الرئيس ومدير نيوماكس: “أعتقد أن أقوى صفة في الرئيس هو صلابته”، وحتى لو اختلف الناس معه “فهم يحبون قوته وأرى أنه يظهر الصلابة خلال كوفيد”. وهناك عدد من الجمهوريين يعتقدون بقدرة الرئيس على الخروج من المشاكل الصعبة مثلما فعل مع أشرطة فيديو هوليوود الفاضحة والمحاكمة. وقال مسؤول في البيت الأبيض: “شاهدنا هذا مرة بعد الأخرى” و”لا أعرف إن كانت هذه المرة مختلفة ولكننا سنرى”.
وعلى الجانب الآخر يقول جمهوريون إن الطريقة المتهورة التي تنقل فيها وعقد تجمعات انتخابية وشجع أنصاره على عدم ارتداء القناع كانت كارثية. وقال إستراتيجي جمهوري مخضرم: “أشعر اليوم وكأن الانتخابات قد انتهت” و”انخفضت الاستطلاعات الأسبوع الماضي وهناك شعور بأنه النهاية اقتربت ولا أعرف كيف سيعيدون المسار للأحسن. وهناك عدة سيناريوهات لمن يعتقدون أنه كان متهورا وبدأت عندما سيس فيروس كورونا وبدأت في نيسان/أبريل وأيار/مايو ووصلت الذروة الآن”. وتحدث مسؤول في الكونغرس أن التعامل مع الوضع خلال الأيام الماضية مثير للقلق ولا يعرف إن كان هذا سيؤثر على أهداف الحملة: إعادة انتخاب ترامب والمصادقة على باريت والسيطرة على مجلس الشيوخ. وتساءل: “هل يتعاطف الناس معه لأنه مريض ويكافح المرض؟” وسيقولون: “أنت الرئيس ولو اتخذت كل الاحتياطات لما مرضت” ولو ظهر “أنك متهور فسيكون هذا مجازا عن تهوره” وعندها “فسنواجه تسونامي، ولكن من المبكر الحديث”. وهناك سيناريو ثالث قد يدمر الحزب الجمهوري، وهو أن كذب البيت الأبيض حول تتابع الأحداث وأن الرئيس كان يعاني من كوفيد “فأعتقد أن هذا سيكون الأمر الأكبر الذي سيتردد بين الناس العاديين الذين سيرون كم كان متهورا ووضع حياة الناس في خطر” مما يعني “دوامة الموت”