كشف مقال نشرته صحيفة “جويش كرونيكل” عن دور مثير للخجل لسفيرة الإمارات العربية في الأمم المتحدة، لانا نسيبة، في عملية التطبيع بين بلادها وكيان الاحتلال الإسرائيلي، إلى حد استقبالها من قبل اللجنة اليهودية الأمريكية في نيويورك.
وقال كاتب المقال، كولن شيندلر، وهو مدرس للشؤون الإسرائيلية في معهد الدراسات الاسيوية والأفريقية في لندن، إن استقبال اللجنة لنسيبة كان احتفالاً بقرار إسرائيل والإمارات بالمضي قدماً نحو التطبيع.
وأشار الكاتب في معرض احتفاله بالاتفاقية سيئة الذكر إلى أن قرار الإمارات بالتطبيع يختلف عن قرارات دول الخطوط الأمامية- مصر والأردن- في التطبيع مع إسرائيل، ووصف الاتفاقية بأنها بلا شك “حدث تاريخي ذو أهمية رمزية”.
ويعود الشعور بالخجل من دور نسبية، لأنها تنتمي إلى عائلة فلسطينية تعود جذورها إلى القدس المحتلة منذ ألاف السنين، حيث سلم القائد المسلم العظيم صلاح الدين الأيوبي مفاتيح كنيسة القيامة إليهم لحراستها على مر عقود.
وقال شيندلر، الذي يبدو أنه يعرف الكثير عن عائلة لانا، إن السفيرة كانت “مفيدة” جداً في التوصل إلى الاتفاق، مشيراُ إلى أنها حصلت على درجة الماجستير في الدراسات الإسرائيلية، وأنها درست قبل سنوات عديدة في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن،
وكشف، ايضاً، أنها كتبت عدة مقالات عن الصهيونية و”التاريخ اليهودي” مشيراً إلى أن الكتابات عن الصهيونية كانت “رائعة”.
وكما أشار الباحث اليهودي، فقد تلقى جد لانا، أنور نسيبة، تعليمه في جامعة كامبريدج، وكان منخرطاً في القضية الفلسطينية، ومدافعاًعن المسار البرلماني، ولكنه كان ايضاً معارضاً للنازية و”طرد” اليهود من الدول العربية، على حد تعبير الكاتب.
وأوضح الكاتب في المقال الذي حاول تسليط الضوء على السفيرة نسبية أن جدها، أنور، شغل العديد من المناصب الإدارية في الضفة الغربية بعد عام 1948، أيام الحكم الأردني، كما تم تعيينه سفيراً في لندن في الستينيات، وعلى حد زعم الباحث، فقد دعم أنور نسيبة، الصراع العسكري للعاهل الأردني الراحل الملك حسين ضد منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات في سبتمبر 1970.
وجاء في المقال أن عرفات عين ابنه سري نسيبة، أستاذ الفلسفة، ممثلا للسلطة الفلسطينية في القدس المحتلة في عام 1968، كما أشار صاحب المقال أن سري كان معارضاً للعمليات الانتحارية خلال انتفاضة الأقصى ، وكان من أبرز رموز ما يدعى بمعسكر السلام الفلسطيني، وأنه عمل مع شخصيات إسرائيلية من كيان الاحتلال مثل موشيه أميراف وأمي ايالون في محاولة لإقامة مصالحة “وهمية” بين الجانبين.
وتحدث المقال، ايضاً، عن زكي نسيبة، والد لانا، وقال الكاتب زكي غادر إلى الخليج في عام 1968 حيث أصبح مستشاراً موثوقاً لحكام الإمارات، وهو مثقف ووزير حكومي محترم، وترجم الشعر العربي إلى اللغة الأنكليزية كما عزز قضية الثقافة العربية في الخليج على الصعيد الدولي.
وكشف كاتب المقال أنه شاهد المكتبة الشخصية لوالد لانا، وكان من الملاحظ أن مكتبته كانت تحتوي على العديد من الكتب عن “التاريخ اليهودي”.
صحافة : ياعيب الشوم : جويش كرونيكل: لماذا احتفل يهود نيويورك بسفيرة الإمارات في الأمم المتحدة لانا نسيبة؟
22.08.2020