أحدث الأخبار
الثلاثاء 07 كانون ثاني/يناير 2025
1 2 3 41072
صحافة : ظل تنظيم “الدولة” سيخيم على ولاية ترامب الثانية وأسئلة حول استراتيجيته في سوريا!!
05.01.2025

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعده إيشان ثارور قال فيه إن ظل تنظيم “الدولة” سيغطي على رئاسة دونالد ترامب الثانية. ففي ولايته الأولى أعلن ترامب عن انتصاره على التنظيم، لكن مجموعة من الهجمات المرتبطة أو المستلهمة منه والتي حدثت في عدد من المدن الكبرى حول العالم في العام الماضي تعني أن ظله سيخيم على ولايته الثانية. ففي عام 2018 أعلن ترامب أن التحالف الدولي ضد التنظيم أكمل مهمته وأخرج الجماعة المتشددة من المعاقل الرئيسية في العراق وسوريا. وشملت الحملة لإخراج التنظيم من “دولة الخلافة” حملات في مدن مثل الرقة في سوريا والموصل في العراق، وكانت حملات مكثفة وشملت على غارات جوية غربية وأمريكية مشتركة إلى التعاون مع الجماعات المحلية الوكيلة أو التابعة للأنظمة في كل من العراق وسوريا. وفي شريط فيديو قال ترامب “لقد انتصرنا على تنظيم الدولة”، مضيفا أن القوات الأمريكية التي نشرت في سوريا ستعود إلى الوطن. وفي ذلك الوقت كان المسؤولون الأمريكيون أقل تفاؤلا من رئيسهم، حيث أخبروا الصحافيين أن خسائر تنظيم “الدولة” على الأرض لا تعني نهاية الجماعة وأن هناك حاجة إلى مهمة دائمة للسيطرة على مقاتليها.
وبعد أكثر من ست سنوات، لا تزال قوة من الجنود الأمريكيين في سوريا لمواصلة هذه المهمة، وقد تظل هناك مع بدء ترامب ولايته الثانية في وقت لاحق من هذا الشهر. وتستمر العمليات منخفضة المستوى ضد التنظيم، ففي الأسبوع الماضي فقط، استهدفت ضربات صاروخية أمريكية وفرنسية منفصلة مواقع لتنظيم “الدولة” في سوريا. وأصبح الوجود الأمريكي في سوريا في مركز النقاش والإهتمام بعد التغير السياسي وانهيار نظام بشار الأسد الشهر الماضي. والحركة التي تقود النظام الجديد لها جذورها السابق مع تنظيم “الدولة” والقاعدة، مع أن الحكام الجدد لا علاقة لهم بهذين التنظيمين الآن.
وفي الوقت نفسه، يراقب وكلاء تركيا مناطق شمال – شرق سوريا التي تسيطر عليها الجماعات الكردية المرتبطة بالولايات المتحدة، والتي تقوم، من بين أمور أخرى، بدوريات في معسكرات السجون الرئيسية المفتوحة التي اعتقل فيها مقاتلو تنظيم “الدولة” غير المرغوب فيهم من بلادهم.
وبعيدا عن سوريا، لا يزال تنظيم “الدولة” يلقي بظلاله، فقد علق شمس الدين جبار، الرجل المشتبه في وقوفه وراء الهجوم القاتل في نيو أورليانز في الساعات الأولى من صباح الأربعاء علم تنظيم “الدولة” على الشاحنة التي صدم فيها حشدا من المحتفلين بالعام الجديد.
وأعرب مسؤولون في مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي أي) عن شكوكهم يوم الخميس في أن الهجوم تورط فيه شخص آخر غير سائق الشاحنة، ولكنهم كانوا واضحين بشأن المصدر الأيديولوجي.
وقال كريستوفر رايا نائب مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي للصحافيين في مؤتمر صحافي: “لقد كان مستوحى بنسبة 100٪ من تنظيم الدولة”. وأضاف: “نحن نبحث عن المزيد من وسائل التواصل الاجتماعي ونجري المزيد من المقابلات … للتأكد من ذلك”.
ومهما فقد التنظيم الكثير من قدراته على شن عمليات كبرى في سوريا والعراق أو خارجهما، فإن مكانته في الدوائر المتطرفة أثرت على موجة من المهاجمين “المنفردين” المتطرفين على جانبي الأطلنطي.
مهما فقد التنظيم الكثير من قدراته على شن عمليات كبرى في سوريا والعراق أو خارجهما، فإن مكانته في الدوائر المتطرفة أثرت على موجة من المهاجمين “المنفردين” المتطرفين على جانبي الأطلنطي
وقال كولن كلارك، الخبير في الجماعات الجهادية بمركز صوفان الأمريكي لشبكة إن بي سي نيوز، إن ” الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز يؤكد ببساطة ما كان يقوله الكثيرون في مجتمع مكافحة الإرهاب على مدى العام الماضي، وهو أن تنظيم لا يزال يشكل تهديدا عنيدا ومستمرا ولن يتلاشى ببساطة”.
ففي العام الماضي فقط، ضربت مجموعة من الهجمات المرتبطة بالتنظيم أو المستوحاة منه مدنا رئيسية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك التفجيرات المدمرة في مدينة كرمان الإيرانية وحملة القتل المروعة في نيسان/أبريل التي نفذها أربعة مسلحين في قاعة حفل موسيقي بموسكو. ويعتبر فرع تنظيم “الدولة”- خراسان والذي يعمل انطلاقا من باكستان وأفغانستان الأكثر نشاطا وهو مصدر الجهود الدعائية عبر الإنترنت للتنظيم.
ومع ذلك حقق التنظيم تقدما في أجزاء من أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء تحديدا.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر أخبر بريت همولغرين، مسؤول المركز الوطني لمكافحة الإرهاب في أمريكا مجلة “بوليتيكو” قائلا إن ” التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة في إفريقيا، من وجهة نظرنا، هو أحد أكبر التهديدات على المصالح الأمريكية في المدى البعيد. وقد أعطوا [التنظيم] الأولوية لإفريقيا باعتبارها فرصة للنمو”.
وقال مستشار الأمن القومي المنتهية ولايته جيك سوليفان لشبكة سي إن إن في نهاية الأسبوع الماضي عندما سئل عن تقييمه للوضع في سوريا: “إن أكبر مخاوفي هي عودة تنظيم الدولة”، وأضاف أن التنظيم يفعل”كل ما بوسعه لإعادة تنمية قدراته” في الفراغ الأمني الذي خلفه سقوط النظام الديكتاتوري للأسد.
ويعتبر خليفة سوليفان، حالة الموافقة على ترشيحه، مايكل والتز، النائب عن ولاية فلوريدا، من الصقور الجمهوريين، وقد ألمح بأن ترامب قد لا يفي بوعوده القديمة بسحب القوات الأمريكية من سوريا.
وفي مقابلة أجريت معه قبل فترة، قال والتز لشبكة فوكس نيوز: “لقد كان الرئيس واضحا جدا، وكان تفويضه من الناخبين هو بذل كل ما في وسعه لتجنب جرنا إلى المزيد من الحروب في الشرق الأوسط. ولكن في سوريا، لديه رؤية واضحة بشأن التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يزال موجودا هناك، ويتعين علينا أن نبقيه تحت السيطرة”.
ومع ذلك، يشكك بعض المحللين في قدرة ترامب على التمسك بموقفه. وتشير التقديرات إلى أن عدد مقاتلي التنظيم في سوريا هم أقل من 3,000 مقاتل وربما تتم السيطرة عليهم من قبل مجموعة من الجهات الفاعلة الأخرى، من النظام السوري الجديد إلى الأكراد السوريين إلى الجيش التركي وحلفائه.
وقال جيمس جيفري، مبعوث ترامب إلى سوريا في ولايته الأولى: “سيسأل ترامب: لماذا يجب أن أبقي القوات لمحاربة تنظيم الدولة، عندما يكون كل قتالنا في الأساس هو قصفهم في الصحراء؟” و”سيكون من الصعب جدا الإجابة على هذا السؤال”.
وفي الواقع، فإن أكبر نقاط الضعف كامنة في الحفاظ وحراسة السجون التي يعتقل فيها مقاتلو تنظيم “الدولة” وأفراد عائلاتهم في شمال- شرق سوريا. وهناك حوالي 10,000 مقاتل وأكثر من ثلاثة أضعاف هذا العدد من الزوجات والأطفال في مراكز الاحتجاز البائسة هذه، والتي حذر المسؤولون الأمريكيون من أنها أصبحت أرضا خصبة لجيل جديد من المتشددين المتطرفين.
وتدير المعسكرات قوات سوريا الديمقراطية، وهو فصيل كردي إلى حد كبير اشترك مع الولايات المتحدة في طرد التنظيم من معاقله الرئيسية قبل أقل من عقد من الزمان. وربما قاد تقلص أعداد قوات سوريا الديمقراطية بعد سقوط نظام الأسد والخسارة المحتملة للدعم الأمريكي المباشر والمعارك الوشيكة مع وكلاء تركيا، إلى هروب مقلق من السجن.