أحدث الأخبار
الخميس 21 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41057
صحافة : بينها اتهامهم بـ”جهاد الحب”.. مسلمو الهند متفائلون بعد “قص جناحي” مودي وخطابه الإسلاموفوبي في الانتخابات!!
08.06.2024

نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا تحت عنوان “الانتكاسة التي واجهها مودي تمثل بصيص أمل لمسلمي الهند” للكاتبة رنا أيوب التي أكدت أنه “قبل يوم واحد من إعلان نتائج الانتخابات في الهند أوى أغلب المسلمين إلى فراشهم والقلق يؤرقهم بشأن مستقبلهم، لأنهم لم يروا مثل هذه الحملة الانتخابية من قبل”، لكن مع ظهور إجمالي نتائج الأصوات أفسح اليأس خلال الحملة الانتخابية المجال للأمل.
وذكّرت الكاتبة بما حدث في أبريل/نيسان الماضي بعد أن أكملت الهند المرحلة الأولى من التصويت عندما ألقى رئيس الوزراء ناريندرا مودي خطابا في راجستان صدم حتى بعض أنصاره، وأشار فيه إلى المسلمين باعتبارهم مندسين ويتوالدون كثيرا، وسيسلبون موارد السكان الهندوس”.
** صدم مودي حتى بعض أنصاره، بخطابهم عن المسلمين باعتبارهم مندسين ويتوالدون كثيرا، وسيسلبون موارد السكان الهندوس
وأشارت الكاتبة إلى كلام متطرف مشابه تلفظ به وزراء في حكومة مودي وكبار القادة في حزبه عن شبح “جهاد الحب”، أي زواج المسلمين من الهندوس، و”جهاد الأرض”، أي استيلاء المسلمين على الأراضي في المناطق التي تحت سيطرة الهندوس بجميع أنحاء الهند.
ولفتت الكاتبة إلى تغير الأجواء صباح 4 يونيو/حزيران الجاري مع بدء ظهور نتائج الأصوات، حيث بدأ بعض نشطاء حقوق الإنسان المسلمين يشعرون بالطمأنينة بعد تفقدهم موقع لجنة الانتخابات على الإنترنت للحصول على أحدث الأرقام من ولاية أوتار براديش المعقل الشمالي لمودي وحزبه، والتي تحتوي على 80 مقعدا من أصل الـ543 مقعدا في مجلس النواب بالبرلمان.
وذكرت أنه في فايز آباد، وهي موطن معبد رام الهندوسي الجديد المثير للجدل (الذي بني على أنقاض مسجد تاريخي يعود للقرن الـ16 دمر قبل سنوات من قبل المتطرفين الهندوس)، وحيث يشكل الهندوس ما يقارب 80% من السكان، اختار الناخبون مرشحا من حزب ساماجوادي السياسي الاشتراكي العلماني.
ولفتت الكاتبة إلى أن هذه من بين أكبر الصدمات في انتخابات وطنية مفاجئة عموما، في إشارة إلى معارضة مودي. ونقلت عن جاويد محمد أحد نشطاء حقوق الإنسان “أن المسلمين في الهند ثقلهم إلى حد كبير وراء التحالف الهندي المعارض لمودي، لأنهم يعتقدون أن العلمانية في البلاد سوف تسود في نهاية المطاف على الأحزاب التي تعمل على أساس الدين”.
واعتبرت أن انخفاض الأغلبية لصالح مودي وزيادة أعداد التحالف الهندي يعنيان فرض ضوابط أقوى على سياسات رئيس وزراء المناهضة للمسلمين، خاصة أن أحزاب المعارضة وعدت بحماية الدستور الهندي.
ونقلت عن علي جاويد -وهو رئيس مؤسسة فكرية صغيرة تدعى “شبكة نوس”- بأن “هذه الانتخابات تمنح مودي فترة ولاية ثالثة، لكن جناحيه الآن قُصا، وأصبح تحت رحمة شركاء التحالف”، مضيفا أن هذه النتيجة تمنح المسلمين “متنفسا”.
وأكدت الكاتبة أن المسلمين صوتوا بأعداد كبيرة في هذه الانتخابات لحماية حقوقهم ودستور الهند على الرغم من حالات القمع التي تصدرت عناوين الأخبار، وضباط الشرطة الذين أجبروهم على مغادرة مراكز الاقتراع، وانتشار مقاطع الفيديو للناخبين وهم يتعرضون للضرب.
وزراء في حكومة مودي وقادة في حزبه تحدثوا عن شبح “جهاد الحب”، أي زواج المسلمين من الهندوس، و”جهاد الأرض”، أي استيلاء المسلمين على الأراضي
وأشار إلى صف ناشط آخر ما حدث في مدينة سامبال بولاية أوتار براديش بأنه عدالة خيالية، حيث هُزم حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم بأغلبية 120 ألف صوت، وهو ما جعل المسلمين يشعرون بقدر أكبر من الارتياح إلى حد ما بشأن مستقبلهم في الهند.
ولفتت إلى قول أحد النشطاء “أولئك الذين كانوا خائفين حتى الآن من التحدث علنا وتوحيد أصواتهم والنضال من أجل حقوقهم الدستورية قد يبدؤون الآن القيام بذلك”.
وأشارت الكاتبة إلى أن كشمير -وهي الولاية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في الهند- سجلت أعلى معدلات إقبال الناخبين في السنوات الـ20 الماضية، وكان هذا ما سماه الكشميريون “تصويتا لإسماع أصواتهم”.
وخلصت للقول إنه قد يكون من السابق لأوانه بالنسبة للمسلمين والأقليات الأخرى في الهند توقع مستقبل جديد بشكل جذري، لكنهم يعلمون أن مشاركتهم النشطة أحدثت فرقا، والآن يفسح يأسهم الطريق أمام الشعور بالتفاؤل والانتماء.