كشف كتاب “الغرفة التي شهدت الواقعة” مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون عن سلسلة من الاتهامات الصادمة في كتابه عن الفترة القصيرة التي قضاها مستشارا للأمن القومي للرئس دونالد ترامب.
وفي تقرير لنيكول غاوتي من شبكة “سي إن إن” قالت فيه إن ترامب طلب من الرئيس الصيني شي جينبنغ مساعدته في حملة إعادة انتخابه من خلال شراء المحاصيل الزراعية من الولايات المهمة وأن الرئيس اعتبر فنزويلا جزءا من أمريكا وأنه عبر عن استعداد للتدخل في النظام القضائي خدمة للرؤساء الأجانب في وقت سخر منه العاملون معه. وأصبح كتاب بولتون من أكثر الكتب مبيعا على مكتبة أمازون الإلكترونية حتى قبل نشره الرسمي في 23 حزيران/يونيو الحالي. وكان قد رفض الشهادة في محاكمة الرئيس أمام مجلس النواب واختار الإحتفاظ براويته لكي يسردها في كتابه الذي انتقد فيه منظور محاكمة الرئيس التي ركزت على القضية الأوكرانية، بدلا من توسيعها لكي تشمل قضايا أخرى تشير إلى إساءة ترامب للسلطة. وتقول “سي إن إن” أنها حصلت على نسخة من الكتاب الذي يحاول البيت الأبيض منعه. ولخصت الكاتبة أهم ما ورد فيه من أسرار وأهمها طلبه من الرئيس الصيني المساعدة في حملة إعادة انتخابه بشراء المحاصيل الزراعية التي ينتجها المزارعون في ولايات وسط الغرب الأمريكي المهمة في الحملات الرئاسية. ووعد ترامب برفع بعض الضرائب المفروضة على المنتجات الصينية مقابل هذا. وكتب بولتون “أكد ترامب على أهمية المزارعين وزيادة المشتريات الصينية من محاصيل الصويا والقمح في تقرير النتائج الانتخابية”.
ويقول بولتون إنه يصعب عليه التفكير في قرار واحد اتخذه ترامب خلال فترة عمله ولم “يكن مدفوعا بحسابات إعادة انتخابه”. وكشف بولتون أن ترامب لم تكن لديه مشكلة مع معسكرات الاعتقال لمسلمي الإيغور. ويصف بولتون أمثلة تردد فيها ترامب بعد حديثه مع شي خاصة معسكرات الاعتقال التي استخدمتها بيجين لاحتجاز و “إعادة تعليم” المسلمين الإيغور. ويكتب بولتون وبناء على المترجم الأمريكي في الغرفة أثناء محادثة بين ترامب وشي أثناء قمة العشرين في حزيران/يونيو 2019 قال ترامب لنظيره الصيني أمض قدما في بناء المعسكرات والتي اعتبرها “القرار الصائب”. وقال بولتون إن ترامب لم يكن يرغب بفرض عقوبات ضد الصين بسبب قمع الأقلية المسلمة بسبب المفاوضات التجارية بينهما. ويكتب “لم يكن الاضطهاد الديني في الصين على أجندة ترامب، سواء كان ضد الكنيسة الكاثوليكية أو فالون غونغ لم يكن مهما”. ويكشف الكتاب أن وزير الخارجية مايك بومبيو الموالي للرئيس تحدث بكلام غير مناسب عنه. وجاء في أثناء وصف بولتون لقاء بين ترامب وكيم جونغ- أون رئيس كوريا الشمالية والذي حمل فيه الديكتاتور الكوري العلاقات المضطربة بين البلدين على الإدارات السابقة. وأكد في اللقاء الذي تم بينه وترامب على قدرتهما تبديد الشكوك والعمل معا على اتفاقية نووية. وبعدها رد ترامب إنه سيطلب من الكونغرس الموافقة على أي اتفاق بينهما. ويكتب بولتون قائلا إنه وزير الخارجية بومبيو مرر له ورقة كتب عليها تعليقا “إنه رجل مليء بكل التفاهات” ” أو البراز. ويقول بولتون “وافقت” على ما قال. ويكشف كتاب بولتون أن الرئيس وعد الرئيس رجب أردوغان بالتدخل في تحقيقات وزارة العدل المتعلقة ببنك خلق المتهم بالتحايل على العقوبات الأمريكية ضد إيران. وعندما قدم أردوغان مذكرة أعدتها الشركة القانونية التي تمثل البنك في لقاء على هامش قمة العشرين في بيونس أيرس عام 2018 تصفحها ترامب سريعا وقال إنه يؤمن ببراءة البنك ووعد بحل المشكلة. ويعلق بولتون “هذا كلام عديم القيمة” لأن وزارة العدل مستمرة في التحقيق ضد البنك أيا كان الرئيس. وقبل أن يتولى منصب مستشار الأمن القومي قال بولتون إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تساءل عن دور جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس ترامب. و “كان نتنياهو متشككا حول تكليف مهمة إنهاء النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني إلى كوشنر الذي يعرف نتنياهو عائلته شخصيا وكان سياسيا بدرجة عدم التعبير عن معارضته للفكرة ولكن مثل بقية العالم ولكنه تساءل عن فرص نجاح كوشنر في مهمة فشل فيها أمثال كيسنجر”. ووصف بولتون جلسات الحكومة الأسبوعية التي كان يترأسها ترامب في غرفة روزفلت والمكتب البيضاوي بأنها تشبه مشاكسات طلاب في قاعة الطعام بالجامعة أكثر من كونها لقاءات مدروسة وبدون دور للوكالات المسؤولة عن النظر في الخيارات و “بعد كل هذه اللقاءات تساءلت فيما إن كنت أؤمن باليوغا، ربما احتجت لشيء منها”. وتكررت فكرة طريقة إدارة الرئيس المتقلب أكثر من مرة في ثنايا كتابه حيث تصف ترامب برجل لا يريد أو لا يهتم بمعرفة كيفية عمل الحكومة الفدرالية. بل كان يهتم أكثر حول رد الإعلام على قرارته. ويزعم بولتون أن ترامب لم يكن راغبا بفرض عقوبات ضد روسيا. واشتكى في أحاديثه الخاصة من الإجراءات العقابية وغيرها ضد موسكو و “بتذمر مستمر وشكوى” حتى عندما كان يشير إلى الموضوع في تصريحاته العلنية. وبعد إعلان العقوبات الأولى بعد اتهام روسيا بتسميم العميل المزدوج سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا فكر ترامب في إلغائها لأنه اعتبرها قاسية على فلاديمير بوتين. و “طلب ترامب من بومبيو الاتصال بلافروف والقول أن مؤسسة بيروقراطية هي التي نشرت العقوبات، وهي مكالمة ربما حصلت أم لم تحصل”. ويزعم بولتون إن ترامب أوقف بيانا ينتقد روسيا في الذكرى العاشرة لغزو جورجيا. ويقول مستشار الأمن القومي إن هذه الأمثلة تعبر عن صعوبة تمييز ترامب “ما بين الشخصي والرسمي”. وقبل قمة هلسنكي بينه وبوتين سأل ترامب مستشاريه إن كانت فنلندا جزء من روسيا أو أنها “دويلة تابعة لروسيا”. وفي طريقه للقمة توقف لمقابلة رئيسة الوزراء البريطانية تريزا مي حيث أشار أحد مستشاري الأمن القومي لها في معرض حديثه عن حادثة تسميم سكريبال أنه مثل الهجوم على دولة نووية، فرد ترامب مندهشا “أنتم دولة نووية” والذي كنت أعرف أنه ليس صحيحا وكان الغرض منه المزاح”. ويقول بولتون إن ترامب في أكثر من مناسبة خلط بين الرئيس الأفغاني أشرف غاني والسابق حامد كرزاي. وأخبر ترامب مستشاريه ألا داعي للخيارات العسكرية ضد فنزويلا والإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو لأنها “في الحقيقة جزء من الولايات المتحدة”. وفي لقاء مع قادة البنتاغون في آذار/مارس 2019 تساءل ترامب مرارا عن سبب وجود القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان وليس في فنزويلا. وأثار تصميم ترامب على عمل عسكري ضد مادورو دهشة المشرعين. وعندما تم الكشف عن لقاء سري حول أفغانستان في منتجع بيدمنستر، اشتكى ترامب من أن “سي إن إن” هي التي نشرت الخبر. وطلب من مستشارة البيت الأبيض القانوني بات سيبولون الاتصال بوزير العدل ويليام بار والطلب منه سجن المراسلين وإجبارهم على الكشف عن مصادرهم.
اعلام : سي إن إن: في كتاب بولتون فنزويلا جزء من أمريكا وفنلندا دويلة روسية واستغراب نتنياهو من تكليف كوشنر بملف التسوية !!
19.06.2020