أحدث الأخبار
الاثنين 25 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1974 975 976 977 978 979 9801059
صحافة : فايننشال تايمز: باريس صُدمت لهزيمة حفتر فصبت غضبها على تركيا !!
06.07.2020

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرا لمراسليها في بروكسل ولندن وأنقرة حول الخلاف الفرنسي- التركي يشير إلى أن الخلاف الأوروبي حول ليبيا أثار أسئلة حول إستراتيجية فرنسا في المنطقة وما تريد تحقيقه فيها.
وجاء فيه أن فرنسا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي تعتبر داعمة للجنرال المتمرد خليفة حفتر الذي شن قبل أكثر من عام هجوما على العاصمة طرابلس للإطاحة بالحكومة هناك. وتصاعد الخلاف مع أنقرة بزيادة الجيش التركي تدخله إلى جانب حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها الأمم المتحدة، وأدى إلى تحول في دينامية المعركة حيث عانت قوات الجنرال حفتر سلسلة من الهزائم في الأسابيع القليلة الماضية. وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن باريس قد تبنت الآن موقفا محايدا وباتت تدعم بشكل كامل عملية السلام التي تشرف عليها الأمم المتحدة ووافقت عليها القوى الدولية في كانون الثاني/يناير. ولكن البعض يرى أن التحول والنقد الفرنسي لأنقرة نابع من نجاحات حكومة طرابلس منذ نيسان/إبريل وإفشالها هجوم حفتر بأسلحة ومقاتلين مرتزقة وفرتهم تركيا لها.
وقال دبلوماسي مخضرم يعرف بالموقف الفرنسي: “اكتشفت فرنسا أن حفتر تحول إلى تهمة ولم يعد رصيدا أبدا”، وأضاف: “أعتقد أنهم محرجون لأنه ارتكب خطأ مرة أخرى. ووجدوا أنفسهم أمام الخطأ هذا فكان عليهم تبريره من خلال لوم تركيا”.
دبلوماسي مخضرم: اكتشفت فرنسا أن حفتر تحول إلى تهمة ولم يعد رصيدا أبدا
وتعلق الصحيفة أن الخلاف يعلم التوتر بين القوى الأوروبية المتورطة في ليبيا منذ انزلاقها للحرب الأهلية بعد حملة الناتو الجوية التي قادت للإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011.
ويقول طارق المجريسي، الزميل في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن قرار فرنسا الاصطفاف إلى جانب داعمي الجنرال حفتر، خاصة الإمارات العربية المتحدة، عكس اهتمامها بحماية مصالحها التجارية وحصتها في صناعة النفط ومكافحة الإرهاب الإسلامي في منطقة الساحل: “فرنسا لديها مصالح مختلفة عن ألمانيا وإيطاليا في ليبيا وتحركتا لحماية هذه المصالح”. وأضاف: “لديها مصالح أمنية في منطقة الساحل وشراكة أمنية واسعة بنتها مع الإمارات العربية المتحدة التي تعد مصر جزءا كبيرا فيها”.
وفي الأسبوع الماضي علقت فرنسا مشاركتها في مهمة الناتو قرابة السواحل الليبية وسط وما وصفته بسلوك معاد من البوارج الحربية التركية. وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي أمام البرلمان الأوروبي إن تركيا “لم تعد حليفا في الناتو يوثق به”. ونفت تركيا الاتهامات التي كانت ضمن تقرير سري أعدته السلطات العسكرية التابعة للناتو والذي ستناقشه الدول الأعضاء بالناتو قريبا.
وانتقدت فرنسا تركيا للقيام بعمليات تنقيب عن الطاقة الهيدروكروبونية في المياه القريبة من قبرص وتوغلها العسكري في شمال سوريا العام الماضي. وأعرب ماكرون عن غضبه ووصف الناتو بأنه يعاني من “موت دماغي” بسبب عدم وجود رد منسق على تحركات تركيا في سوريا. وفرنسا ليست العضو الوحيد في الناتو غير الراضي عن نشاطات تركيا التي استهدفت بعقوبات رمزية بسبب تنقيبها عن النفط والغاز في منطقة شرق المتوسط.
هجمات ماكرون اللاذعة ضد تركيا في ليبيا أثارت تساؤل الدبلوماسيين الأوروبيين الذين لا ينظرون للأمر بهذه الطريقة
وأدى قرار تركيا شراء نظام أس-400 من روسيا إلى طردها العام الماضي من برنامج تطوير طائرة أف-35. إلا أن هجمات ماكرون اللاذعة ضد تركيا في ليبيا والتي وصفها بالإجرامية، أثارت تساؤل الدبلوماسيين الأوروبيين الذين لا ينظرون للأمر بهذه الطريقة. فقرار أنقرة إرسال الأسلحة بما فيها الطائرات المسيرة إلى هذا البلد في شمال أفريقيا، مع المستشارين العسكريين وآلاف من المرتزقة السوريين، أسهم في تحقيق فرق في رد هجوم حفتر على العاصمة في الأشهر الأخيرة.
وبدا حفتر في صعود حيث حظي بدعم مصري وإماراتي وروسي، بالإضافة لمرتزقة روس وسودانيين وسوريين. وقال دبلوماسي أوروبي: “دعونا نكون صادقين، فقد أوقفت تركيا سقوط طرابلس” و”بدون تدخلهم العسكري لحصلت كارثة إنسانية”. ويقول المحللون في مجال السياسة الخارجية إن فرنسا بالغت في دعمها لحفتر وتقديمه كرجل قوي والذي قد يقوم بالسيطرة ضمن تقاليد سياستها الخارجية فيما بعد الاستعمار، ثم شعرت بالصدمة بعد تدخل تركيا لدعم حكومة طرابلس. وعندما قام حفتر بهجومه على العاصمة بداية العام الماضي أعربت فرنسا عن دعمه علنا. وكان الدعم الخارجي سببا في جرأته على القيام بهجومه على طرابلس.
وبعد أشهر عثر على صواريخ جافلين الأمريكية التي اشترتها فرنسا في المعسكرات التي هربت منها قوات حفتر. وقالت دوروثي شميد، الخبيرة بشؤون الشرق الأوسط في “إيفري” معهد العلاقات الخارجية الفرنسية: “كان هناك نوع من الفزع الإستراتيجي” بين المسؤولين الفرنسيين عندما انحرفت سياستهم في دعم حفتر، كرجل يمكنه الحد من المتشددين الإسلاميين في شمال أفريقيا.
ورغم الدعم القوي الذي يحظى به حفتر من مصر والإمارات إلا أن فرنسا كافحت للحصول على دعم لموقفها الصدامي مع حلفائها في الناتو. وترى دول أوروبية أخرى أن حفتر يعتبر عقبة للسلام وعدوانيا. وقالت شميد: “تعتبر فرنسا معزولة في هذا الشأن” و”كل واحد ينتظر الانتخابات الأمريكية”. وبدلا من ذلك وطد ماكرون علاقته مع ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات الشيخ محمد بن زايد. وتعتبر هذه الدولة الخليجية من أشد المتحمسين لحفتر وناقش الشيخ بن زايد وماكرون الموضوع الليبي الشهر الماضي حيث كررا دعوتهما لوقف إطلاق النار.
ولكن الدبلوماسيين يخشون من قيام كل أطراف النزاع في ليبيا بتعبئة قواهم. فعلاقة الإمارات مسمومة مع تركيا التي تتهمها بدعم الجماعات الإسلامية. وقال أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، إن الإمارات لا تتحرك وحيدة في الموضوع الليبي.