أحدث الأخبار
الأربعاء 27 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1884 885 886 887 888 889 8901060
صحافة :أوبزيرفر: مرض ترامب محزن لكنه مسؤول عن انتشار فيروس كورونا وتجب محاسبته في الانتخابات!!
04.10.2020

قالت صحيفة “أوبزيرفر” البريطانية إن إصابة الرئيس دونالد ترامب بفيروس كورونا قدمت تحولا مثيرا إلى عام انتخابي اتسم بالتقلب. فمرض الرئيس هو ضربة شخصية له.
وتمنت له الصحيفة ولزوجته الشفاء. لكنها قالت إن حقيقة استسلام الرئيس لمرض ظل طوال الأشهر الماضية يقلل من أهميته ويرفضه، يعتبر نكسة سياسية خطيرة له. ويثير هذا الوضع أسئلة كثيرة حول أحكامه وصحته، في الوقت الذي لم يتبق إلا أقل من شهر على الانتخابات الرئاسية في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر.
وربما قال المراقبون المحايدون إن من سوء حظ ترامب وهو بشر أن يصاب بالفيروس الذي قتل أكثر من مليون شخص حول العالم، منهم 208000 أمريكي ويجب أن لا يؤثر هذا الوضع على حظوظه في الانتخابات. ولكن هذا السخاء في الرأي يتجاهل الحقائق الموضوعية القاسية لفترة ترامب. فمنذ ظهوره على المشهد كمرشح، صار من المستحيل فصل الشخصي عن السياسي؛ لأن ترامب يتعامل مع كل شيء بأنه عنه وفقط.
واستخدم ترامب ملايين الدولارات التي ورثها عن أبيه لتعزيز صورته السياسية، وكل شيء عمله في التجارة حمل اسمه، وطالب بربط كل شيء إيجابي حصل في واشنطن به وباسمه. وعندما وجهت انتقادات لأعماله التي مارسها كرئيس، كان يتعامل معها بطريقة شخصية. وتظهر في خطاباته وتغريداته فكرة واحدة تتمحور حول نفسه وتظلّمه المستمر بأنه لم يعامل بالطريقة التي يستحقها.
وقالت الصحيفة إن طريقة تعامل ترامب المتهورة مع فيروس كورونا ستكلفه الكثير سياسيا. مضيفة أن التعاطف معه سيزداد، خاصة إذا تدهورت حالته الصحية، ولكن ذلك سيكلفه سياسيا، فقد بات من الواضح الطريقة المتهورة التي تعامل فيها مع كوفيد-19.
وأكدت “أوبزيرفر” أن يجب على ترامب مواجهة تداعيات أفعاله بطريقة لم يرها خلال حياته المتميزة. وبسبب مرضه، أصبح المرض الذي تمنى أن يختفي يتصدر الأجندة الانتخابية، وأصبح سجله في التعامل مع المرض الذي وصل إلى أمريكا في الشتاء الماضي محلا للتدقيق والمراجعة ويعاد النظر فيه مرارا. وكان ترامب وليس منافسه الحذر جوزيف بايدن الذي أعلن في كانون الثاني/ يناير أن الفيروس “تحت السيطرة”.
وكان ترامب هو من شبه كورونا بالإنفلونزا العادية، وتوقع اختفاءه يوما ما مثل المعجزة. وزعم ترامب في الفترة الأخيرة أنه قلل من أهمية الفيروس حتى لا يحدث فزعا بين الأمريكيين. ولكن ما كان يثير فزعه هو أن يؤثر الفيروس على حملته الانتخابية.
وتقول الصحيفة إن ترامب فشل في تطوير استراتيجية وطنية لمكافحة كورونا، ورمى المسؤولية على الولايات التي لا ميزانيات كبيرة لديها، وحطّ من قدر النصيحة الطبية، وتبنى حلولا طبية مزيفة مثل حقن المرضى بمواد الغسيل المطهرة، وسخر من فكرة التباعد الاجتماعي وارتداء القناع. ومهما كان مرضه، فيجب عدم التستر على هذه الملحمة من العجز التام.
وحتى يوم الثلاثاء، استمر الرئيس بالسخرية من منافسه الديمقراطي الذي ارتدى القناع في المناظرة، مع أن ترامب في تلك اللحظة ربما كان مصابا بالعدوى. وكأن ارتداء القناع يؤثر على الرجولة.
وقال معد الاستطلاعات الديمقراطي جوف غارين: “سيصبح ترامب الآن المتهم الأول بسبب الفشل القيادي ومواجهة فيروس كورونا“. وقال روب ستاسزمان، المستشار للجمهوريين: “من الصعب رؤية ألا ينهي هذا آماله الانتخابية”.
وقد يكون هذا ما يأمل به المعارضون، لكن مرض ترامب ليس الشيء الوحيد الذي يحرك الانتخابات، فهناك الاقتصاد، والعدالة العرقية، والمحكمة العليا بعد وفاة القاضية روث بيدر غونسبيرغ. وفي الوقت الذي كان ترامب هو المصدر الأول للمعلومات المضللة عن الفيروس، إلا أن استطلاعا أجراه موقع أكسيوس/ إبسوس وجد أن ثلثي الأمريكيين لا يثقون بالسلطات الفدرالية.
ويمكن لترامب تجاوز الفيروس في المستشفى، والتغلب على العوامل السلبية مثل العمر (74 عاما) والسمنة، وأن يخرج من الحجر الصحي بعد 10 أيام. وربما حوّل ما حصل له شخصيا إلى السياسة.
فقد استطاع بوريس جونسون استخدام هذه الحيلة في بريطانيا بعد إصابته بالفيروس، ولكن لفترة قصيرة. وقد يصور ترامب أن إجازته القصيرة من السياسة هي دليل على أن هناك مبالغة في تقدير خطورة المرض.
ولو تدهورت صحة ترامب أو طالت مدة تعافيه من المرض، فستدخل أمريكا والعالم مرحلة غامضة. وأدت إصابته بالفيروس إلى توقف حملته الانتخابية، وقد تؤجل المناظرة الانتحابية الثانية في 15 تشرين الأول/ أكتوبر.
ومن ناحية نظرية، قد لا يستطيع ترامب الاستمرار كمرشح للجمهوريين، ويحل بدلا منه نائبه مايك بنس في المكتب البيضاوي.
وترى الصحيفة أن تعافي ترامب ضروري، ليس من أجل الحفاظ على نزاهة العملية الانتخابية، بل من أجل محاسبته في صناديق الاقتراع وهزيمته بشكل ساحق؛ لأن المهم هو تعافي أمريكا وليس هو. وسيجد الأمريكيون طرقا سلمية صحية ودستورية عبر هذه السنوات السوداء للديمقراطية، ولن يتحقق هذا بدون العمل معا، أي واحد لكن كثيرا كما يشير شعار أمريكا.