أحدث الأخبار
الجمعة 29 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1845 846 847 848 849 850 8511061
صحافة : نيوز ويك: ازدياد قوة حركة "كيو أنون" رغم خسارة مخلصهم ترامب!!
15.11.2020

لسنوات عديدة، كان مؤيدو نظرية مؤامرة "كيو آنون" ينتظرون اللحظة التي يؤكد فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معتقداتهم، ويبدأ في اعتقال الأعضاء البارزين لما يسمونهم "العصابة الشيطانية" ضدهم.
و"كيو آنون"، هي خطّة سرية مزعومة لما يُسمّى "الدولة العميقة في الولايات المتحدة" ضدّ الرئيس دونالد ترامب وأنصاره.
وسيشهد يوم "العاصفة" الذي أشارت إليه الحركة، قيام ترامب بدور المنقذ ضد "الدولة العميقة" والمعتدين على الأطفال، واعتقال شخصيات بارزة من الديمقراطيين وهوليود، بعد أن قام بشن حرب سرية خلال فترة توليه المنصب.
وتقول مجلة "نيوز ويك" الأمريكية في تقريرها : "الآن بعد هزيمته الانتخابية أمام جو بايدن، أمام ترامب شهرين فقط لتنفيذ يوم "العاصفة" والبدء في القضاء على "عبدة الشيطان"، وفق زعمهم.
وعلى الرغم من أن زعيم "كيو آنون" الافتراضي والبطل المتوقع لم يعد يقود البلاد، إلا أن الحركة نمت كثيراً منذ بدايتها في أواخر عام 2017، لدرجة أن الخبراء يعتقدون أنها تطورت لتكون سمة بارزة للأيديولوجية الجمهورية وإرادتها، وستستخدم ضد إدارة بايدن.
ويقول فيجاس تينولد، الباحث الاستقصائي في مركز التطرف التابع لرابطة مكافحة التشهير، إن النظرية ستكون قادرة على تجاوز ترامب بكل سهولة، مع استعداد أنصار "كيو آنون" لتغيير سرد الأحداث حسب الحاجة: إذا فاز ترامب فإن معركته السرية ضد "الدولة العميقة" ستستمر لمدة أربع سنوات أخرى، أما إذا فاز بايدن فإنه "كان أيضا جزءا من الخطة بطريقة ما ولسبب ما".
وأضاف تينولد: "هناك الكثير من التنافر المعرفي، رمز كيو يتعلق في الغالب بترامب، وحتى لو تنصل منهم، فسيجدون شيئا يعلقهم به".
وترتبط الادعاءات الرئيسية المحيطة بالنظرية بشخصية غامضة تعرف باسم " Q" فقط. اعتبرت المنشورات على أنها شرعية حين ادعى "كيو" أن لديه تصريحا أمنيا رفيع المستوى داخل الحكومة الأمريكية، والتي يقول المؤيدون إنها تؤكد صحة هذه المزاعم.
وذكر تينولد أنه حتى من دون ترامب، فإن أعضاء "كيو آنون" أصبحوا متكيفين للغاية، بحيث لا يزال من الممكن أن يبقى وجودهم دون قائدهم الأعلى.
وقال: "كانت المزاعم الأولى التي أدلى بها كيو في أكتوبر 2017 أنه سيتم اعتقال هيلاري كلينتون غدا"، ومنذ ذلك الحين حدثت سلسلة من التنبؤات التي لم تحدث على أرض الواقع أبدا، كما أنها لم تعرقل نمو الحركة".
ومع وجود مثل هذا التجمع الفضفاض من المؤيدين، فإنه من الصعب معرفة الفكرة الرئيسية المتفق عليها حول ما تعنيه نتيجة الانتخابات لحركتهم.
ولا يزال العديد من مؤيدي "كيو آنون" يدعون أن ترامب فاز بالفعل في الانتخابات، وهذا أمر ليس بغريب؛ نظرا لأن الرئيس نفسه يروج لهذا الرأي أيضا.
البعض الآخر أعربوا عن استيائهم كون أن الأمر بمجمله خدعة، وقد أعرب العديد منهم عن إحباطهم لعدم قيام "كيو" بنشر أي تفاصيل جديدة منذ يوم الانتخابات أو تقديم أي معلومات، على الرغم من وصفه للثالث من نوفمبر بأنه سيكون حدثا تاريخيا لمستقبل حركتهم.
وعبروا عن استيائهم من استمرار كيو في الصمت، حتى بعد إعلان بادين الفوز في الـ8 من نوفمبر.
وليست هذه هي المرة الأولى التي يصمت فيها كيو، لأيام أو حتى أسابيع منذ عام 2017 دون منشور جديد.
وقالت أديل ستان وهي محررة في "رايت وينق ووتش": " لا أعتقد أن كيو آنون ستنتهي بمغادرة ترامب.. يؤمن نصف الجمهوريين بالادعاءات الجوهرية لنظرية مؤامرة كيو آنون، وهي عصابة تهريب الأطفال لأغراض الاستغلال الجنسي".
وتابعت: "نصف الجمهوريين يؤمنون بأن الحكومة القادمة هي حكومة غير شرعية يقودها مشتهي الأطفال".
ووصف تينولد شعار كيو آنون "أنقذوا الأطفال" بأنه "ضربة عبقرية" لمؤلفي نظريات المؤامرة، لأنها "وسعت تحالفاتهم، وسمحت لهم بالنزول إلى الشوارع، وشتت التركيز على الجانب المخيف من هويتهم".
وتابع: "لقد ركزت على شيء يجمعنا كلنا، وهو الوقوف ضد الاعتداء الجنسي على الأطفال، هذا هو الخط الذي اتخذه ترامب عندما سئل عن كيو آنون، أن هؤلاء الناس ضد المتحرشين بالأطفال، ومن منا ليس كذلك؟".
ووصفت ستان بأن صعود "كيو آنون" وتداعيات ترامب ساعدت على تشكيل كيف سيبدو الحزب الجمهوري في السنوات المقبلة.
وقالت: "ما يفعلونه هو بناء قوة حقيقة في الحزب الجمهوري، إنه نموذج تم صقله ببراعة من قبل اليمين الديني منذ أواخر السبعينيات وحتى الثمانينيات".
وأضافت ستان أن تحول نظرية مؤامرة كيو آنون إلى السياسة السائدة قد تكون له عواقب عنيفة، "إنهم يطالبون بإعدام جميع القادة الديمقراطيين والقادة البارزين في هوليوود؛ بحجة أنهم من مشتهي الأطفال ويتاجرون بهم، والمعلومات المضللة التي أطلقها ترامب، بالإضافة إلى ولاء هذه الجماعات العنيفة للغاية، تتركنا في مكان فوضوي للغاية".
وفي ظل رئاسية بايدن، تتساءل ستان عما إذا كانت هناك حركة ضد العنف "تكون كبيرة بما يكفي لإيقافهم، الأمر سيتطلب وقوف الشعب الأمريكي كاملا".