نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تحقيقا حول استشهاد الشابة الأميركية التركية عائشة نور إزغي إيغي في بلدة بيتا جنوبي نابلس يوم الجمعة الماضي، يشير إلى أنها قتلت بنيران جيش الاحتلال بعد حوالي نصف ساعة على انتهاء المظاهرة المناهضة للاستيطان.
كشف تحقيق نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، اليوم الخميس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي أطلق النار الذي أدى إلى استشهاد الناشطة الأمريكية - التركية، خلال تظاهرة ضد الاستيطان قرب قرية بيتا شمالي الضفة الغربية، نهاية الأسبوع الماضي، "بعد حوالي نصف ساعة من انسحاب المتظاهرين نحو القرية"، وذلك خلافا لادعاء جيش الاحتلال الذي ذكر في التحقيق الأولي أن الضحية أصيبت برصاص موجه نحو "محرض رئيسي" خلال "تجمع عنيف".
ويعتمد تحقيق الصحيفة الأميركية على مقابلات مع 13 شاهد عيان وتحليل لأكثر من 50 مقطع مقطع فيديو وصورة. وتبين من النتائج أن الجنود أطلقوا النار على الناشطة عائشة نور إزغي إيغي من مسافة تقدر بنحو 200 متر، بعد نصف ساعة من ذروة الاشتباكات في المكان، وحوالي عشرين دقيقة بعد بدء انسحاب المتظاهرين نحو القرية. وتنطبق نتائج التحقيق مع الشهادات التي نشرتها صحيفة "هآرتس" يوم استشهاد عائشة وغداة استشهادها.
وأفاد تحقيق "واشنطن بوست" بأن جنود الاحتلال الإسرائيلي لديهم حرية وسعة لإطلاق النار خلال الاحتجاجات في الضفة، حيث يعتبر ذلك "أمرًا مقبولا لردع المتظاهرين"، وأوضح التحقيق أن جيش الاحتلال أطلق النار على المتظاهرين رغم أنهم تراجعوا وكانوا لا يشكلون أي تهديد واضح على الجنود. وشدد على أن استهداف عائشة جاء بعد "أكثر من نصف ساعة من ذورة المواجهات" بين المتظاهرين وجيش الاحتلال.
ويوم الثلاثاء، نشر جيش الاحتلال نتائج تحقيقه الأولي في استشهاد عائشة (26 عاما) أثناء مشاركتها في احتجاج مناهض للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، وادعى أنها أصيبت على الأرجح برصاص موجه نحو "محرض رئيسي". وقد زعم الجيش في بيانه أن الحادث وقع "خلال تجمع عنيف لعشرات من المشتبه بهم الفلسطينيين، الذين أشعلوا إطارات ورشقوا الحجارة نحو القوات في مفترق بيتا".
وادعى الجيش الإسرائيلي، في بيانه، أنه أجرى تحقيقا ميدانيا في جريمة قواته، وزعم أن "نتائج التحقيق تظهر باحتمال مرتفع أن الناشطة أصيبت نتيجة إصابة غير مباشرة وليست متعمدة بنيران أطلقتها قوة في الجيش الإسرائيلي، والذي وُجه ضد محرض مركزي".
الجيش الإسرائيلي يعترف بإطلاق النار على متضامنة أجنبية واستشهادها جنوب نابلس
وقال الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، إن قتل الناشطة الأميركية من أصول تركية "غير مقبول" وإن على إسرائيل بذل المزيد من الجهد لضمان عدم تكرار الواقعة. وقال بايدن إن الإدارة الأميركية تتوقع استمرار الاطلاع على التحقيق الجاري حول ملابسات إطلاق النار. وأضاف، في بيان، "يتعين إجراء محاسبة كاملة. ويتعين على إسرائيل بذل المزيد من الجهد لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مجددا".
بدورها، قالت هاريس، في بيان منفصل، إنه ما ينبغي قتل أي شخص بسبب مشاركته في احتجاج سلمي. وأضافت "إطلاق النار الذي أدى إلى وفاتها أمر غير مقبول ويثير تساؤلات مشروعة حيال سلوك عناصر الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية".
واستشهدت عائشة نور برصاص الاحتلال، يوم الجمعة الماضي، أثناء مشاركتها في مسيرة احتجاجية ببلدة بيتا قرب نابلس حيث يتعرض الفلسطينيون لهجمات متكررة من المستوطنين؛ فيما دعا أقارب عائشة بايدن وهاريس إلى التحدث إلى الأسرة مباشرة وإصدار أمر بإجراء تحقيق مستقل في إطلاق النار عليها.
وقالت الأسرة، في بيان، إن وصف وفاتها بالحادث "هو تواطؤ مع برنامج الجيش الإسرائيلي للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية والتستر على مقتل مواطن أميركي… دعونا نكن واضحين، لقد قُتلت مواطنة أميركية على يد جيش أجنبي في هجوم مستهدف". وكتبت عضو مجلس الشيوخ الأميركي، الديمقراطية باتي موراي، وعضو مجلس النواب، براميلا جايابال، رسالة إلى بايدن، أمس الأربعاء، وطلبتا إجراء تحقيق أميركي مستقل "فوري وشفاف وموثوق وشامل".
وندد بايدن أيضا بالعنف الذي تشهده الضفة الغربية من قبل "مستوطنين إسرائيليين متطرفين" و"إرهابيين فلسطينيين"، على حد تعبيره، وذلك بعد يوم من مطالبة مسؤولين أميركيين كبار بمراجعة النهج العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. وقال بايدن "سأواصل دعم السياسات التي تحاسب جميع المتطرفين، الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، على تأجيج العنف وإعاقة السلام".
صحافة : واشنطن بوست: جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل الناشطة عائشة نور بعد انتهاء الاحتجاج... خلافا لمزاعمه!!
12.09.2024