**انتشار فايروس كورونا المستجد في العراق يهدد موسم صيد الغزلان البرية، إذ تسببت إجراءات حظر التجول في منع هواة الصيد من الانتقال إلى أشهر منطقة ينتشر فيها الريم والالتقاء بالأصدقاء.
ديالى (العراق) – تم تأجيل موسم صيد الغزلان البرية في العراق لأول مرة منذ 32 عاما، إلى إشعار آخر بسبب تفشي فايروس كورونا وما رافقه من إجراءات حظر التجول بمختلف أنحاء البلاد، ففي هذا الوقت من كل عام يتجول الكثير من هواة الصيد على حافة وادي عميق قرب الحدود العراقية – الإيرانية في أطراف بلدة قزانية بمحافظة ديالى.
وبحسب وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)، قال خليل اللامي، وهو من هواة صيد الغزلان، “منذ عقود وأنا أمارس صيد الغزلان مع بداية شهر أبريل في تلال عميقة تقع قرب الحدود بين العراق وإيران ضمن الحدود الإدارية لقزانية، إلا أن تفشي كورونا أجبرنا على تأجيل هذا الموسم”، لافتا إلى أن موسم الصيد يجلب العشرات من الأصدقاء من محافظات أخرى.
وأضاف أن “ظهور تنظيمي القاعدة وداعش خلال السنوات الماضية لم يمنعنا من صيد الغزلان، لكن تفشي كورونا، حرمنا من ممارسة هواية الصيد، خصوصا وأننا ننتظر بفارغ الصبر حلول موسم الصيد”، مبينا أن التجول في الوديان وصيد الغزلان أصبح غير ممكن بسبب إجراءات حظر التجول، كما أن وصول الصيادين من المحافظات الأخرى أصبح مستحيلا في هذه الظروف.
وتعد بادية قزانية وتلالها المرتفعة من أهم وأكبر المواقع التي تشتهر بوجود قطعان غزال الريم الذي يعد من أشهر أنواع الغزلان البرية في العراق. ويتميز الريم بجسده الرشيق ولونه الجميل وقدرته على التسلق والركض والمناورة، بالإضافة إلى تحمل درجات الحرارة العالية وقلة المياه.
وأشار مازن الخزاعي، المسؤول الإداري لمنطقة قزانية، إلى أن “موسم صيد الغزلان وخاصة الريم لم يعد موسما لأجل الصيد بقدر ما هو هواية يحبها الكثير من الناس وتمثل موسما للالتقاء خاصة في أجواء الربيع وجمال الطبيعة في التلال وبادية قزانية الرائعة”.
وتعود هواية صيد الغزلان إلى عشرات السنين وكانت مصدرا للحصول على اللحوم من قبل السكان المحليين، قبل أن تتحول إلى هواية لدى الكثيرين خاصة من أهالي المناطق الحدودية وقراها.
وتعتبر هواية صيد الغزلان بأنها واحدة من الهوايات التي تحتاج إلى مهارات خاصة وصبر ومطاولة وتحمل ولياقة بدنية عالية.
ولفت علوان هادي، وهو صياد غزلان، إلى أن هواية صيد الغزلان تحتاج إلى مهارات خاصة وصبر وتحمل ولياقة بدنية عالية، لأن الصياد يتعامل مع الغزال الذي يتصف بسرعته وخفة حركته وإمكانياته العالية بالهرب عند ملاحظته لأي شيء غير طبيعي.
وأضاف بأن “قطعان الغزلان في انخفاض كبير، ورغم ذلك فإن عمليات الصيد مستمرة لأنها توفر متعة لا تنتهي كما أنها فرصة لالتقاء بالأصدقاء من محافظات البلاد المختلفة”.
وأكد هادي (59 عاما) “لم يجر تأجيل موسم صيد الغزلان منذ أن وضعت الحرب العراقية – الإيرانية أوزارها عام 1988، حيث عادت مهنة الصيد بعد أشهر من توقف الحرب، ومنذ ذلك التاريخ استمر هواة الصيد بمطاردة الغزلان في المنطقة الحدودية مع إيران والتي تعد من أهم مناطق الصيد في المحافظة والعراق عامة لما تمتاز به من طبيعة خلابة وامتداد للأودية لمسافات طويلة تساعد على رصد حركة قطعان الغزال.
وتتميز محافظة ديالى بتضاريسها المعقدة وكثرة التلال العالية والوديان والتموجات الأرضية الصعبة ما جعلها تشكل مكانا آمنا للعديد من الحيوانات والطيور البرية.
وقال عبدالله حسن، مهندس زراعي، إن “واحدا من كل عشرة صيادين ينجح في صيد غزال وهذا ما يبين التناقص الهائل في أعدادها”، مبينا أن “فايروس كورونا رغم خطورته لكنه سيوفر فرصة جيدة لتكاثر نوع نادر من الغزلان والمعروف بالريم والذي تعرض إلى أبشع فترة صيد خاصة بعد 2003”.
ويأمل حسن أن تصدر الحكومة العراقية تعليمات مشددة للحفاظ على التوازن الطبيعي للبيئة وعدم السماح بممارسة الصيد الجائر الذي يقود إلى انقراض بعض الحيوانات النادرة، وفي مقدمتها الغزلان البرية.
وشدد على أن تأجيل موسم صيد الغزلان وربما عدم تنظيمه هذا العام بسبب تفشي فايروس كورونا سيعطي الغزلان متنفسا للتكاثر ويبعدها عن سطوة الصيادين.
كورونا يمنح غزال الريم العراقي استراحة !!
07.04.2020