حين تهمل الحكومة مواطنيها، فحتى تقلبات الطقس تؤثر عليهم وتأخذ منهم مأخذها، ففي العراق وتحديدا بمدينة البصرة التي تشهد موجة حر عالية يعاني المواطنون من أزمة انقطاع الكهرباء حيث لا يستطيعون تشغيل مكيفات بيوتهم ومحلاتهم، مما يعرض الأطفال والنساء الحوامل والمسنين إلى الخط.
البصرة - ارتفعت درجة الحرارة في البصرة التي تبعد 340 ميلا (550 كيلومترا) جنوب شرق العاصمة العراقية بغداد إلى 49 درجة مئوية، وهي مرشحة للارتفاع خلال الساعات القادمة إلى أكثر من خمسين درجة، مما اضطر أغلب المواطنين إلى الإقبال على شراء كميات من الثلج والذي بلغ سعر القالب منه 4 دولارات أميركية لوضعها على وجوههم وأجسادهم المشتعلة.
وقررت الحكومة العراقية تعطيل الدوام الرسمي في دوائرها ومؤسساتها الرسمية يومي الإثنين والثلاثاء، نظرا إلى ارتفاع درجات الحرارة مستثنية من ذلك دوائر الخدمة الأساسية.
وأعلنت هيئة الأنواء “الأرصاد” الجوية العراقية، أن موجة حرّ جديدة ستتعرض لها البلاد الأسبوع الجاري تتخطى خلالها الحرارة 50 درجة مئوية بزيادة نحو 7 درجات مئوية عن الأسبوع الماضي.
وأظهرت النشرة الجوية التي نشرتها الهيئة ارتفاع درجات الحرارة بدءا من الإثنين في عموم العراق إلى أكثر من 50 درجة مئوية، حيث ستصل الحرارة إلى أعلى معدلاتها في محافظة البصرة الثلاثاء والأربعاء إلى 51 درجة مئوية.
ويقول جاسم أحد سكان البصرة إن “ارتفاع درجة الحرارة وزيادة نسبة الرطوبة ينعكسان سلبا على نفسية المواطن البصري ويسببان قلقا وإرهاقا خاصة بالنسبة إلى أولئك الذين اضطرتهم الظروف للعمل تحت أشعة الشمس”. وأضاف “أن اشتداد الحر يولد حالة من العصيبة وعدم تحمل الآخرين، وينعكس ذلك أيضا على التعامل، سواء مع الأسرة أو مع الأصدقاء والزملاء في العمل، مما قد يؤدي إلى حدوث مشكلات لأسباب بسيطة من الممكن تجاوزها في الحالات الطبيعية”. وقالت لجين “إن وصول درجات الحرارة إلى معدلات غير مسبوقة يترك تأثيرا سلبيا على حياة المواطن العراقي بشكل عام، وقد يتسبب ذلك في النسيان وعدم قدرة الإنسان على التفكير وضبط موازين النفس أو التصرف السليم، مما ينعكس على قدرته على تأدية عمله بالشكل الأمثل”.
ويقول محمد إن “البصرة فيها كل ما هو غريب، فعلى الرغم من حرارة الجو الذي يصعب على الإنسان أن يتعايش معه تجد البصريين بطيبتهم وخيالهم المرهف يتجاوزون تلك الأجواء القاسية”. ويضيف أن “الحر في البصرة يعني شيئا واحدا هو الصبر الجميل لأن أهلها جبلوا على الصبر، فهي مدينة الكوارث تاريخيا ومدينة الخير والجوع معا، فكل الثوابت في البصرة تتراجع أمام حقيقة واحدة هي صبر البصريين وطيبتهم”.
وأمام موجة الحرارة والانقطاع المتواصل للكهرباء يصبح بائعو الثلج سادة البصرة إلى درجة أن معامل إنتاج الثلج بدأت بطرح نوع من الثلج يسمّى “البوري” وهو طبقة خفيفة جدا من الثلج تطرح عادة في الأسواق أيام الأزمات الشديدة والسبب في ذلك أن جشع أصحاب معامل الثلج يدفعهم إلى إنتاج الثلج دون انتظار حتى يكتمل تجمّده.
وينصح الأخصائيون أهل البصرة بإبعاد الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن ومرضى القلب والسكري والغدة الدرقية عن أشعة الشمس المباشرة، لأنها تشكل خطورة على حياتهم. وبيّن هؤلاء أن ارتفاع دراجات الحرارة يؤدي إلى فقدان الجسم لكميات كبيرة من السوائل نتيجة التعرض إلى أشعة الشمس، مما يؤدي إلى الإصابة بالإعياء الحراري وضربة الشمس والتي إذا لم يتم علاجها قد تشكل خطورة على حياة المصاب.
وحث هؤلاء الأخصائيون على الإكثار من تناول السوائل أثناء ارتفاع درجات الحرارة، فضلا عن تناول الخضر التي تحتوي على كميات كبيرة منها والابتعاد عن تناول المياه المثلجة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض الإنفلوانزا نتيجة لاختلاف درجات حرارة الجسم، مؤكدين أهمية التقليل من تناول السكريات والدهون.
أهالي البصرة يعانقون الثلج من شدة حرارة الصيف!!
02.08.2016