للسعوديات حظهن في التجارة منذ قديم الزمان، إذ تجدهن في الأسواق الشعبية يبعن المصنوعات اليديوية او البهارات أو الخبز والمأكولات الشعبية لكسب قوت أطفالهن خاصة وأن الظروف الاقتصادية دفعت أغلبهن إلى الخروج من البيت للبحث عن كسب رزقهن بعرق الجبين.
- لسوق النساء الشعبي في حائل أهمية وميزة خاصة لدى أهالي المنطقة خصوصا كبار السن منهم والزوار القادمون من الخارج، خاصة في هذه الفترة التي تتزامن مع رالي حائل نيسان الدولي 2016.وسوق النساء لا يزال يقدم المنتوجات الأكثر طلبا من زبائنه حيث تباع فيه الأقمشة والمنتوجات الصوفية والألبسة التراثية والمأكولات والسمن والخبز المصنوع يدويا، إضافة إلى الكماليات النسائية الشعبية التي تفضلها كبيرات السن.وتمتد العشرة لعشرات السنين بين النساء في منطقة حائل والأسواق الشعبية، حيث تستقبل قصائد الترحاب وعبارات الاستقبال الجميلة، المأثورة عن اللهجة المحلية لحائل، كل رواد وزائري السوق.
وللعاملات في السوق ظروف دفعتهن إلى العمل في التجارة لكسب قوت عائلاتهن، أو لتحسين ظروف عيشهن خاصة اللاتي لديهن أطفال يدرسون.وتشهد الأكلات الحائلية في السوق الشعبي خاصة ضمن فعاليات رالي حائل نيسان إقبالا كبيرا من قبل زوار الرالي ومطلبا لدى الكثيرين، لا سيما أن السوق الشعبي يحوي 88 أسرة تعرض منتجاتها المتنوعة من الأكلات الشعبية والحرف اليدوية وسط حضور لافت من قبل الزوار.
وأكدت أم عبدالعزيز إحدى البائعات في السوق الشعبي أن السوق يوفر لهن منفذ دخل تستفيد منه الأسرة، وقالت إن الإقبال كبير من قبل الزوار الذين يتمتعون بالتسوق ويقبلون على المنتوجات اليدوية، مبينة أنها تحرص سنويا على المشاركة في مثل هذه المناسبات لما لها من أثر اقتصادي كبير يعود بالنفع على الأسر المنتجة في المنطقة.
وبيّنت أم محمد أنها تبيع منتجاتها الحرفية ومشغولاتها اليدوية من الملبوسات النسائية وأدوات الزينة القديمة التي يكثر الطلب عليها من المتسوقين، مفيدة بأنها تجد ربحا ودخلا جيدين يساعدانها على توفير حاجياتها الحياتية والأسرية.وتقول أم صالح “نجد إقبالا كبيرا من المقبلين على الحاجيات التراثية، الذين يرغبون في اقتنائها واستخدامها، فالسوق النسائي الشعبي يضم الكثير من المنتوجات الشعبية ورخيصة الثمن، وهو دائم الازدحام بالمتسوقين من النساء والرجال”.
وباتت أم النشمي تتفنن في إعداد "خبزة النار"، فهي تقول “تعلّمت طريقة إعداد خبزة النار في صغري من والدتي، وداومت على صنعها بعد وفاتها، حتى ارتبطت بخبزة النار لسنوات عدة خصوصا وأنها من الأكلات الحائلية المعروفة منذ العشرات من السنين، وأصبحت أجد متعة في إعدادها”.
وأوضحت أن "خبزة النار" تعد بأكثر من طريقة، فمنها ما يتم وضعها على الجمر بعد تجهيز ملة لها من النار، وبعضها يعد على الصاج، ويوضع عليها قليل من الجمر، مع مراعاة عدم حرقها، لافتة إلى أنها تستخدم الطريقة الأخيرة خلال تواجدها في السوق الشعبي.
وتقدم أم تركي الوجبات الشعبية مثل الكبسة والمرقوق والجريش والثريد والمقشوش منتقدة وجود المطاعم التي التي تقدم الوجبات السريعة دون إدراك حرفائها بمضارها الصحية. ومع التوسع العمراني الذي تعيشه منطقة حائل انتقل السوق إلى الموقع الجديد في مجمع المحلات الشعبية المجهزة بوسائل السلامة لممارسة البيع بكل يسر وسهولة وبعيدا عن الازدحام والفوضى اللذين تشهدهما الأزقة والممرات.
والغريب أنه رغم وجود أسواق جديدة ومكيفة تم تخصيصها للنساء إلا أن جزءا كبيرا منهن أردن العودة إلى سوق برزان، وتؤكد النسوة أن الجهات المختصة لم تقصر أبدا في توفير سبل الراحة لهن، ولكنهن يفضلن أسواقهن الشعبية التقليدية.وتقول أم مطلق إن سوق برزان يكثر مرتادوه ولذلك نستطيع أن نعرض بضاعنا ونبيع سلعتنا، أما سوق النساء الشعبي الذي وضعوه لنا مع الجودة في تصميمه وتجهيزه فمكانه لم يتم اختياره بشكل صحيح.
حائل ..السعودية: تجارة تديرها النساء في سوق حائل للملابس التراثية والأطعمة!!
23.03.2016