أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41134
الهيلولة موسم تبرك اليهود المغاربة في تارودانت !!
04.01.2016

الاحتفالات الدينية لليهود المغاربة تبرز مدى ارتباط هذه الطائفة ببلدهم الأصلي وحرصهم على صلة الرحم به، وبتعلقهم الكبير بأوليائهم الذين يحظون بقدر كبير من الاحترام والتقديس لديهم، وتؤكد أيضا التسامح الديني الكبير الذي يقابل به المغرب طائفة اليهود المغاربة.
تارودانت (المغرب) - ما يزال اليهود المغاربة يحتفظون بطقوسهم الخاصة في موسم الهيلولة على قبر دافيد بن باروخ، والذي يحيونه على مدى 15 يوما بالصلاة والتبتل والدعوات لنيل البركة وطلبا للشفاء ونيل الحظ.
في قرية “أغزو نبهمو”، التي تبعد بنحو 45 كيلومترا عن تارودانت، جنوب غربي المغرب، تمارس هاته الطقوس من قبل يهود، لا يتجاوز عددهم كل عام الـ 1200 شخص، أطفالا وشبابا وكهولا وشيوخا، ذكورا وإناثا من كل بقاع العالم، وقد انطلق الموسم الحالي مع الأيام الأخيرة من عام 2015.
وينطلق أول الطقوس بتلاوة أحد أحفاد بن باروخ التاريخيين، القداس اليهودي باللغة العبرية على الضريح.
يقول بنحاس كوهين “ورثنا طقوسنا عن آبائنا وأجدادنا لأكثر من 229 عاما، نصلي وننحر الذبائح ونغني ونشعل الشموع، وندعو الضريح حتى ننال البركة ونحظى بالحفظ والصون، ويبارك الله في حياتنا وتجارتنا على مدار العام”.
ويضيف الحاخام ألبير داغون أنه خلال ليلة الهيلولة، تتم تلاوة مناقب دفين الضريح وبركاته، التي لا تعد ولا تحصى، والتي جعلت يهود العالم يفدون إليه من كل فج عميق.
ويشرح “نشعل الشموع على قبور اليهود المدفونين بالضريح، ونقرأ الأدعية على القبر ونقدم الهدايا من المال للضريح.
وتشكل مراسيم الذبيحة حدثا كبيرا في طقوس احتفالات الهيلولة، تبتدئ بما يتطوع به اليهود الزائرين”.
يقول بينحاس كوهن “يتولى الحزان (الفقيه) لوحده إذكاء (ذبح) الذبيحة من الأبقار أو الخرفان أو الدجاج، وتقدم قربانا للضريح وهدية للحجيج والزوار لنيل البركة أو طلبا للحظ أو الشفاء أو الانجاب وزوال السقم والعلل”.
وعن طريقة الذبح، يشرح الحزان موشي أوحيون “يشترط في البهائم ذبح الودجين، أما الدجاج فليس في حكمها، إذ يكفي فقط أن يقطع ودج واحد بسكين يشترط أن تكون حادة حتى تكون الذبيحة المهداة جائزة”.
وحينما يرفع يده اليمنى عن الذبيحة، ترتفع أصوات الفرح والزغاريد ويبدأ الرقص والغناء. وحتى تكون الذبيحة سليمة، فإن الحاخام كبارييل دافيد هو من يراقب سلامتها ومدى مطابقتها لمعايير الذبح، حتى يسمح بذبحها. ويضيف الحاخام كبارييل دافيد: بعد سلخ البهيمة أراقب أمعاءها وبطنها ورئتها، إن كانت سليمة فجائز استهلاكها في الضريح، وإن كان بها عيب فيتخلص منها.
ويقول الحزان أوحيون “ذبيحة الهيلولة تقدم قربانا للضريح لنيل البركة وطلبا للشفاء والحظ وبركة الزواج للعرسان (ليلة الدخلة) ولدرء النحس وجلب الرزق”.
والشموع في الهيلولة لها مكانة خاصة ورمزية، يقول الحزان اليهودي نحمان بيطون "الإقبال على الشمع يكون وافرا في الهيلولة، أسعاره تتراوح ما بين 10 دراهم (دولار واحد) و40 درهما (4 دولارات)، ويرمى به في محرقة الضريح أو يوضع في إناء على قبور الضريح الـ 140.
أما الشمع الذي يباع على قبر الضريح، فيصل سعره إلى 100 درهم (10 دولارات) لرمزيته، يخصص ريعه لصندوق الضريح، وفق توضيحات بيطون.
وإيقاد الشموع يرتبط بـ”حانوكا”، ذات الشمعات التسع، المثبتة في فناء الضريح. و”حانوكا” مجسم توقد فيه تسع شمعات، بمعدل شمعة كل يوم، وفي ليلة اليوم التاسع توقد الشمعة التاسعة.
ومن بين الطقوس المثيرة في موسم الهيلولة، مزاد الشموع، حيث تعرض على الحاضرين وتتم المزايدة عليها، وعائدات هذا المزاد تعود إلى صندوق الضريح.
وبحسب بيطون، فقد رسى ثمن الشمعتين المباركتين للهيلولة على مبلغ 2.5 مليون درهم (250 ألف دولار)، واحدة اقتناها يهودي اسمه عمار بمبلغ مليون ونصف المليون درهم ( 150 ألف دولار)، وثانية رسى ثمنها على اليهودي سيمون بسعر 1.3 مليون درهم (130 ألف دولار).
والشمعتان المباركتان هما الأغلى مزايدة في تاريخ الهيلولة، تنال بهما البركة وتجلبان الحظ وتحققان الرغبات والأحلام بحسب اعتقادات اليهود، وفقا لتوضيحات بيطون.
ليست الشموع فقط هي “المباركة”، بل أعواد الثقاب التي أشعلت بها، فهي مليئة ببركة دافيد بن باروخ ويتنافس على الظفر بها، بحسب معتقدات اليهود.

1