أحدث الأخبار
الثلاثاء 26 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41135
لعنة الفراعنة سر غامض لا يعرفه إلا المصريون القدامى!!
23.09.2015

يحيط بالحضارة المصرية القديمة الكثير من الغموض والألغاز التي يعجز العلم عن تفسيرها، ويحاول الباحثون دائما اكتشاف أسرارها وفك طلاسمها المرتبطة بالمقابر والآثار والفراعنة القدامى.
القاهرة - ظهرت مسميات عديدة للحضارة الفرعونية في مصر تزيد من تعقيداتها وألغازها، منها “لعنة الفراعنة” التي انتشرت بعد حوادث كثيرة غريبة وغامضة، أصابت عمال الآثار ومكتشفيها وتجارها برعب شديد بين حقيقتها وأسطوريتها، في ظل غموض الطرق التي استخدمها الفراعنة في حماية مقابرهم وحرمة موتاهم.
وبدأت أسطورة “لعنة الفراعنة” مع اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون في عام 1922، على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر، والذي وجد عبارة منقوشة على جدران المقبرة تقول “سيذبح الموت بجناحيه كل من يحاول أن يبدّد أمن مرقد الفراعنة وسلامته”، هذه العبارة كانت بداية لسلسلة من الحوادث الغريبة التي بدأت بموت كثير من العمال الذين شاركوا في فتح المقبرة، فشاع أن كهنة مصر القديمة قد صبوا لعنتهم على أيّ شخص يحاول نقل تلك الآثار من مكانها أو يقتحم خلوتهم وينتهك حرمة موتاهم.
ومن أشهر الوقائع التي تسبّبت في ظهور أسطورة “لعنة الفراعنة”، إصابة اللورد كارنافون الذي موّل اكتشاف مقبرة الملك الشاب بحمى شديدة، عجز الأطباء عن تفسيرها، مما أدى إلى وفاته في منتصف الليل بفندق الكونتننتال بالقاهرة، وبعده بعدة أيام لحق به مساعد كارتر، وبعد ذلك بدأ الموت يقضي بجناحيه على غالبية الذين أزعجوا الفرعون في قبره وشاركوا في فتح المقبرة.
وكانت معظم حالات الوفاة بسبب الحمى الغامضة التي لم يستطع الأطباء تفسيرها، كذلك أُصيب عدد من الذين عملوا مع فريق الآثار الذي فتح المقبرة بالجنون، والبعض الآخر انتحر، فضلا عن إصابة العالم تيودور بلهارس بحمی غامضة لم يستطع الأطباء تفسيرها، بعد أخذه مومياء فرعونية بمقابل مادي، وبدأت الخرافات تفسر الأمر بأن لعنة أصابته وأن المومياء قد انتقمت منه نتيجة قيامه بتشريحها.
„علماء الآثار يرجحون أن الفراعنة استخدموا نوعا غير معروف من الفطريات السامة والبكتيريا التي تنشط على المومياء، وتصيب الفرد بمجرد أن يفتح المقبرة ويستنشق الهواء، فيصاب بمضاعفات وتخر قواه تدريجيا“
وتقول أسطورة “لعنة الفراعنة” إن قدماء المصريين يسخرون الجن ليقوم بحراسة المقابر الفرعونية، ويسبّب الهلاك لكل من ينتهك حرمة الفرعون في رحلة ما بعد الموت، أو إن هناك نوعا من السحر الأسود استخدمه كهنة مصر القديمة، ليحمي مقابرهم ويقتل كل من يقترب من مرقدهم أو آثارهم.
ويرجح علماء الآثار أن الفراعنة استخدموا نوعا غير معروف من الفطريات السامة والبكتيريا التي تنشط على المومياء، وتصيب الفرد بمجرد أن يفتح المقبرة ويستنشق الهواء، فيصاب بمضاعفات وتخرّ قواه تدريجيا، وفي الغالب تؤدي إلى وفاته أو إصابته بالجنون، وهو ما أكده عالم الذرة بولجاريني عام 1949، حيث ذهب إلى أن هناك احتمالا قويا بأن المصريين القدامى استعملوا الإشعاعات والسموم لحماية مقابرهم.
“لعنة الفراعنة” حقيقة موجودة، كما يرى ياسين زيدان، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، والذي يقول “إن حور محب آخر ملوك الأسرة الثامنة عشرة هو من سجل تأثير النباتات السامة والسحر الأسود، فمع نهاية أسرة إخناتون حطّم حور محب كل آثار من سبقوه إلا القبور، خوفا من سمومها وما تركه فيها الكهنة من سحر”.
ولفت إلى أن لعنة الفراعنة تأتي من السموم التي يبقى تأثيرها في قبور الفراعنة آلاف السنين، عندما تتعفّن الزيوت والأطعمة والصمغ مع الجسد وتتحلّل، وقد ثبت من تشريح المومياوات وجود خلايا بكتيرية حية فيها، ويعتقد أيضا بأن الكهنة كانوا ينشرون السموم على بعض الآثار لحظة دفنها، كما أن إغلاق المقبرة آلاف السنين له تأثير مباشر على المواد العضوية وغيرها من الأثاثات الجنائزية التي تتواجد في المقابر، هذا إلى جانب السحر الأسود الذي كان يمارسه كهنة مصر ويستخدمون الجن لخدمتهم وحمايتهم.
ويؤكد أحمد عامر، الباحث الأثري، أنه لا يوجد في الحضارة المصرية ما يسمّى بـ”لعنة الفراعنة”، لافتا إلى أن ما تركه المصريون القدماء من نصوص كانت لتهديد اللصوص وترهيبهم من الاقتراب من مقابرهم والسطو عليها وسرقة كنوزهم، اعتقادا منهم بما يُسمّى بالبعث بعد الموت، موضحا أن الصدفة التي جمعت بين حوادث أصابت كل من شارك في فتح مقبرة الملك “توت عنخ آمون” كان لها تأثير كبير في انتشار أسطورة ما يُعرف بـ”لعنة الفراعنة”.
ويضيف “إن عدم حدوث أيّ ضرر لهاورد كارتر مكتشف مقبرة توت عنخ آمون، وأول من نزع القناع عن وجه الملك، يعتبر دليلا قويا يثبت عدم صحة وجود شيء اسمه "لعنة الفراعنة”.
وأشار إلى أنه من المحتمل أن تكون في المقابر المغلقة منذ آلاف السنين بكتيريا سامة تصيب كل من يستنشق هواءها عند فتحها، حيث تتفاعل بعض المواد الكيميائية مع ما تبقى من بعض مواد التحنيط أو الطعام الذي كان يوضع داخل المقبرة، إلى جانب وجود بعض الفطريات والطفيليات السامة التي نشرها الكهنة فوق المومياوات، من أجل الفتك بكل من يتعدى على هذه المقابر ويقوم بفتحها والدخول إليها.
وتابع “بعض العلماء فسّروا ما يسمّى بـFلعنة الفراعنة’ بأنها تحدث نتيجة لتعرّض الأشخاص الذين يفتحون المقابر الفرعونية لجرعة مكثفة من ‘غاز الرادون’، وهو عنصر غازي مشع موجود في الطبيعة، عديم اللون، شديد السمية، يفتك بكل من يستنشقه”.

1