سمعنا كثيرا عن هواة تربية مختلف الحيوانات الأليفة كلابا وقططا وعصافير، وسمعنا حتى عن تربية فئران وقردة، ولكن هناك بعض الناس من تخطى الأمر عندهم الأشياء العادية حيث أنهم أصبحوا يربون حيوانات لا يحتملها المنزل كالثعابين. أما العراقي أركان شياع فهو رجل مهووس بتربية الذئاب وبات يمتلك علاقة غريبة بها ويعرف الكثير عن عالمها.
بغداد - أركان شياع عراقي في الخمسينات من العمر يعيش في ناحية جصان شرق مدينة الكوت، بدأ عشقه لتربية الذئاب أول مرة عندما اصطاد ذئبا صغيرا وحمله إلى البيت في سيارته الصغيرة، ورغم أنه أطعمه إلا أن هذا الحيوان الصغير فاجأه بأن هجم عليه ومزق ملابسه ولم ينقذه من هذا الموقف غير تخلصه من خوفه وخبرته في التعامل مع هذا النوع من الحيوانات خاصة وأنه يعمل راعيا للأغنام، لكن هذه الحادثة لم تكن منفردة بل هي واحدة من الحوادث الغريبة التي عاشها أركان مع الذئاب التي جعلها أليفة.
ويقول أركان عن بداية علاقته بالذئب “بحكم معيشتي في قرية تقع وسط صحراء شاسعة مفتوحة تكثر فيها مختلف أنواع الحيوانات، ونتيجة لطبيعة عملي كراعي أغنام، صار اهتمامي بهذه الحيوانات استثنائيا، وصرت أراها أمامي بشكل شبه يومي، أصبح تعاملي مع الحيوان طبيعيا وبدأت مظاهر الخوف والقلق والخشية تختفي في داخلي شيئا فشيئا”.
وبدأ الراعي العراقي بتربية تسعة ذئاب صغيرة دفعة واحدة يصل عمر الواحد منها إلى أربعة أشهر، حصل عليها بعملية صيد نوعية بدأت بمراقبة أنثى الذئب عبر المنظار وراقب الأنثى وهي تخرج إلى الصحراء ثم قام بحفر نفق مخفي عمقهُ بضعة أمتار، وبمساعدة بعض أصدقائه استطاع السيطرة على جميع الذئاب الصغار واقتيادها إلى داره، وهناك هيأ لها مكانا ملائما وحرص على توفير تيار كهربائي وأجهزة تبريد بشكل دائم لها، وبدأت رحلة التعايش مع الذئاب وتربيتها، وليلا يقوم أركان بربط الذئب ذي الشهرين من رقبته حتى يتمكن من السيطرة عليه وإلى أن يتعرف على وجوه عائلته ويصبح أليفا، ومن ثمة يتجول بهدوء داخل المنزل. لكن ذلك لم يكن سهلا بالمرة بل واجه أركان صعوبة في ذلك لعدم تآلفه معه.
ويقول أركان “هي هواية كباقي الهوايات، وأنا حاليا أجري نوعا من التزويج بين الكلاب البرية وأنثى الذئب، لكنني أضطر إلى إرسالها إلى حديقة الحيوانات بعد أن تبلغ عمرا معينا خشية مهاجمتها من قبل الآخرين".
„أركان: هناك عشرات الأنواع من الذئاب، منها الذئب الأصفر والأسود والأحمر وذئب المروج وذئب المكسيك وذئب السهول وغيرها، ولكل هذه الأنواع أماكن خاصة تعيش فيها“
ويضيف "أما الذئاب فأنا أعشقها بشكل خاص، ولذلك زاد اهتمامي بها وبتربيتها قبل ثلاثين عاما، أرجو ألا تتفاجأ إذا قلت لك إن وجود الذئب داخل البيت يحميه من دخول الجن إليه مثلا، ويجعله آمنا من السراق، فضلا عن ذلك فالذئب يمتاز بوفائه للإنسان بشكل خاص، وهو من الحيوانات التي يمكن السيطرة عليها قياسا بالحيوانات المفترسة مثل الدعلج والضبع وغيرهما”.ولم يجد أركان مواجهة أو امتعاضا من جيرانه أو عائلته بل أصبحوا فرحين بهذه المبادرة حتى أصبحت حديقة المنزل أشبه بحديقة حيوانات، وصارت بعض العائلات تقوم بالتقاط صور تذكارية مع فصائل الذئاب المختلفة والتي تمتاز بجمالية ألوانها، فمثلا الذئب العراقي يمتاز بلونه الأصفر والذئب الروسي باللون الأسود وبعينيه الواسعتين، وجميع هذه الفصائل يخضعها أركان لمراقبة صحية تامة وطعام منوّع.
ويؤكد أركان اتساع معرفته بعالم الذئاب بعد شغفه بهذه الهواية قائلا “إن هناك عشرات الأنواع من الذئاب، منها الذئب الأصفر والأسود والأحمر وذئب المروج وذئب المكسيك وذئب السهول وغيرها، ولكل هذه الأنواع أماكن خاصة تعيش فيها، أما الذئب الروسي فهو يأتي مهاجرا من روسيا عبر إيران ومن ثم يصل إلى العراق، وذلك لوجود أماكن جميلة وآمنة وملائمة لعيشه، وقد عانى العراق في ما سبق من هجرة هذا النوع بسبب الحروب التي خاضها، لكن في الوقت الحالي عاد الذئب الروسي للعيش في المناطق البرية العراقية”.
ويقول أركان “والدي كان يخبرني عن وجود ذئب روسي أسود، وكنت لا أصدق ذلك، واعتقدت في بادئ الأمر أنه أسطورة، لكن حين وصلت هذه الذئاب إلى العراق اصطدت واحدا منها، فأدركت حقيقة الأمر”.
ويختتم راعي الذئاب حديثه “أقول إنني أمتلك شجاعة وجرأة فائقة في التعامل مع الذئاب، وقد تمكنت بفعل شجاعتي من قتل أكثر من ثلاثين ذئبا وتصفيتها، وسهرت ولا أزال على تربية العشرات، وللمعلومة فالذئب يتصف بالوفاء للذئبة، فهو يتزوج مرة واحدة فقط، وتلد الأنثى في كل عام بين 3 و9 جراء صغيرة، بينما تقوم بإرضاع جرائها حتى تبلغ عمر الشهرين، وتتمتع الذئاب بحاسة شم قوية جدا!!
مربي ذئاب عراقي: وجدت في الذئاب ما لم أجده في البشر !!
19.09.2015