وجه (50) لاجئاً فلسطينياً سورياً عالقون في إحدى المناطق الحدودية قرب ولاية مليلة في شمال المملكة المغربية منذ يوم الخميس الفائت، وذلك أثناء محاولتهم الهجرة غير الشرعية إلى إسبانيا هرباً من جحيم الحرب الدائرة في سورية، نداء استغاثة يناشدون فيه كافة الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل من أجل إنهاء مأساتهم والتواصل مع الحكومة المغربية من أجل السماح لهم بمغادرة أراضيها إلى الدول الأوروبية.
وذكر تقرير لمجموعة العمل الوطني من أجل فلسطينيي سورية أرسلت نسخة منه لـ “قدس برس″ اليوم الخميس (7|5)، أن عددا من الناشطين الحقوقيين قد نقلوا، تسجيلا صوتياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن إحدى السيدات العالقات في المنطقة الواقعة قبالة “بوابة إسبانيا” بالمغرب، وهي فلسطينية مهجرة من مخيم اليرموك، تصف مدى المعاناة التي عانتها هي واللاجئين الفلسطينيين أثناء سفرهم، حيث وصفت “طريق الرحلة” بأنه “طريق الموت”. وأوضحت بأن الرحلة كان تمر من منطقة تدعى “مغنية” في المغرب، وكانت تضاريس المكان وعرة للغاية، وهي عبارة عن جبال ووديان يسلكها المهاجرون مشياً على الأقدام لعدة ساعات، وصولاً إلى ولاية مليلة البحرية الحدودية.
وعن معاملة المهربين لهم وكيفية نقلهم من مكان لآخر قالت اللاجئة الفلسطينية: “إن المهربين كانوا ينقلونهم بالسيارات عند نقاط محددة، ومن مكان لآخر ومن مدينة لأخرى فقط لا غير، أما الطرقات والجبال والوديان فكنا نسلكها مشياً على الأقدام فوق الشوك والنباتات والحجارة، وأشارت إلى أن المهربين كانوا يمنعوهم من الكلام واستخدام الجوالات، وحتى تدخين السجائر، خشية أن يكشف حرس الحدود تحركاتنا ويضبطنا ويعتقلنا” مؤكدة أنهم نجوا من حرس الحدود عدة مرات”.
وأردفت أن المهربين أخبروا جميع اللاجئين بعد وصولهم إلى منطقة مليلة الساحلية أنّ “معبر إسبانيا” الحدودي يفتح يوم الاثنين، وبإمكانهم الانتظار واستئجار غرفة في أحد الفنادق بالمنطقة، ريثما يحلّ موعد فتح المعبر، وتابعت بأننا توجهنا يوم الاثنين إلى المعبر الحدودي للعبور إلى الجهة الأخرى، غير أننا فوجئنا بوجود الشرطة التي قامت مباشرة بضربنا بالهراوات جميعاً دون استثناء (أطفال، نساء حوامل، شيوخ)، ودون مراعاة أدنى حد من حدود الإنسانية.
وشددت اللاجئة الفلسطينية خلال المقابلة بأنهم اليوم تحت رحمة حرس الحدود والمهربين، وعندما يحاولون العبور إلى الجهة الأخرى يتعرضون للشتم والضرب والإهانة، واصفة المعبر الحدودي بأنه أسوأ حالاً من معبر رفح وبأن المعاملة عنده أسوأ من معاملة الاحتلال “الإسرائيلي” للفلسطينيين على الحواجز والمعابر.
وأخيراً ناشدت اللاجئة الفلسطينية جميع الجهات المعنية، وعلى رأسها سفارة السلطة الفلسطينية في الرباط ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل العاجل لإنهاء مأساتهم المستمرة منذ أسبوع، عبر توفير ثمن الطعام اليومي لهم على أقل تقدير، وفتح الطريق لهم نحو حياة كريمة.
لاجئون فلسطينيون يطالبون المغرب السماح لهم بالمغادرة!!
07.05.2015