أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41134
التوك توك… نقل سريع ورخيص ومصدر قلق أمني في شوارع مقديشو!!
11.03.2015

مقديشو ـ من ياسين جمعة ـ منذ عام تقريبا، لم تعرف مقديشو، “التوك توك” (مركبة ذات ثلاث عجلات تستخدم كوسيلة نقل)، أما الآن فقد غزى شوارعها، وأصبح أكثر وسائل المواصلات انتشارًا وتفضيلًا لمعظم السكان، لسرعته وانخفاض تكلفته، ما غير تماما وجه وصوت العاصمة الصومالية...جيئة وذهابا، تقطع المركبة التي تعرف محليا باسم “دوغدوغيلي”، أو “باجاج”، أو “توك توك” الشوارع، والأحياء، وبينها “حماروين” أقدم أحياء العاصمة، خلال نقل الركاب من محطة إلى أخرى.
“التوك توك هو الوسيلة الأكثر انتشارا من وسائل النقل في مقديشو”.. هكذا استهل حديثه لوكالة الأناضول عثمان ديري، الذي يعمل بأحد الفنادق الفاخرة في العاصمة.وأضاف: “استخدمه يوميا في الذهاب من بيتي في (حمار كادي) إلى مكان عملي في المدينة، وقبل ذلك، اعتدت استخدام سيارات الأجرة”.
وتابع “ديري”: “(أجرة) التوك توك رخيصة للغاية، مقارنة بسيارات الأجرة، حيث أنفق دولارين فقط يوميا على وسائل النقل، ولقد تمكنت من توفير مبالغ جيدة، منذ أن غيرت سيارات الأجرة”.وظهور “التوك توك”، هو أحد مؤشرات الازدهار الاقتصادي في المدينة التي غرقت في حرب أهلية لأكثر من عقدين من الزمن.وخلال السنوات الثلاث الماضية، تحسنت الأوضاع الأمنية، ما أدى إلى توافد الصوماليين في الشتات (العائدين من المهجر)، الذين استثمروا أموالهم في عاصمة وطنهم، وبالتالي تغيير صورة مقديشو التي مزقتها الحرب.
أما “سهرا عبدو”، وهي صومالية تحمل الجنسية الكندية، عاد مؤخرا إلى مقديشو للإشراف على إدارة فندق تملكه عائلتها، فأشارت إلى أنها “تملك اثنين من التوك توك، استوردتهما هذا العام”.وقالت في حديث لوكالة الأناضول: “هذا النوع من الاستثمار، يتخطى مجرد مساعدة عائلتي فقط، ولكن أيضا السائق وعائلته، لقد خلق مصدر رزق لعائلتين”.وأحد هؤلاء المستفيدين من وسيلة النقل الجديدة، عدن حاجي، (28 عامًا)، الذي كان عاطلا عن العمل طيلة سنوات.
وقال في حديث لوكالة الأناضول: “بفضل الله، أربح الآن ما لا يقل عن 50 دولارا في اليوم، وأنا لا أنفق أكثر من 15 دولارا يوميا على التوك توك”.ويتم احتساب ضريبة دولار يوميا على كل مركبة ثلاثية العجلات من قبل إدارة البلدية، لكي تعمل في العاصمة.وأضاف “حاجي”: “أنا لست معدما في مكان مثل العاصمة مقديشو”، رغم أن حاجي مثل كثير من الشباب الصوماليين لم يتلق أي تعليم بسبب الحرب الأهلية التي اندلعت في عام 1991.وليس لدى الحكومة الصومالية عدد محدد لفرص العمل التي وفرها إدخال “التوك توك” في شوارع مقديشو، ولكن من روايات أمثال “حاج”، يستشعر الأثر الإيجابي لهذه الخطوة.وتابع “حاجي” معربا عن سعادته: “في الوقت الراهن الحمد لله، يمكنني توفير نفقات والدي المسنين، وطفلي وزوجتي، ويذهب أولادي إلى المدرسة، التي لم تكن لدي الفرصة للذهاب إليها”.ولا يتشارك الجميع نفس الرأي حول “التوك توك”، فالبعض يرى أن المركبات ذات العجلات الثلاث تمثل تهديدا أمنيًا محتملًا.
وفي حديث لوكالة الأناضول، قال عبد الله واجير، وهو كيني يعمل في مركز أبحاث أمني في مقديشو، إن “التوك توك” استخدم في تفجير الفندق الأخير، الذي أسفر عن مقتل 25 شخصا على الأقل.وأضاف “في تفجير فندق سنترال، يقال إن مهاجمة انتحارية قد استخدمت توك توك، وسائقه بلا ريب، قتل”.لكن على الرغم من هذه المخاوف، فقد اقتحم “التوك توك” مقديشو، ومع نجاحه في العاصمة من المرجح أن يتكرر هذا في مدن أخرى في جميع أنحاء الصومال.ويخوض الصومال حرباً منذ سنوات، ضد حركة “الشباب المجاهدين”، كما يعاني من حرب أهلية ودوامة من العنف الدموي منذ عام 1991، عندما تمت الإطاحة بالرئيس آنذاك، محمد سياد بري، تحت وطأة تمرد قبلي مسلح.وتأسست حركة “الشباب المجاهدين”، عام 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة، وتُتهم من عدة أطراف بالإرهاب، وتقول إنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في الصومال.

1