منطقة جدة تشع خلال مهرجانها بأجواء التاريخ القديم من خلال المباني علاوة على عروض الفن الشعبي والمشاهد التمثيلية لأحداث وأنشطة الحياة اليومية.
جدة (السعودية)- انطلق الخميس الماضي في السعودية مهرجان جدة التاريخية السنوي، حيث تنظم عروض وملتقيات فنية وثقافية تحاكي تاريخ المدينة وتراثها.
من المتوقع أن يصل عدد الزائرين خلال الدورة الحالية لمهرجان جدة التاريخية بالمملكة العربية السعودية إلى مليون زائر، حيث قال مسؤولون في الغرفة التجارية الصناعية بجدة إن عدد فعاليات المهرجان بلغ تقريبا مئة فعالية في الدورة الحالية. وتحمل دورة مهرجان جدة التاريخية هذا العام شعار “كنا كذا.. رمضاننا كذا.. عيدنا كذا”، حيث تقدم للزائرين العديد من الأنشطة والعروض الفنية لمشاهد الحياة اليومية قديما في المدينة ومظاهر احتفال أهلها بشهر رمضان والعيدين.وتشتهر جدة بلقب عروس البحر الأحمر وضمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) البلدة القديمة في جدة إلى قائمة مواقع التراث الإنساني العالمي في عام 2014. ويشهد مهرجان جدة التاريخية هذا العام عشرات البرامج والملتقيات والعروض التي تتضمن 4 مسارات تهدف إلى تجسيد صور اجتماعية لما كانت عليه المنطقة التاريخية، إضافة إلى العديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية ومشاهدة أكثر من 20 مهنة وحرفة يدوية كانت سائدة في ذلك الزمان.وتحمل منطقة جدة التاريخية، التي ترجع إلى القرن السابع بمنازلها المبنية من الطين والتي تزينها مشربيات خشبية، بقايا المعمار التقليدي للحجاز، وهو الاسم الذي كانت تعرف به المنطقة الغربية لشبه الجزيرة العربية.
وقال محمد الوافي وكيل محافظ جدة: “المنطقة فيها حوالي ألفي بيت تراثي وأثري، 450 منها أدرجت في منطقة التسجيل (المنطقة المسجلة لدى يونسكو)، وخلال الأسبوع الماضي عندنا 607 تصاريح ترميم للمباني في جدة التاريخية، وقد تحرك الملاك بقوة ورمموا منازلهم كما تحرك مستثمرون أيضا”.وتشمل فعاليات مهرجان جدة التاريخية العديد من الأنشطة، مثل استضافة الرموز الحجازية في مختلف المجالات، من شخصيات دبلوماسية وأدبية وفنية للحديث عن مدينة جدة وتاريخها وجمال عادات مجتمعها وتقاليده، ومسابقات ثقافية تفاعلية مع الجمهور وتقديم الجوائز القيمة، إلى جانب فعاليات أخرى، مثل عروض الفنون الشعبية وعروض مخصصة للأطفال وفناني المجسات الحجازية، ودكان الكتب، ومسيرة الحجاج، وورش الصناعات التقليدية من صناعة السنابيك والرواشين وبناء البيوت القديمة والزخارف والنقوش والخط العربي وفعاليات التسوق والتخفيضات والعديد من الفعاليات الأخرى.
وخصص المهرجان موقعا للفعاليات النسائية، وهي “حياة أول” من خلال أكشاك عديدة تمثل المهن النسائيَّة القديمة، كالتفصيل والخياطة والتزيين والرسم بالحناء، بالإضافة إلى المسرح الذي قدم عرضا مسرحيا باللغة الحجازيَّة بمشاركة أكثر من 30 سيدة، وذلك لتصوير الحياة الزوجية في مدينة الحجاز وكيف كانت في السابق من خلال شخصيات عديدة تمثل الزوجة والجارة والصديقة والأم والحماة. وقدم عدد من السيدات الأكلات الحجازيَّة القديمة والمخللات والحلويات والعصائر والقهوة للزوار من خلال الأكشاك والكافتيريات المنتشرة على طول المسارات داخل جدة القديمة بنكهة حجازيَّة قديمة مرتديات الزي التقليدي التراثي لمدينة جدة.
كما شهد المهرجان معرضا لوكالة الأنباء السعودية تحت عنوان “واس كدا” في يومه السادس. وجذبت صور ملوك المملكة العربية السعودية والأمراء في أروقة المعرض الزائرين بفئاتهم العمرية المختلفة، حيث استمعوا من القائمين على المعرض إلى شرح عن تاريخ تلك الصور والمناسبات والفعاليات التي رصدت فيها.وشاهد الزوار خلال جولتهم في المعرض بعض الآلات القديمة التي كانت تستخدمها الوكالة في بث الأخبار وطريقة بث الصور. ويحرص السعوديون حرصا شديدا على تراثهم وتقاليدهم العربية العريقة ويولون اهتماما كبيرا لتعليم الأجيال الجديدة تاريخ الآباء والأجداد. وقال زائر للمهرجان يدعى وضاح المحضار: “تعتبر فكرة المهرجان جيدة جدا باعتبارها تذكر الناس وخصوصا الصغار بماضي آبائهم وأجدادهم وحضارتهم السابقة”.
وتشيع في البلدة القديمة خلال المهرجان أجواء التاريخ القديم من خلال المباني والأسواق والمتاجر، علاوة على عروض الفن الشعبي والمشاهد التمثيلية لأحداث وأنشطة الحياة اليومية.
وقال محمد البهلولي أحد ملاك المنازل القديمة في جدة التاريخية: “نحن الملاك بصراحة سعداء بمجيء الزوار والأهالي لاكتشاف مواقع آبائهم وأجدادهم وبيوتهم التي ولدوا وترعرعوا فيها”.وتستمر الدورة الحالية لمهرجان جدة التاريخية عشرة أيام وستختتم غداالسبت الرابع والعشرين من يناير الحالي.
جدة عروس البحر الأحمر تحتفي بتراثها !!
24.01.2015