أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41134
القيروان فسيفساء التراث والحضارة!!
14.12.2014

عاصمة الأغالبة غنية بالذكريات التاريخية والمعالم المتميّزة، وهي مدينة الجمال الباقي على حاله حيث الأصالة تحاكي حفاوة الاستقبال.
القيروان- (تونس) ـ تعدّ القيروان إحدى درر التراث التونسي وهي تلك المدينة الأخّاذة التي تخفي كثيرا من الأسرار.كما أنها عاصمة الأغالبة الكامنة بعيدا عن السواحل، غنية بالذكريات التاريخية والمعالم المتميّزة وهي مدينة الجمال الباقي على حاله حيث الأصالة تحاكي حفاوة الاستقبال.المدينة العتيقة ألهمت العديد من الفنانين فهي تملك سحرا خاصا بفعل أزقتها الملتوية والممرات والقباب ذات اللون الأبيض التي تحوم كلها حول مسجد عقبة بن نافع ذلك القائد الإسلامي الكبير الذي خطط تلك المدينة وأسسها لتكون منطلقا لجيوشه الفاتحة للشمال الأفريقي.
والمسجد بمئذنته الرائعة وساحته الفسيحة يمثل أحد صور الإبداع لحضارة رسّخت مكانتها هناك فها هي الأسواق والأزقة المعدّة للتجارة كلها شواهد على عظمة تلك الحضارة والأسواق تعج بالحركة بالقرب من المسجد الكبير ونقصد به مسجد عقبة.وحول هذه الأحياء تحوم الأسوار بقلاعها التي تعطي جميعها لهذه المدينة صورة من خارج الزمن الحاضر.
أمّا مسجد عقبة بن نافع فهو أحد أعرق المساجد في العالم وأقدمها ومن أهمّ المعالم في منطقة المغرب العربي. هذا المسجد صار بحق رمز مدينة القيروان سواء بماضيه الديني أو بمعماره الجميل الفريد. منذ الدخول تشدّك المئذنة بشكلها المتميز ويشد الزائر أيضا كبر الفناء الذي تحيط به أقواس مزركشة وكذلك الباب الخشبي المنقوش الذي يفتح على قاعة الصلاة حيث تتوالى الأقواس على أعمدة رومانية.هذا المعلم أسسه الصحابي الجليل عقبة بن نافع سنة 670 ميلادي وهو أول مسجد ببلاد المغرب العربي وصار على صورته الراهنة سنة 836 تحت حكم الأغالبة وقد صارت على شكله العديد من المساجد الأخرى في المنطقة ويقدم صورة عن المعمار الإسلامي في القرون الأولى التي تلت الفتح الإسلامي.وتسمّى هذه المدينة العريقة أيضا بمدينة 300 مسجد فحين ينظر إليها من الجو تبدو القباب التي تشير إلى المساجد وضرائح الأولياء والزوايا متناثرة هنا وهناك.
إحدى القباب تحوي تحتها أشهر الآبار وهي “بئر بروطة” الذي يقع بالطابق الأول ولا يزال جمل دوار يقوم باخراج الماء. ويمكن زيارة زاوية “سيدي عبيد الغرياني” بفنائها الجميل وسقفها الخشبي المزركش بدقة بالغة وهناك أيضا زاوية “عمر عبادة” المغطاة بالقباب. لكن الزيارة الأهم هي لمقام “سيدي الصحبي” ذي الساحات العديدة والأروقة المزيّنة بالجليز والجصّ المنقوش ضمن تداخل للمعمارين العثماني والأندلسي.

1