أحدث الأخبار
الجمعة 22 تشرين ثاني/نوفمبر 2024
1 2 3 41134
الإختطاف.. تجارة رائجة في إقليم شمال كيفو بالكونغو الديمقراطية!!
05.12.2014

كنشاسا (الكونغو الديمقراطية)- غايوس كوين..“اختطفونا من الحديقة، وهدّدونا بالقتل في صورة لم ندفع مبلغ (يعادل ألفي دولار) هذه الليلة.. الرجاء النشر على نطاق واسع.. اعتنوا جيدا بعائلتي”.
كان هذا نصّ رسالة نصية قصيرة من هاتف طبيب تم اختطافه من وسط حديقة “فيرونغا” الوطنية، بإقليم شمال كيفو، شرقي الكونغو الديمقراطية، أرسله إلى أحد زملائه. عملية الاختطاف حصلت حين وقعت الحافلة التي كانت تقلّ الطبيب وعدد آخر من المسافرين بين أيدي رجال مسلّحين مجهولين، قاموا، إثر ذلك بفصله عن بقية الركاب، قبل أن يقتادوه نحو الأدغال ليختفوا معهم عن الأنظار، في مشهد بدا شبيها بمشهد حركة مقتطف من فيلم سينمائي، وروتينيا إلى حدّ ما في تلك المنطقة التي تحوّل فيها الاختطاف إلى تجارة رائجة تدر عشرات الآلاف من الدولارات.
وإثر مفاوضات هاتفية مطوّلة، اتّفقت عائلة الرهينة والخاطفين على دفع فدية بمبلغ مالي معيّن لقاء الإفراج عن الطبيب المختطف.. وبنبرة واثقة، حدّد الخاطفون مكان تسلّم المال، مع التحذير من مغبّة إخطار قوات الأمن بالأمر، مهدّدين بما قد يترتّب عن ذلك من تبعات خطيرة. ساعات قليلة عقب ذلك، أفرج المسلّحون عن الطبيب في عملية تبادل حصلوا بمقتضاها على مبلغ هام من المال.
مثل هذه العمليات أضحى أمرا مألوفا في مقاطعة شمال كيفو بالكونغو الديمقراطية. ويعود ذلك إلى رواج تجارة الأسلحة وارتفاع معدّلات تداولها بين السكان المدنيين. كما تعدّ هذه المنطقة معقل عدد كبير من مجموعات الدفاع الذاتي ذات الصبغة القبلية و العرقية، والتي ينشط معظمها حول المواقع المنجمية. ومع ارتفاع معدّلات الفقر بنسبة بلغت الـ 72.9 % في عام 2009، بحسب أرقام برنامج الأمم المتحدة للتنمية، اكتملت العناصر اللازمة لتهيئة أرضية مناسبة لتنامي الأعمال الارهابية بمختلف أنواعها.
ومن جانبه، اعترف حاكم مقاطعة شمال كيفو “جوليان بالوكو”، بأنّ عمليات الاختطاف المتواترة “أضحت عملا بالنسبة لشباب المقاطعة ممّن يبتغون الحصول على الأموال دون عناء”.
وأضاف، خلال مؤتمر صحفي عقد الأسبوع الماضي: “لقد ألقينا القبض على شبكة كاملة من المختطفين في مدينة بوتمبو (شمال كيفو)”.
قراءة تختلف فيها معه منظمات المجتمع المدني بإقليم شمال كيفو، حيث يفضّل رئيس الرابطة التي تنضوي صلبها جميع مكوّنات المجتمع المدني في المقاطعة، “توماس داكويني” أطروحة أو فرضية أنّ ما يحدث لا يعدو أن يكون سوى تقنية جديدة للانتداب يستخدمها الارهابيون الأوغنديون التابعون لـ “تحالف القوى الديمقراطية”، متعمّدين بثّ الفوضى في المنطقة، للحصول على مناخ ملائم لتنفيذ مخططاتهم.
وأوضح، في السياق ذاته، أنّ هؤلاء المتمرّدين “كانوا، في السابق، يقدّمون وعودا للناس بتوفير مواطن الشغل والمنح الدراسية لهم، وبما أنّ مثل هذه الخدع لم تعد تنطلي على السكان، فقد تحوّلوا نحو انتداب الأشخاص بالقوة عبر عمليات الاختطاف”.
ودعم “داكويني” أطروحته بمثال عن رجل تم اختطافه في ضواحي مدينة “غوما”، قبل أن يعثر عليه في تقاطع طرق بين مدينتي “بوتمبو” و”بيني”، معقل المتمردين الأوغنديين، والمجال الخاضع لنفوذهم.
“أعرف العديد من الأشخاص الذين تم اختطافهم”، يتابع “داكويني”، “غير أنّ المختطفين لم يطالبوا أبدا بفدية، ولا أحد يعلم مكانهم حدّ الساعة، فعل تعتقدون حقا أنهم اختطفوا فقط من أجل الحصول على المال؟”.
اختلاف في وجهات النظر، إلاّ أنّ الرجلان اتفقا على مستوى الحلول التي يمكن تقديمها في هذا المجال، والتي تنحصر في ضرورة توخي الحذر من قبل المواطنين. “جوليان بالوكو” طلب من السكان “التنديد بالشباب الذين يتمكنون من الإثراء دون عمل، وبكلّ الحركات المشبوهة التي تحصل في أحيائهم”، كما دعا إلى تكثيف المراقبة لوضع حدّ لتدفّق الأسلحة وتداولها بين المدنيين.
أما “توماس داكويني”، فقد دعا، من جهته، إلى “تعزيز السلطات الأساسية بما يمكّن السكان من الإبلاغ بسهولة عن أي تحرّكات مشبوهة، لافتا إلى أنّ البطالة تظلّ المعضلة الأشدّ فتكا بالشباب، والتي تجعلهم عرضة للتلاعب من مختلف الأطراف.

1