نشرت مواقع إخبارية غربية، الاثنين، نص الرسالة الأخيرة التي أرسلتها المهندسة الإيرانية ريحانة جباري إلى أمها قبل إعدامها، وفيما يلي أبرز ما جاء فيها:“عزيزتي شوليح، علمت اليوم أنه قد جاء دوري الآن لمواجهة القصاص. أنا متألمة أنك لم تعلميني بنفسك أنني قد وصلت إلى الصفحة الأخيرة من كتاب حياتي. ألا تظنين بأنني كان يجب أن أعرف؟ تعرفين كم خجولة أنا من حزنك. لماذا لم تعطيني الفرصة لتقبيل يدك ويد أبي؟
أمي، سمح العالم لي أن أعيش لمدة 19 عاماً. وكانت تلك الليلة المشؤومة هي الليلة التي كان يجب أن أقتل فيها. كان سيتم إلقاء جسدي في ركن من أركان المدينة، وبعد بضعة أيام، كانت الشرطة سوف تستدعيك لمكتب الطبيب الشرعي للتعرف على جثتي، وهناك كنت ستعلمين أيضاً أنني تعرضت للاغتصاب. القاتل لم يكن ليتم العثور عليه لأننا لا نمتلك ثرواتهم وقوتهم. ومن ثم كنت سوف تقضين حياتك في معاناة وعار، وبعد سنوات قليلة كنت سوف تتوفين نتيجة هذه المعاناة، وكان كل شيء سينتهي هناك.
أمي الطيبة، أكثر شيء عزيز علي في حياتي، أنا لا أريد أن أتعفن تحت التراب. لا أريد لعينيّ أو قلبي الشاب أن يتحولوا إلى غبار. توسلي بحيث يتم ترتيب أنه، وبمجرد أن يتم شنقي، سوف يتم أخذ قلبي والكلى والعيون والعظام وأي شيء يمكن زرعه بعيداً عن جسدي ويعطى لشخص يحتاج إليه كهدية. لا أريد أن يعرف المتلقي اسمي، أن يشتري لي باقة ورد، أو حتى يقوم بالدعاء لي.
أنا أقول لك من أعماق قلبي إنني لا أريد أن يكون لي قبر لتأتي إليه وتحزني وتعاني. أنا لا أريدك أن تقومي بارتداء الملابس السوداء علي. وابذلي قصارى جهدك لنسيان أيامي الصعبة. وامنحيني للريح لتأخذني بعيداً.العالم لم يحبنا. والآن أنا استسلم لذلك وأحتضن الموت. لأنه في محكمة الله سوف أقوم باتهام المفتشين، وسوف اتهم القاضي، وقضاة المحكمة العليا في البلاد الذين ضربوني عندما كنت مستيقظة، ولم يمتنعوا عن مضايقتي.
في العالم الآخر، إنه أنا وأنت من سيوجه التهم، وغيرنا هم المتهمين. دعينا نرى ما يريده الله. أنا أحبك.وكانت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أعلنت أنه تم تنفيذ حكم الإعدام فجر السبت، بـ”ريحانة جباري” (26 عاماً) بعد خمس سنوات على صدور الحكم، لقتلها مسؤولاً سابقاً في الاستخبارات الإيرانية.وقالت الوكالة نقلاً عن مكتب مدعي طهران إن حكم الإعدام شنقاً نفذ فجر يوم السبت.وقالت منظمة العفو الدولية في بيان لها إن “جباري” وهي مهندسة ديكور سيتم إعدامها لقتلها في 2007 مرتضى سربندي طعناً، وذكر مسؤول لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أن “جباري” كانت تدافع عن نفسها بعدما تحرش بها المسؤول وأن محاكمتها في 2009 كانت مليئة بالعيوب.كما أثار حكم الإعدام غضب دبلوماسيين غربيين وآخرين مسؤولين في مجلس الأمن.
الإيرانية جباري تكتب لأمها رسالتها الأخيرة قبل إعدامها!!
28.10.2014